حالات إنسانية
الاثنين / 29 / ربيع الثاني / 1429 هـ الاثنين 05 مايو 2008 21:59
فاطمة بنت محمد العبودي
أجزم أن المسؤولين في هذا البلد الطيب، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمير سلطان، حريصون كل الحرص على النظر بعين الشفقة والرحمة لأية قضية إنسانية تعرض عليهم، وأنهم رغم مشاغلهم لا ينشغلون عن فعل الخير، ويبذلون كل جهدهم للمساعدة على حل هذه المشاكل سواء بتقديم الدعم المادي أو بتذليل العقبات النظامية الإدارية التي قد تحول دون حلها.
لكنني أعرف كما يعرف غيري من القراء أن مسؤوليات قادتنا والتزاماتهم كثيرة جداً يصعب معها عليهم متابعة جميع الحالات.
وكم كنت أتمنى لو أُنشئت هيئة خاصة تضم مجموعة من ذوي الخبرة والحكمة والخير، وهم ولله الحمد كثر في هذا المجتمع، تتولى دراسة هذه الحالات الإنسانية، كل حالة على حدة، وتقدم مشورتها لصاحب القرار.
وأظن أن مثل هذه الهيئة المتخصصة ستختصر الوقت والجهد لحل الكثير من المشكلات الإنسانية.
ما دفعني إلى اقتراح هذا الرأي هو قصة عايشتها عن قرب روتها لي إحدى المستخدمات في مقر عملي، حيث إن هذه السيدة قدمت من دولة أفريقية مع زوجها قبل أكثر من ثلاثين عاماً واستقرت في الرياض مع زوجها الذي كان يعمل سائساً للخيل، وخلال فترة عمله رزقت بعدد من الأولاد والبنات وعاشت حياة كريمة مع أسرتها.
وبدأت معاناتها بعد وفاة زوجها قبل ست سنوات، فهي لا ترغب العودة إلى بلدها بعد أن عاشت هذه الفترة الزمنية في الرياض، والتحق معظم أبنائها بالمدارس، وليس لديها مصدر دخل، فاضطرت للعمل براتب زهيد، بالكاد يكفي معيشتهم اليومية، وكان إيجار المنزل همًّا تحمله طوال الوقت.
وقد قاومت ظروف الحياة الصعبة لكن المشكلة في تسوية وضع إقامتهم بشكل نظامي، فابنتها الصغرى ذات السنوات العشر لم تتمكن من الدراسة، وابنها ذو التسعة عشر ربيعاً مسجون بعد حادث سير، لعدم وجود أوراق نظامية لديه، وقد وجدت صعوبة في التواصل مع كفيلهم الذي عُرف بعطفه على الفقراء والمساكين، لشرح مشكلتهم وإيجاد حل نظامي لإقامتهم، وأنا على ثقة بأن كفيلهم بما عرف عنه من عطف وإنسانية، لو علم بمشكلتهم لحرص على حلها.
وقد تكون هناك حالات أخرى مشابهة، تحتاج إلى معالجة، لا سيما أن هذا البلد عرف بالوفاء لمن عاشوا فيه سنوات عمرهم وأفنوا زهرة شبابهم في خدمته.
فوجود هيئة تعنى بشؤون أصحاب القضايا الإنسانية من المواطنين والمقيمين كفيل بإيجاد حلول لمشاكل معقدة دامت لسنوات ويزيدها مرور السنين تعقيداً.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
لكنني أعرف كما يعرف غيري من القراء أن مسؤوليات قادتنا والتزاماتهم كثيرة جداً يصعب معها عليهم متابعة جميع الحالات.
وكم كنت أتمنى لو أُنشئت هيئة خاصة تضم مجموعة من ذوي الخبرة والحكمة والخير، وهم ولله الحمد كثر في هذا المجتمع، تتولى دراسة هذه الحالات الإنسانية، كل حالة على حدة، وتقدم مشورتها لصاحب القرار.
وأظن أن مثل هذه الهيئة المتخصصة ستختصر الوقت والجهد لحل الكثير من المشكلات الإنسانية.
ما دفعني إلى اقتراح هذا الرأي هو قصة عايشتها عن قرب روتها لي إحدى المستخدمات في مقر عملي، حيث إن هذه السيدة قدمت من دولة أفريقية مع زوجها قبل أكثر من ثلاثين عاماً واستقرت في الرياض مع زوجها الذي كان يعمل سائساً للخيل، وخلال فترة عمله رزقت بعدد من الأولاد والبنات وعاشت حياة كريمة مع أسرتها.
وبدأت معاناتها بعد وفاة زوجها قبل ست سنوات، فهي لا ترغب العودة إلى بلدها بعد أن عاشت هذه الفترة الزمنية في الرياض، والتحق معظم أبنائها بالمدارس، وليس لديها مصدر دخل، فاضطرت للعمل براتب زهيد، بالكاد يكفي معيشتهم اليومية، وكان إيجار المنزل همًّا تحمله طوال الوقت.
وقد قاومت ظروف الحياة الصعبة لكن المشكلة في تسوية وضع إقامتهم بشكل نظامي، فابنتها الصغرى ذات السنوات العشر لم تتمكن من الدراسة، وابنها ذو التسعة عشر ربيعاً مسجون بعد حادث سير، لعدم وجود أوراق نظامية لديه، وقد وجدت صعوبة في التواصل مع كفيلهم الذي عُرف بعطفه على الفقراء والمساكين، لشرح مشكلتهم وإيجاد حل نظامي لإقامتهم، وأنا على ثقة بأن كفيلهم بما عرف عنه من عطف وإنسانية، لو علم بمشكلتهم لحرص على حلها.
وقد تكون هناك حالات أخرى مشابهة، تحتاج إلى معالجة، لا سيما أن هذا البلد عرف بالوفاء لمن عاشوا فيه سنوات عمرهم وأفنوا زهرة شبابهم في خدمته.
فوجود هيئة تعنى بشؤون أصحاب القضايا الإنسانية من المواطنين والمقيمين كفيل بإيجاد حلول لمشاكل معقدة دامت لسنوات ويزيدها مرور السنين تعقيداً.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة