كفاية.. صيحة الغفلة

جبير بن محمد بن جبير

صيحة الغفلة عند عامة أهل نجد هي المصيبة المفاجئة... كموت شخص ما وهو في كامل صحته وعافيته نتيجة وقوع حادث أو سكتة قلبية أو خلافهما، وتنزل صيحة الغفلة على أهل المتوفى كزلزال يهز أراضيهم وصاعقة تفجر سماءهم، ولا يمكن لأحد أن يقدر ردود أفعال تلك الصيحة.
وغدت صيحة الغفلة اليوم متلازمة حوادث المرور، في ظل تراجع الوعي والثقافة المرورية لدى عامة الناس من مشاة وقائدي مركبات في المدن والطرق السريعة، وتراخي الجهات المعنية في تطبيق أنظمة المرور ومحاكمة المخالفين والمتهورين والمتقاعسين.
في الواقع لا تتوفر لدي إحصائيات دقيقة عن عدد قتلى ومصابي الحوادث المرورية في بلادنا.. لكن المعلوم أن المملكة من أعلى بلدان العالم ارتفاعا في نسبة حوادث السيارات..! أما إذا كان الرقم الذي أشار إليه الزميل/ عبده خال في مقال

سابق له في هذه الصحيفة.. فيمكن القول بأننا مقبلون خلال أعوام قليلة قادمة على إبادة بشرية لكل إنسان سعودي.
من المؤسف أننا أصبحنا نفرح لافتتاح قسم للمرور أكثر من افتتاح قسم للطوارئ أو حتى مستشفى، رغم سهولة الحد من الآثار الموجعة لحوادث المرور، من خلال توعية طلبة المدارس ومستخدمي الطرق والمركبات، والحزم في تطبيق أنظمة المرور وسرعة نصب المحاكم المرورية.
لقد أصابنا حزن كبير على ما وقع في الأسبوع الماضي للطالب النابه/ محمد بن عبدالله الهبدان الطالب في كلية الطب البشري الذي قضى نحبه إثر حادث مروري مروع، فبموت هذا الشاب المتفوق أغلقت “إلى الأبد” احد مستشفيات المستقبل. رحمك الله يا محمد فقد كنا نعول عليك الشيء الكثير، وعوض الله والديك وأهلك وبلدك خيرا منك، وحفظ الله إخوانك وزملاءك وأبناءنا في كل محفل علمي مشرف.. ووفقهم أينما كانوا.

للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 195 مسافة ثم الرسالة