في حائل مستشفى بسعة 16 سريراً
حائل .. عروس الشمال
الأربعاء / 26 / ربيع الثاني / 1427 هـ الأربعاء 24 مايو 2006 19:30
اعداد : عبدالله آل هتيلة
مشاهداتي في «الحلقة السابقة» عن مدينة حائل لم تكن كافية كي أخرج بحصيلة وافية عن احتياجات الأهالي والسكان. ولذلك حرصت على أن أندمج مع مختلف شرائح المجتمع في الإدارات والاستراحات، كنت مستمعا جيدا ولكن أجد نفسي في أحيان كثيرة مجبرا على المداخلة في محاولة لمعرفة أدق التفاصيل.
تطوير الخدمات الصحية يبقى هاجس الأهالي الذين طالبوا المسؤولين بالعمل الجاد على تطويرها لمواجهة النمو السكاني المتزايد الذي يحتاج إلى منشآت صحية حديثة.
المواطن حمد ناصر العودة يقول : الخدمات الصحية بمنطقة حائل يشوبها القصور مقارنة ببعض مناطق المملكة الأخرى التي تتوفر لها جميع الإمكانيات مثل الكادر الطبي المؤهل والأجهزة والمعدات الحديثة، والسعة السريرية للمستشفيات،حائل لا يوجد فيها سوى مستشفيين فقط وهما المستشفى العام ومستشفى الملك خالد ولا يغطيان منطقة كبيرة تحتضن أكثر من 600 قرية تقريبا يصل تعداد سكانها إلى أكثر من 600 ألف نسمة يراجعون هذين المستشفيين، يساندهما مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تعتبر شبه اسعافية.
الآن يوجد مستشفى قائم ولكن يحتاج إلى فترة طويلة لكي يقدم خدماته لأهالي وسكان المنطقة.
تدني النظافة
وأضاف : بصراحة الإمكانيات الحالية ليست على المستوى المأمول وأعتبر مستوى الخدمات المقدمة في مستوى المتوسط .
ولكن كلنا أمل في أن يضاعف المسؤولون عن هذا القطاع الهام من جهودهم للعمل على رفع مستوى أداء الخدمات المقدمة.
مشيراً إلى أن مستوى النظافة متدن في بعض المرافق الصحية نتيجة عجز مؤسسات النظافة والصيانة عن القيام بدورها كما يجب، إلى جانب تقاعس قلة من الإداريين والمشرفين.
وطالب العودة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل بالتعاقد مع أطباء أكفاء في ظل النقص الواضح في أعداد الأطباء ، وتأمين الأجهزة والمعدات الطبية.
متسائلاً إلى متى يتم تحويل بعض الحالات المرضية إلى خارج المنطقة أليس من الواجب تطوير الخدمات الصحية بدلا من المشقة التي يتكبدها المريض إضافة إلى معاناته؟!
مستشفيان لا يكفيان
من جانبه قال عمر العباس : نتمنى من مدير عام الشؤون الصحية أن يستفيد من الطفرة والوفرة المالية في بلادنا لدعم الخدمات الصحية بالمنطقة التي تحرص القيادة الرشيدة على أن تكون على أفضل حال وأن تكون في متناول المواطن أينما كان. يوجد حاليا مستشفيان لايغطيان احتياجات المنطقة التي تحتاج إلى مستشفى تخصصي، وكلنا أمل أن يسخر المسؤولون إمكانياتهم لخدمة هذه المنطقة. وأضاف : بكل أمانة أوجه رسالتي لمدير عام الشؤون الصحية بأن لا يتحدث عن إنجازاته ويدع أعماله تتحدث عن نفسها، وحقيقة مستوى الخدمات الصحية أقل من جيد، المستشفيات تعاني من فوضى في المواعيد، وهناك أخطاء في التحاليل كما ان الواسطة تدب في كل مرفق، الإهمال بلا حدود!!
معاناة المحافظات
ويقول المواطن سعود الراشد: المحافظات والقرى تعاني من نقص الخدمات الصحية وهذا يجعل تحويل المرضى إلى مستشفيين في المدينة أمرا معتادا فكيف سيكون حال الخدمة المقدمة في هذين المستشفيين في ظل الازدحام لا شك سيكون النقص في الخدمات المقدمة. فتطوير المرافق الصحية في المحافظات والمراكز التابعة للمنطقة سيحد من التحويل وسيرفع مستوى الخدمات الصحية في مستشفيات المدينة وفي المستشفيات خارجها. هل تعلم بأن المقابر أصبحت لا تتسع لمزيد من الموتى لأن المرضى المحولين من المحافظات يتوفون في مستشفيات حائل فيتم دفنهم في المقابر داخل المدينة. فكما قال أحد الاخوان مدير عام الشؤون الصحية مطالب بالعمل على توفير الكوادر الطبية وسيارات الإسعاف التي كثيرا ما تتعطل في الطريق وهي تنقل المرضى إلى جانب الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة.
تبرير المسؤول
احتياجات أهالي وسكان حائل طرحناها أمام مدير عام الشؤون الصحية الدكتور سليمان المزيني الذي أوضح بأن مجمل مراكز الرعاية الصحية الأولية بمنطقة حائل والمحافظات والمراكز التابعة لها 84 مركزا، تم تحديث 55 مركزا ودعمها بالأجهزة والمعدات الطبية، يضاف لها تبرع أحد رجال الأعمال بتحديث مركزين آخرين، وتبرع رجل أعمال آخر بشراء قطعة أرض داخل المدينة واقامة مركز صحي عليها كل هذا يأتي في سياق جهود سمو أمير المنطقة الذي دائما يحث الجميع على ضرورة التفاعل مع الخدمات الصحية والعمل على تطويرها كل حسب إمكانياته وللعلم يوجد لدينا حاليا مراكز داخل المدينة تعتبر نموذجية فأحدها يعمل فيه 9 أطباء في مختلف التخصصات. فبفضل من الله سبحانه وتعالى سنعمل وفق إمكانياتنا على كل ما يحقق لهذه الخدمات التطور، ونحلم بأن يتم استكمال بقية الاحتياجات في الميزانية القادمة خاصة وأننا نسعى من الآن على تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية لتشغيل المرافق الصحية بالشكل الجيد الذي يحقق المنفعة للمستفيدين من الخدمات الصحية.
سنلبي الاحتياجات
سألت الدكتور المزيني هـل تعتقد بأن حائل متميزة صحيا بين مناطق المملكة الأخرى؟
-اجاب: في ظل دعم القيادة الرشيدة وحرص ومتابعة وزير الصحة يشعر كل مدير للشؤون الصحية في منطقته بأنه متميز فمشاريع حائل التي يجري تنفيذها تتجاوز قيمتها 750 مليون ريال أهمها مستشفى تخصصي 500 سرير، وبرج أطفال بمستشفى النساء والولادة سعته 200 سرير وبتكلفة 250 مليونا وهو الآن تحت الدراسة، وتم تحويل مراكز صحية إلى أبراج سعة كل منها 100 سرير في الشملي والسليمي، يضاف لذلك كلية صحية للبنين تم اعتمادها. فنحمد الله العمل يسير كما هو مخطط له وفي الاتجاه الحسن ويجب أن لا نكون متشائمين وأن نتناول احتياجاتنا بكثير من الواقعية ونضع في الاعتبار بأن المناطق المحتاجة سينالها نصيبها من جميع المشاريع وهذا توجه القيادة الرشيدة وإذا كان من تقصير فيجب أن ينسب لنا كتنفيذيين لأن بعض الأمور البيروقراطية يجب أن ننتهي منها مثل نظام المشتريات والترسية والأقل سعرا كلها تستنزف وقت وأموال الدولة وتذهب لأناس لا يستحقونها وأقصد بذلك المقاولين الذين يعملون بطرق لا تخدم المصلحة العامة، وفي هذا السياق سألته:
هل عانيتم من مماطلة المقاولين مما أثر على تنفيذ بعض المشاريع ؟
- فاجاب: نعم عانينا من التأخير في التنفيذ نتيجة العمالة الرديئة التي يستقدمها بعض المقاولين نتيجة ترسية هذه المشاريع بأسعار متدنية. مثلا مستشفى في موقق يعاني من التأخير ومستشفى في الغزالة ومستشفى في الشنان.
