هل نحن كذلك حقاً ؟!
الأحد / 27 / جمادى الأولى / 1429 هـ الاحد 01 يونيو 2008 21:42
تركي العسيري
قال صديقي و هو يقرأ أحد إعلانات الأطباء التي يلقيها «السماسرة» من نوافذ السيارات على السياح العرب ألا ترى أنهم يضحكون علينا ويستغلون سذاجتنا، تصور طبيب أسنان كتب في إعلانه عن قدرته على علاج الضعف الجنسي، ما دخل الأسنان في العجز الجنسي؟ لم أجب وقتها فقد كان الجو آسراً بما يكفي لسرحان لذيذ في تلك المدينة النائية الممطرة.
وحين عدنا إلى الفندق، وشاهدنا عند بوابته باعة العقاقير التي يدعي أصحابها قدرتها العجيبة في إصلاح ما أفسده الدهر. قلت : أيهما أصدق طبيب الأسنان أم هؤلاء الباعة الذين لم يكمل بعضهم تعليمه الأولي؟ على الأقل ذاك طبيب، وهؤلاء نصابون محترفون! ضحك وهو يقول بسخرية: يبدو أن أطباء الأسنان لديهم يعالجون كل شيء، مساكين نحن يا سيدي، تقلصت أحلامنا، وتقازمت أمانينا حتى بات أقصى ما نتمناه رضا «أم العيال».
تتبارى الدول المتقدمة، في انتاج السلاح (الذي جربوه فينا) وتصنيع العقاقير والمبتكرات لإسعاد البشر، ونحن نتبارى في متابعة آخر أخبار الأطباء الزائرين ممن يدعون القدرة على علاج أي شيء منتهي الصلاحية في أجسادنا ثم يلهفون دراهمنا وحسن نوايانا، ويهربون.. وبعدها على من تدق مزاميرك يا داوود!
أنا أعرف أن ذاكرتنا العربية مثخنة بأخبار الفحولة حتى غدت مقرونة بالرجولة مع أنني أعرف أبطالاً صناديد في التاريخ لم يتزوجوا، ولم يبتلوا بهموم الأولاد، أو مشاكل النساء اللواتي يجلبن الصداع النصفي والقولون العصبي وبعضهن يقصفن العمر!
هل لدينا خلل ما في تركيبتنا الجسدية.. في جيناتنا الوراثية مثلاً، تختلف عن باقي البشر في هذا العالم الفسيح.. أم أننا نعاني من أزمة مرضية تنغص علينا عيشتنا وهناءتنا.
لقد بات السائح منا وبفضل ممارسات البعض منا.. محط أنظار بعض «البشر» الذين لا يتورعون في بيع أي شيء.. «قلت أي شيء وافهمومها بقى!» لا من أجل سواد عينيه بل من أجل سواد جيبه وسواد يومه! تذهب للاستشفاء فيلقاك هؤلاء بسحناتهم الرمادية تعلن أنك جئت للعلاج لا لشيء آخر.. فيتغامزون.. وكأنما يقولون: علينا!!
السؤال المر: من المسؤول عن هذا؟
نحن نعرف الإجابة. ولأننا نعرف الإجابة.. فمن المؤسف أن يستمر هذا الفهم القاصر لإنسان هذه الأرض، وبهذه الطريقة المسطحة.
تلفاكس 076221413
للتواصل ارسل sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 108 مسافة ثم الرسالة
وحين عدنا إلى الفندق، وشاهدنا عند بوابته باعة العقاقير التي يدعي أصحابها قدرتها العجيبة في إصلاح ما أفسده الدهر. قلت : أيهما أصدق طبيب الأسنان أم هؤلاء الباعة الذين لم يكمل بعضهم تعليمه الأولي؟ على الأقل ذاك طبيب، وهؤلاء نصابون محترفون! ضحك وهو يقول بسخرية: يبدو أن أطباء الأسنان لديهم يعالجون كل شيء، مساكين نحن يا سيدي، تقلصت أحلامنا، وتقازمت أمانينا حتى بات أقصى ما نتمناه رضا «أم العيال».
تتبارى الدول المتقدمة، في انتاج السلاح (الذي جربوه فينا) وتصنيع العقاقير والمبتكرات لإسعاد البشر، ونحن نتبارى في متابعة آخر أخبار الأطباء الزائرين ممن يدعون القدرة على علاج أي شيء منتهي الصلاحية في أجسادنا ثم يلهفون دراهمنا وحسن نوايانا، ويهربون.. وبعدها على من تدق مزاميرك يا داوود!
أنا أعرف أن ذاكرتنا العربية مثخنة بأخبار الفحولة حتى غدت مقرونة بالرجولة مع أنني أعرف أبطالاً صناديد في التاريخ لم يتزوجوا، ولم يبتلوا بهموم الأولاد، أو مشاكل النساء اللواتي يجلبن الصداع النصفي والقولون العصبي وبعضهن يقصفن العمر!
هل لدينا خلل ما في تركيبتنا الجسدية.. في جيناتنا الوراثية مثلاً، تختلف عن باقي البشر في هذا العالم الفسيح.. أم أننا نعاني من أزمة مرضية تنغص علينا عيشتنا وهناءتنا.
لقد بات السائح منا وبفضل ممارسات البعض منا.. محط أنظار بعض «البشر» الذين لا يتورعون في بيع أي شيء.. «قلت أي شيء وافهمومها بقى!» لا من أجل سواد عينيه بل من أجل سواد جيبه وسواد يومه! تذهب للاستشفاء فيلقاك هؤلاء بسحناتهم الرمادية تعلن أنك جئت للعلاج لا لشيء آخر.. فيتغامزون.. وكأنما يقولون: علينا!!
السؤال المر: من المسؤول عن هذا؟
نحن نعرف الإجابة. ولأننا نعرف الإجابة.. فمن المؤسف أن يستمر هذا الفهم القاصر لإنسان هذه الأرض، وبهذه الطريقة المسطحة.
تلفاكس 076221413
للتواصل ارسل sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 108 مسافة ثم الرسالة