السيد محسن أحمد باروم.. العالم التربوي «3»
الجمعة / 02 / جمادى الآخرة / 1429 هـ الجمعة 06 يونيو 2008 21:00
عبدالوهاب إبراهيم أبوسليمان
وضع السيد محسن أحمد باروم رحمه الله تعالى بصماته المضيئة على خريطة التاريخ العلمي للمملكة العربية السعودية سواء في هذا التعليم العام والتعليم الجامعي الذي كان أحد أعمدته وأقطابه. حياة السيد محسن باروم رحمه الله تعالى في الدولة مليئة بالإنجازات الوطنية، والمشاريع العلمية والفكرية العديدة، التي لا يتسع لها المجال، أبرزت مقالات الصحف أثره البارز في حياتنا العلمية والتربوية، يتجلى فيها الاعتراف بهذه الحقيقة في العديد من المقالات.
جريدة «الرياض» الغراء في عددها 145544، السنة الخامسة والأربعون، يوم السبت 13 ربيع الآخر 1429هـ/ 19 إبريل 2008م أبرزت جهوده على مستوى الوطن حين نعته تحت العنوان التالي:
«الموت يغيب الأديب محسن باروم بعد أن شارك في صياغة مشروعنا التربوي».
جريدة «عكاظ» الغراء في عددها 15213 من السنة الخمسين، الاثنين 15 ربيع الآخر 1429ـ/ 21 إبريل 2008 نشرت مقالا بقلم الأستاذ الدكتور محمد علي الحبشي صديقه الحميم، رفيق الروح والعمل، خبره وظيفياً في مواقع مهمة من المناصب العلمية جاء عنوان مقاله (محسن باروم رجل عرف طريقه فلزمه)، كاشفاً عن جوانب من شخصيته، تتابعت المقالات تعبيراً عن مكانته، وآثاره، الأستاذ الدكتور سعيد عطية أبوعالي من كبار رجال التعليم دبج مقالاً بعنوان (محسن باروم كان مدرسة وكنا تلاميذ)، الأديب الكبير السيد عبدالله عبدالرحمن الجفري في ركنه الثابت بجريدة «عكاظ» (فقدنا الرائد التربوي) وغيرهم من الكتاب الذين عبروا عن بعض الخصائص في شخصية السيد محسن باروم رحمه الله بمقالات تنبض بالحب والصدق والإخلاص والاعتراف لما قدمه لبلده من انجازات، وقد تكبد في تحقيقها الكثير من المتاعب، يعرف هذا القريبون منه.
التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية لاشك مدينة له ولمجموعة من زملائه الأجلاء يأتي في مقدمتهم الأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع يرحمه الله، والأستاذ عبدالله بوقس حفظه الله، والأستاذ جميل أبوسليمان يرحمه الله، وغيرهم ممن كانوا قطب رحى التعليم في المملكة في بداية عهدها الحديث، شهد التعليم على أيديهم نقلة نوعية على الرغم من العقبات التي واجهوها، ويواجهها المخلصون دائماً، نقلة نوعية أثمرت ثمرات طيبة نجني اليوم ثمارها كفاءات رفيعة في مختلف المجالات العلمية والنظرية، تشهدها المؤسسات المدنية، والإدارات الحكومية.
تمكن السيد محسن باروم رحمه الله تعالى من تحقيق طموحاته الوطنية من خلال توليه مناصب رئيسة في وزارة المعارف لها دورها في تطوير التعليم وتقدمه، ذلك أنه بعد تخرجه من الأزهر الشريف عمل بمديرية الإذاعة السعودية إبان فترة تأسيسها في محرم 1369هـ مذيعاً ثم سكرتيراً أول، ولكنه حالما انتقل إلى مديرية المعارف العامة عام 1371هـ مجال علمه وتعلمه حيث عمل مفتشاً للغة العربية بها، ثم مفتشاً أول لهذه المادة. أسندت إليه رئاسة التفتيش الفني (التوجيه التربوي) حالياً عندما تحولت المديرية إلى وزارة في عام 1371هـ، ثم تقلب في مختلف مناصب التعليم العام (التعليم الابتدائي والثقافة الشعبية- التعليم الثانوي ومشرفاً على التعليم الفني بأنواعه الثلاثة، ثم التعليم العالي، وقد أصلح وطور في المرافق التي كان يديرها). في مطلع عام 1381هـ اختير مستشاراً ثقافياً في أوروبا لمدة ثلاث سنوات للإشراف على طلاب البعثات العلمية في مختلف الجامعات الأوروبية، ثم عين مديراً عاماً للتعليم العالي.
ثم أعيرت خدماته رحمه الله إلى الهيئة التأسيسية لمشروع جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية في مستهل عام 1385هـ؛ حيث اختير عضواً في هذه الهيئة، وأميناً لها، وعضواً في اللجنة التنفيذية المنبثقة منها. عندما تحقق افتتاح أولى كليات جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية في مستهل العام الدراسي 1387/ 1388هـ وهي كلية الاقتصاد والإدارة، آثر العودة إلى وزارة المعارف حيث جرى تعيينه في عام 1388هـ مستشاراً للوزارة في المنطقة الغربية حتى رجب عام 1390هـ حيث أحيل إلى المعاش بناء على طلبه.(1)
وردت ترجمته في موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في مائة عام كالتالي: «من مواليد مكة، تلقى تعليمه الأولي في القسم التحضيري لمدرسة الفلاح، ثم واصل تعليمه الابتدائي والثانوي والتخصصي فيها حتى نال شهادة قسم التخصص العلمي والرياضي فيها منها، ثم واصل تعليمه في مصر حيث التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر، وحصل منها على (البكالوريوس). عمل بتعليم اللغة العربية والاجتماعيات في القسم الابتدائي بمدرسة الفلاح بمكة، كما نهض بالتعليم في المؤسسة السعودية للثقافة الشعبية بمدرسة تحضير البعثات بالقشاشية في مكة، وقد أمضى في التعليم تسعة عشر عاماً.