ومسألة الإنشاءات لاتخص مقاولين مصنفين بدرجة معينة بالضرورة والمنطقة لاشك تعاني من نقص في الأسرة وهذا ما أعلنه سمو أمير المنطقة في مرات كثيرة، مستشفى الملك خالد 200 سرير، ومستشفى حائل العام 250 سريراً، والنفسية 60 سريراً، والنساء والولادة 100 سرير و30 سريراً لكل من الشملي والسليمي وسميراء وموقق والأخير سعته 16 سريراً وهذا أمر غريب فلا يوجد مستشفى في العالم سعته 16 سريراً، أي أن مجموع أسرة المنطقة لا يتجاوز 646 سريراً تخدم أكثر من 600 ألف نسمة، حتى العام الماضي كانت حائل ثاني أسوأ منطقة من حيث عدد الأسرة قياسا بعدد السكان فللأسف كانت الخدمات الصحية في المنطقة في أسوأ وضع، وللعلم نحن الآن نزيد الطاقة الاستيعابية في بعض المستشفيات لتتجاوز 150% من طاقتها لأننا مجبرون على ذلك في ظل الكثافة السكانية ونقص عدد الأسرة.
إذا كيف تخططون للمستقبل؟
- أمر مهم جدا، تعديل الوضع الحالي سيساعدنا في تنفيذه إنجاز المستشفى التخصصي بسعة 500 سرير سيحل بديلا للمستشفى القديم الذي تجاوز عمره 50 سنة وسيساهم في تطوير أداء الخدمة الصحية. ولا أخفيك ان مستشفى الولادة بسعة 100 سرير متوقف منذ 14 سنة وعملت وزملائي على تشغيله ويعمل حاليا بسعة 60 سريراً. بدأنا نعدّل كثيراً من الأوضاع السابقة التي عملت بطرق عشوائية ووفقنا بعون من الله. نحن نخطط ونطالب باعتماد وظائف فنية وادارية لتشغيل المرافق التي ستفتتح ونطالب بتجهيز مستمر وفق أحدث التقنيات ولكن لن يتم كل شيء بين يوم وليلة.
هل انتم راضون عن مستوى الخدمات الصحية بالمنطقة ؟
- إذا قلت بأنني راض عن المستوى الحالي 100% فهذا يعني أن نتوقف عن العمل فالأخطاء موجودة والتقصير لا بد منه، لكن لماذا لا نضع أيدينا في أيدي المواطنين ونعمل على تلافي هذه الأخطاء والسلبيات، بعض التوسعات عملت بجهود ذاتية من المنطقة، وننظر دائما إلى الأمام فنحاول اولاً ان نبني الأساس ومن ثم يأتي من بعدنا ليقوم بدوره بتأمين متطلباتها من كوادر وأجهزة ومعدات. الأبراج الحديثة والكلية الصحية أمنت لها مبالغ في الميزانية ومن سيأتي بعدي لا بد أن يعمل على استكمال التجهيزات، أما أن نتحدث عن أرقام وأحلام فهذا غير مقبول لأن قياس العمل يأتي بما يقدم فعليا للوطن وليس بما نطلب لأن الجميع يريدون الكثير، وعملنا يأتي بمقابل ويجب أن نكون أمناء في أعمالنا.
