أشباح المآسي المرورية تلاحق ذوي الضحايا

ثلث المنومين بالمستشفيات من مصابي حوادث الطرق

أشباح المآسي المرورية تلاحق ذوي الضحايا

عدنان الشبراوي (جدة)

بينما كان «وسام» وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 23 عاما مشغولا بهاتفه الجوال اثناء قيادته لسيارته على الخط السريع وجد نفسه فجأة امام خلاط ضخم.المشهد المرعب شل حركته تماما ولم تسعفه الثواني الفاصلة بين هواجس الاصطدام والنجاة بمعجزة من التصرف ليلتحم بالخلاط في عناق دائم دخل على اثره في غيبوبة بعد ان اصيب بكسور عديدة في اليد والقدم والفخذ و خضع«وسام» لعدة عمليات جراحية من بينها زرع سيخ نخاعي ولا زالت معاناته مستمرة.اما رائد عبده فلا يزال هو الآخر يتجرع تبعات حادث مروري تعرض له قبل عامين نتج عنه كسور في القدمين وتم تركيب سيخ حديدي في قدمه ولا يزال منوماً في قسم العظام بمستشفى الملك فهد العام بجدة.
غير ان حالة كل من اكرم 18 سنة ومحمد 17 سنة وبسمة تكشف بجلاء ان الحوادث المرورية تشكل مآسي متعدية بمعنى انها تتعدى المتأثرين بها مباشرة الى المرتبطين بهم وهنا تتشعب الاحزان فاكرم الذي تعرض لحادث مروري وهو يقود دراجته النارية اصيب خلاله باصابات متعددة لا زال يرقد بالمستشفى ولا يقوى على الحركة الا كرسي متحرك بينما فقد محمد والده ووالدته في حادث على طريق الجنوب في حين فقدت بسمة والدها العام الماضي في حادث دهس على طريق مكة السريع فيما كان في طريقه الى احد البنوك لسحب مبلغ يصرفه على اسرته لقرب العيد واذا بسيارة مسرعة تتسبب في وفاته في الحال.

المتهم الاول
مدير عام المرور اللواء فهد البشر اكد بشكل قاطع ان السائق هو المتهم الاول في حوادث المرور خاصة الحوادث الناجمة عن السرعة والتجاوز الخاطئ وقطع الاشارة.. وهذا ما اثبتته الدراسة التي اجراها البروفيسور علي بن سعيد الغامدي والعقيد امين عبدالمجيد والتي استعرضت صورا من انتهاك السائقين لانظمة المرور والممارسات الخاطئة على الطرقات مدعمة بالحقائق والارقام حيث اشارت الدراسة الى وقوع حادثين على الطرقات في كل ساعة بسبب الوقوف الخاطئ وتحرير اكثر من 300 الف قسيمة سنويا لسائقين ينتهكون النظام بالوقوف الخاطئ ووقوع حوالى 22 الف مخالفة دوران غير نظامي على مختلف الطرق خلال العام المنصرم مع وقوع 30 الف حادث مروري بسبب التجاوز الممنوع وتسجيل اكثرمن 80 الف مخالفة سنوياً على الطرق السريعة لسائقين يتجاوزون السيارات الاخرى بصورة غير نظامية.كما اشار الباحثان الى ان الانتقال بين المسارات من دون اعتبار لمستخدمي الطريق الاخرين انانية فجه وفعل غير حضاري غالبا ما يؤدي لحوادث مهلكة.
وحسب الغامدي فان الطرق في المملكة تشهد سنويا اكثر من ربع مليون حادث تسفر عن وفاة اكثر من 4000 شخص وحوالى 30 الف اصابة و2000 معاق باعاقات مستدامة فيما تصل خسائرها الى حوالى 21 بليون ريال سنوياً.
وتنبه الدراسة الى ان ثلث اسرة المستشفيات مشغولة بمصابي الحوادث مما ينعكس سلباً على خدمة المرضى الآخرين.