«السبع» ونموذج إدارة أزمة امريكا (2)

تناولت في المقال السابق مادار في اجتماع الدول السبع الصناعية الكبرى الاسبوع الماضي حول كيفية علاج أزمة الاقتصاد الامريكي وكيفية التعامل معها وتجنيب الاقتصاد العالمي تبعاتها.
فيما برهنت السياسة النقدية الخاصة بتحديد اسعار الفائدة قرب المستوى الصفري وبقائها عند 0.50 نقطة جدواها من حيث تحقيز الاموال على اعادة تحريكها بقنوات استثمارية ومشاريع اكثر جدوى. اجتماعات صندوق النقد الدولي رغم الظنون المحيطة بتلك الاجتماعات في ان قادة الدول السبع ووزراء المالية عندما يجتمعون سوف لن يفعلوا شيئا كبيرا حول انقاذ الدولار من علاته المزمنة، لكن دومينيك ستروس خان المدير التنفيذي للصندوق تعهد بأن يقوم بدور فعال في مواجهة ازمة القروض الدولية. وقال خان ان الازمة المالية التي بدأت بعدم القدرة على سداد قروض عقارية في السوق الامريكي، هي اكبر ازمة مالية منذ الكساد الواسع الذي اصاب العالم في مطلع ثلاثينات القرن الماضي. واضاف خان ان هذه الازمة تبرز الحاجة الى مزيد من الدراسة لدور القطاع المالي في الاقتصاديات الكبيرة. ويواجه صندوق النقد الدولي بدوره صعوبات خاصة بطريقة عمله، مما دفعه الى القيام باصلاحات من ابرزها تغيير نظام التصويت لمنح قوة تصويتية اكبر للدول التي تنمو اقتصادياتها بسرعة مثل الصين والبرازيل والهند. كما اضطر الصندوق لبيع نحو 400 طن من الذهب لزيادة ايراداته.
هذه الاوضاع ربما تعطي اشارات مبدئية حول قرب نهاية ازمة الدولار والاتفاق على قيعانه السعرية التي هوى اليها، وما اشبه الليلة بالبارحة حينما كان اليورو قبل سنوات يترنح ويمر بمثل هذه الظروف وتزايدت درجات التشاؤم من بقاء اليورو حيا اكثر من ذلك وبعدها بدأت مثل هذه الاجتماعات حتى تم تحديد ساعة الصفر بتدخل جماعي لإنقاذه من تدهور سعره لما دون مستوى 82 سنتا، فهل تعاد اللعبة بتكتيكها السابق ام تتم إعادة صياغة قوانينها؟ ودخول لاعبين جدد.

عبدالله كاتب