ظهور الأمراض
تعاني حائل من طفح البيارات ألا تخشون من ظهور بعض الأمراض والأوبئة ؟
- الأمراض من الممكن ظهورها ما لم يكن هناك تعاون بين الصحة والأمانة ووزارة الزراعة ونحن دائما نبدي لهم تجاوبنا واستعدادنا، وقد شكلنا فريقاً مكوناً من هذه الجهات الثلاث لمواجهة أنفلونزا الطيور، كان فريق الصحة له التواجد المؤثر من خلال زيارة المواقع ورشها بعد تلقي بلاغات بشأنها ويتم التأكد من قبلنا بأنه لا يوجد مواقع مشتبه فيها، وأتفقنا بموجب توجيهات سمو أمير المنطقة مع هذه الجهات بضرورة التعاون. والأمراض التي كانت مستوطنة بمنطقة حائل مثل اللشمانيا وبعض الأمراض التي كانت منتشرة بسبب المستنقعات تم العمل على تجفيفها بالتنسيق بين الصحة والأمانة، فمشروع الصرف الصحي قطع شوطا كبيرا وسيقضي على عملية طفح البيارات في السمراء ولكن أؤكد بأن ليس لنا أي علاقة بهذا الطفح وهو من مسؤولية الأمانة، وقد تم تكليف مندوب دائم من قبلنا في الأمانة يداوم تحت إشرافهم ويستخدم سيارة وجهازاً من قبلهم. وعندما وجه سمو أمير المنطقة بتشكيل لجنة لمواجهة أنفلونزا الطيور طالبنا الأمانة بإرسال مندوب ففوجئنا بأنها أرسلت مندوبنا المعيّن لديهم وهذه من ضمن طرائف اللجان العاملة. لدينا أيضا برنامج للتأكد من نظافة خزانات مياه المدارس وأخذ عيناتها والتأكد من خلوها من البكتيريا والأمراض لتكون صالحة ولكن بعض مديري المدارس طردوا مندوبنا، وخاطبت مدير عام التربية والتعليم وشرحت له تصرفات هؤلاء، واستطعنا ولله الحمد رغم هذه العوائق تطهير كثير من الخزانات. أعود فأقول بأن أي تعاون يأتي في مصلحة الوطن والمواطن شريطة توفر الإرادة.
تطوير الخدمات الصحية يبقى هاجس الأهالي الذين طالبوا المسؤولين بالعمل الجاد على تطويرها لمواجهة النمو السكاني المتزايد الذي يحتاج إلى منشآت صحية حديثة.
المواطن حمد ناصر العودة يقول : الخدمات الصحية بمنطقة حائل يشوبها القصور مقارنة ببعض مناطق المملكة الأخرى التي تتوفر لها جميع الإمكانيات مثل الكادر الطبي المؤهل والأجهزة والمعدات الحديثة، والسعة السريرية للمستشفيات،حائل لا يوجد فيها سوى مستشفيين فقط وهما المستشفى العام ومستشفى الملك خالد ولا يغطيان منطقة كبيرة تحتضن أكثر من 600 قرية تقريبا يصل تعداد سكانها إلى أكثر من 600 ألف نسمة يراجعون هذين المستشفيين، يساندهما مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تعتبر شبه اسعافية.
الآن يوجد مستشفى قائم ولكن يحتاج إلى فترة طويلة لكي يقدم خدماته لأهالي وسكان المنطقة.
تدني النظافة
وأضاف : بصراحة الإمكانيات الحالية ليست على المستوى المأمول وأعتبر مستوى الخدمات المقدمة في مستوى المتوسط .
ولكن كلنا أمل في أن يضاعف المسؤولون عن هذا القطاع الهام من جهودهم للعمل على رفع مستوى أداء الخدمات المقدمة.
