مواجهة «خفافيش الظلام» الهاجس الأول

حي الجرف الشمالي

مواجهة «خفافيش الظلام» الهاجس الأول

خالد الجابري - المدينة المنورة تصوير: رمزي عبدالكريم

عندما دلفنا الى حي الجرف الشمالي في ختام جولتنا بأحياء المدينة المنورة أول ما لفت انتباهنا كان عشوائية المكان والعمالة الوافدة المنتشرة في كل موقع وهي في الغالب إما متخلفة عن الحج والعمرة او مخالفة لأنظمة الاقامة والعمل. منظر شوارع الحي وأزقته الضيقة يشير الى ان يد الاهتمام لم تمتد اليه منذ وقت طويل رغم انه أنشئ قبل اكثر من 30 عاما والكثافة السكانية به عالية ويعتبر من الاحياء الكبيرة بطيبة الطيبة فقد انعكس تماما الانطباع الذي ساد لدينا حينما شاهدنا مباني مشيدة على طراز حديث عند مدخل الحي الذي تتناثر في وسطه بيوت شعبية شيدت على عجل دون نظام.
المواطن محمد الجهني كان اول من التقيناه في حي الجرف الذي يبدو غير متناسق وتحدث إلينا بإسهاب عن معاناتهم من الطرق غير المسفلتة والغبار الذي تثيره حركة السيارات اضافة الى الحفر التي تعطب السيارات وتحولها الى (سكراب) قبل انتهاء عمرها الافتراضي.
مشكلة الوافدة
كما تحدث عن مشكلة تواجد اعداد كبيرة من العمالة الوافدة قائلا: ان بينها هاربين من كفلائهم.
والتقط المواطن سليمان العروي طرف الحديث ليشير الى ان اعداد الوافدين الافارقة تزايدت في حي الجرف بشكل كبير بالسنوات الاخيرة حيث يجدون ضالتهم في البيوت الشعبية المعروضة للايجار بإيجارات زهيدة مقارنة بالاحياء المجاورة. وكثيرا ما يحول هؤلاء الوافدون شوارع الحي الى ساحات لمشاغباتهم مما يستدعي تدخل الجهات الامنية من شرطة وجوازات لانهاء اشكالاتهم المستمرة.
سرقات ليلية
المواطن فيصل العتيبي وضع يده على موضع الجرح حينما التقيناه خارجا من بقالة اشترى منها مستلزمات لاسرته وقال ان ما يقلقه وجيرانه هي السرقات الليلية التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس وتهون امامها اية سلبيات اخرى في حي الجرف.
وتأتي بعدها مباشرة مشكلة تجمعات العاطلين عن العمل امام البيوت وتسكعهم بالشوارع والازقة في فترة المساء مما يضايق العوائل.
واتفق معه المواطن منصور الحربي قائلا: ان سمعة حي الجرف الشمالي كانت سيئة جدا في السنوات الماضية حيث كانت تنتشر السرقات والمشاكل التي لا حد لها لكنها قلّت الآن نتيجة للتعامل الحاسم لشرطة العيون مع من أسماهم "خفافيش الليل".
ظلام دامس
أما سعد المحمدي الذي استوقفنا عند احد التقاطعات فتناول المشكلة من زاوية اخرى بقوله ان حي الجرف يغرق في ظلام دامس بالمساء مما يشجع اللصوص على القيام بأعمالهم الدنيئة بكل راحة واطمئنان ومواجهة هذا الامر تتطلب اهتمام امانة المنطقة بإنارة شوارع الحي واصلاح المصابيح التي طالتها يد العابثين.
ومن جانبه اقترح متروك الحربي تكثيف تواجد الدوريات الامنية خاصة في الليل لوضع حد لنشاط زواره الذين يستغلون التضاريس الجغرافية للحي للاختباء عن أعين رجال الامن.
وتطرق لمشكلة المضاربات وتكسير زجاج السيارات وقال انها معروفة للجميع.
مدير شرطة العيون العقيد رابح الحربي أكد من ناحيته انه تم في السنوات الثلاث الماضية القضاء على الكثير من الاشكالات الامنية التي كان يعاني منها حي الجرف الشمالي مشيرا الى ان سمعة الحي اصبحت الآن غير ما كانت عليه في السابق بينما شدد مدير ادارة دوريات الامن بالمدينة المنورة العقيد نشمي الحجيلي على ان أي بلاغ يرد الى غرفة العمليات يتم التعامل معه بسرعة ومن ثم فإن تعاون المواطن من شأنه ان يقضي على كثير من السلبيات.
وقال ان دوريات الامن تتواجد في حي الجرف بشكل مناسب.
حملات تفتيشية
وأوضح مدير عام جوازات منطقة المدينة المنورة العميد محمد الحميدي ان الجوازات تقوم بين الحين والآخر بحملات تفتيشية في حي الجرف للقبض على المتخلفين والمخالفين من الانظمة.
وفيما يتعلق بالخدمات البلدية قال وكيل امين امانة المنطقة صالح القاضي ان حي الجرف الشمالي يلقى الاهتمام مثله مثل باقي الاحياء وتقوم شركة النظافة المتعاقد معها بواجبها تجاه الحي وتعمل على مدار الساعة لنظافته.