مشيراً إلى أن مستوى النظافة متدن في بعض المرافق الصحية نتيجة عجز مؤسسات النظافة والصيانة عن القيام بدورها كما يجب، إلى جانب تقاعس قلة من الإداريين والمشرفين.
وطالب العودة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل بالتعاقد مع أطباء أكفاء في ظل النقص الواضح في أعداد الأطباء ، وتأمين الأجهزة والمعدات الطبية.
متسائلاً إلى متى يتم تحويل بعض الحالات المرضية إلى خارج المنطقة أليس من الواجب تطوير الخدمات الصحية بدلا من المشقة التي يتكبدها المريض إضافة إلى معاناته؟!
مستشفيان لا يكفيان
من جانبه قال عمر العباس : نتمنى من مدير عام الشؤون الصحية أن يستفيد من الطفرة والوفرة المالية في بلادنا لدعم الخدمات الصحية بالمنطقة التي تحرص القيادة الرشيدة على أن تكون على أفضل حال وأن تكون في متناول المواطن أينما كان. يوجد حاليا مستشفيان لايغطيان احتياجات المنطقة التي تحتاج إلى مستشفى تخصصي، وكلنا أمل أن يسخر المسؤولون إمكانياتهم لخدمة هذه المنطقة. وأضاف : بكل أمانة أوجه رسالتي لمدير عام الشؤون الصحية بأن لا يتحدث عن إنجازاته ويدع أعماله تتحدث عن نفسها، وحقيقة مستوى الخدمات الصحية أقل من جيد، المستشفيات تعاني من فوضى في المواعيد، وهناك أخطاء في التحاليل كما ان الواسطة تدب في كل مرفق، الإهمال بلا حدود!!
معاناة المحافظات
ويقول المواطن سعود الراشد: المحافظات والقرى تعاني من نقص الخدمات الصحية وهذا يجعل تحويل المرضى إلى مستشفيين في المدينة أمرا معتادا فكيف سيكون حال الخدمة المقدمة في هذين المستشفيين في ظل الازدحام لا شك سيكون النقص في الخدمات المقدمة. فتطوير المرافق الصحية في المحافظات والمراكز التابعة للمنطقة سيحد من التحويل وسيرفع مستوى الخدمات الصحية في مستشفيات المدينة وفي المستشفيات خارجها. هل تعلم بأن المقابر أصبحت لا تتسع لمزيد من الموتى لأن المرضى المحولين من المحافظات يتوفون في مستشفيات حائل فيتم دفنهم في المقابر داخل المدينة. فكما قال أحد الاخوان مدير عام الشؤون الصحية مطالب بالعمل على توفير الكوادر الطبية وسيارات الإسعاف التي كثيرا ما تتعطل في الطريق وهي تنقل المرضى إلى جانب الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة.
تبرير المسؤول
احتياجات أهالي وسكان حائل طرحناها أمام مدير عام الشؤون الصحية الدكتور سليمان المزيني الذي أوضح بأن مجمل مراكز الرعاية الصحية الأولية بمنطقة حائل والمحافظات والمراكز التابعة لها 84 مركزا، تم تحديث 55 مركزا ودعمها بالأجهزة والمعدات الطبية، يضاف لها تبرع أحد رجال الأعمال بتحديث مركزين آخرين، وتبرع رجل أعمال آخر بشراء قطعة أرض داخل المدينة واقامة مركز صحي عليها كل هذا يأتي في سياق جهود سمو أمير المنطقة الذي دائما يحث الجميع على ضرورة التفاعل مع الخدمات الصحية والعمل على تطويرها كل حسب إمكانياته وللعلم يوجد لدينا حاليا مراكز داخل المدينة تعتبر نموذجية فأحدها يعمل فيه 9 أطباء في مختلف التخصصات. فبفضل من الله سبحانه وتعالى سنعمل وفق إمكانياتنا على كل ما يحقق لهذه الخدمات التطور، ونحلم بأن يتم استكمال بقية الاحتياجات في الميزانية القادمة خاصة وأننا نسعى من الآن على تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية لتشغيل المرافق الصحية بالشكل الجيد الذي يحقق المنفعة للمستفيدين من الخدمات الصحية.
سنلبي الاحتياجات
سألت الدكتور المزيني هـل تعتقد بأن حائل متميزة صحيا بين مناطق المملكة الأخرى؟
-اجاب: في ظل دعم القيادة الرشيدة وحرص ومتابعة وزير الصحة يشعر كل مدير للشؤون الصحية في منطقته بأنه متميز فمشاريع حائل التي يجري تنفيذها تتجاوز قيمتها 750 مليون ريال أهمها مستشفى تخصصي 500 سرير، وبرج أطفال بمستشفى النساء والولادة سعته 200 سرير وبتكلفة 250 مليونا وهو الآن تحت الدراسة، وتم تحويل مراكز صحية إلى أبراج سعة كل منها 100 سرير في الشملي والسليمي، يضاف لذلك كلية صحية للبنين تم اعتمادها. فنحمد الله العمل يسير كما هو مخطط له وفي الاتجاه الحسن ويجب أن لا نكون متشائمين وأن نتناول احتياجاتنا بكثير من الواقعية ونضع في الاعتبار بأن المناطق المحتاجة سينالها نصيبها من جميع المشاريع وهذا توجه القيادة الرشيدة وإذا كان من تقصير فيجب أن ينسب لنا كتنفيذيين لأن بعض الأمور البيروقراطية يجب أن ننتهي منها مثل نظام المشتريات والترسية والأقل سعرا كلها تستنزف وقت وأموال الدولة وتذهب لأناس لا يستحقونها وأقصد بذلك المقاولين الذين يعملون بطرق لا تخدم المصلحة العامة، وفي هذا السياق سألته:
هل عانيتم من مماطلة المقاولين مما أثر على تنفيذ بعض المشاريع ؟
- فاجاب: نعم عانينا من التأخير في التنفيذ نتيجة العمالة الرديئة التي يستقدمها بعض المقاولين نتيجة ترسية هذه المشاريع بأسعار متدنية. مثلا مستشفى في موقق يعاني من التأخير ومستشفى في الغزالة ومستشفى في الشنان.
ومسألة الإنشاءات لاتخص مقاولين مصنفين بدرجة معينة بالضرورة والمنطقة لاشك تعاني من نقص في الأسرة وهذا ما أعلنه سمو أمير المنطقة في مرات كثيرة، مستشفى الملك خالد 200 سرير، ومستشفى حائل العام 250 سريراً، والنفسية 60 سريراً، والنساء والولادة 100 سرير و30 سريراً لكل من الشملي والسليمي وسميراء وموقق والأخير سعته 16 سريراً وهذا أمر غريب فلا يوجد مستشفى في العالم سعته 16 سريراً، أي أن مجموع أسرة المنطقة لا يتجاوز 646 سريراً تخدم أكثر من 600 ألف نسمة، حتى العام الماضي كانت حائل ثاني أسوأ منطقة من حيث عدد الأسرة قياسا بعدد السكان فللأسف كانت الخدمات الصحية في المنطقة في أسوأ وضع، وللعلم نحن الآن نزيد الطاقة الاستيعابية في بعض المستشفيات لتتجاوز 150% من طاقتها لأننا مجبرون على ذلك في ظل الكثافة السكانية ونقص عدد الأسرة.
إذا كيف تخططون للمستقبل؟
- أمر مهم جدا، تعديل الوضع الحالي سيساعدنا في تنفيذه إنجاز المستشفى التخصصي بسعة 500 سرير سيحل بديلا للمستشفى القديم الذي تجاوز عمره 50 سنة وسيساهم في تطوير أداء الخدمة الصحية. ولا أخفيك ان مستشفى الولادة بسعة 100 سرير متوقف منذ 14 سنة وعملت وزملائي على تشغيله ويعمل حاليا بسعة 60 سريراً. بدأنا نعدّل كثيراً من الأوضاع السابقة التي عملت بطرق عشوائية ووفقنا بعون من الله. نحن نخطط ونطالب باعتماد وظائف فنية وادارية لتشغيل المرافق التي ستفتتح ونطالب بتجهيز مستمر وفق أحدث التقنيات ولكن لن يتم كل شيء بين يوم وليلة.
هل انتم راضون عن مستوى الخدمات الصحية بالمنطقة ؟
- إذا قلت بأنني راض عن المستوى الحالي 100% فهذا يعني أن نتوقف عن العمل فالأخطاء موجودة والتقصير لا بد منه، لكن لماذا لا نضع أيدينا في أيدي المواطنين ونعمل على تلافي هذه الأخطاء والسلبيات، بعض التوسعات عملت بجهود ذاتية من المنطقة، وننظر دائما إلى الأمام فنحاول اولاً ان نبني الأساس ومن ثم يأتي من بعدنا ليقوم بدوره بتأمين متطلباتها من كوادر وأجهزة ومعدات. الأبراج الحديثة والكلية الصحية أمنت لها مبالغ في الميزانية ومن سيأتي بعدي لا بد أن يعمل على استكمال التجهيزات، أما أن نتحدث عن أرقام وأحلام فهذا غير مقبول لأن قياس العمل يأتي بما يقدم فعليا للوطن وليس بما نطلب لأن الجميع يريدون الكثير، وعملنا يأتي بمقابل ويجب أن نكون أمناء في أعمالنا.
ظهور الأمراض
تعاني حائل من طفح البيارات ألا تخشون من ظهور بعض الأمراض والأوبئة ؟
- الأمراض من الممكن ظهورها ما لم يكن هناك تعاون بين الصحة والأمانة ووزارة الزراعة ونحن دائما نبدي لهم تجاوبنا واستعدادنا، وقد شكلنا فريقاً مكوناً من هذه الجهات الثلاث لمواجهة أنفلونزا الطيور، كان فريق الصحة له التواجد المؤثر من خلال زيارة المواقع ورشها بعد تلقي بلاغات بشأنها ويتم التأكد من قبلنا بأنه لا يوجد مواقع مشتبه فيها، وأتفقنا بموجب توجيهات سمو أمير المنطقة مع هذه الجهات بضرورة التعاون. والأمراض التي كانت مستوطنة بمنطقة حائل مثل اللشمانيا وبعض الأمراض التي كانت منتشرة بسبب المستنقعات تم العمل على تجفيفها بالتنسيق بين الصحة والأمانة، فمشروع الصرف الصحي قطع شوطا كبيرا وسيقضي على عملية طفح البيارات في السمراء ولكن أؤكد بأن ليس لنا أي علاقة بهذا الطفح وهو من مسؤولية الأمانة، وقد تم تكليف مندوب دائم من قبلنا في الأمانة يداوم تحت إشرافهم ويستخدم سيارة وجهازاً من قبلهم. وعندما وجه سمو أمير المنطقة بتشكيل لجنة لمواجهة أنفلونزا الطيور طالبنا الأمانة بإرسال مندوب ففوجئنا بأنها أرسلت مندوبنا المعيّن لديهم وهذه من ضمن طرائف اللجان العاملة. لدينا أيضا برنامج للتأكد من نظافة خزانات مياه المدارس وأخذ عيناتها والتأكد من خلوها من البكتيريا والأمراض لتكون صالحة ولكن بعض مديري المدارس طردوا مندوبنا، وخاطبت مدير عام التربية والتعليم وشرحت له تصرفات هؤلاء، واستطعنا ولله الحمد رغم هذه العوائق تطهير كثير من الخزانات. أعود فأقول بأن أي تعاون يأتي في مصلحة الوطن والمواطن شريطة توفر الإرادة.