ولقد تقلد مناصب تعليمية عدة فكان مفتشاً للغة العربية، ثم مفتشاً أول في مديرية المعارف العامة فمعتمداً للتعليم في جدة ومنذ أن تحولت مديرية المعارف العامة إلى وزارة عام 1373هـ، شغل مناصب تعليمية وتربوية مختلفة منها: مدير إدارة التفتيش الفني، مدير عام التعليم الابتدائي، مدير عام التعليم الثانوي، مشرف التعليم المتوسط ومعاهد إعداد المعلمين والتعليم الفني مدير المكتب الثقافي في أوروبا، مدير عام التعليم العالي، مستشار وزارة المعارف للمنطقة الغربية، وفي شهر رجب عام 1390هـ أحيل للتقاعد بناء على طلبه.
ومن آثاره المشاركة في تأليف الكتب الدراسية لمختلف فروع اللغة العربية المقررة على المراحل الدراسية وله كتابات تربوية واجتماعية في الصحف والمجلات المحلية، كما ألقى العديد من المحاضرات التربوية الثقافية».(2)
(1) انظر: باروم، السيد محسن أحمد، في موكب الزمن ذكريات وشجون تربوية، الطبعة الأولى (جدة: دار المعرفة عام 1419هـ/ 1998م)، ص227.
(2) المملكة العربية السعودية، عام 1419هـ، ج5، ص164.
جريدة «الرياض» الغراء في عددها 145544، السنة الخامسة والأربعون، يوم السبت 13 ربيع الآخر 1429هـ/ 19 إبريل 2008م أبرزت جهوده على مستوى الوطن حين نعته تحت العنوان التالي:
«الموت يغيب الأديب محسن باروم بعد أن شارك في صياغة مشروعنا التربوي».
جريدة «عكاظ» الغراء في عددها 15213 من السنة الخمسين، الاثنين 15 ربيع الآخر 1429ـ/ 21 إبريل 2008 نشرت مقالا بقلم الأستاذ الدكتور محمد علي الحبشي صديقه الحميم، رفيق الروح والعمل، خبره وظيفياً في مواقع مهمة من المناصب العلمية جاء عنوان مقاله (محسن باروم رجل عرف طريقه فلزمه)، كاشفاً عن جوانب من شخصيته، تتابعت المقالات تعبيراً عن مكانته، وآثاره، الأستاذ الدكتور سعيد عطية أبوعالي من كبار رجال التعليم دبج مقالاً بعنوان (محسن باروم كان مدرسة وكنا تلاميذ)، الأديب الكبير السيد عبدالله عبدالرحمن الجفري في ركنه الثابت بجريدة «عكاظ» (فقدنا الرائد التربوي) وغيرهم من الكتاب الذين عبروا عن بعض الخصائص في شخصية السيد محسن باروم رحمه الله بمقالات تنبض بالحب والصدق والإخلاص والاعتراف لما قدمه لبلده من انجازات، وقد تكبد في تحقيقها الكثير من المتاعب، يعرف هذا القريبون منه.
التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية لاشك مدينة له ولمجموعة من زملائه الأجلاء يأتي في مقدمتهم الأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع يرحمه الله، والأستاذ عبدالله بوقس حفظه الله، والأستاذ جميل أبوسليمان يرحمه الله، وغيرهم ممن كانوا قطب رحى التعليم في المملكة في بداية عهدها الحديث، شهد التعليم على أيديهم نقلة نوعية على الرغم من العقبات التي واجهوها، ويواجهها المخلصون دائماً، نقلة نوعية أثمرت ثمرات طيبة نجني اليوم ثمارها كفاءات رفيعة في مختلف المجالات العلمية والنظرية، تشهدها المؤسسات المدنية، والإدارات الحكومية.
تمكن السيد محسن باروم رحمه الله تعالى من تحقيق طموحاته الوطنية من خلال توليه مناصب رئيسة في وزارة المعارف لها دورها في تطوير التعليم وتقدمه، ذلك أنه بعد تخرجه من الأزهر الشريف عمل بمديرية الإذاعة السعودية إبان فترة تأسيسها في محرم 1369هـ مذيعاً ثم سكرتيراً أول، ولكنه حالما انتقل إلى مديرية المعارف العامة عام 1371هـ مجال علمه وتعلمه حيث عمل مفتشاً للغة العربية بها، ثم مفتشاً أول لهذه المادة. أسندت إليه رئاسة التفتيش الفني (التوجيه التربوي) حالياً عندما تحولت المديرية إلى وزارة في عام 1371هـ، ثم تقلب في مختلف مناصب التعليم العام (التعليم الابتدائي والثقافة الشعبية- التعليم الثانوي ومشرفاً على التعليم الفني بأنواعه الثلاثة، ثم التعليم العالي، وقد أصلح وطور في المرافق التي كان يديرها). في مطلع عام 1381هـ اختير مستشاراً ثقافياً في أوروبا لمدة ثلاث سنوات للإشراف على طلاب البعثات العلمية في مختلف الجامعات الأوروبية، ثم عين مديراً عاماً للتعليم العالي.
ثم أعيرت خدماته رحمه الله إلى الهيئة التأسيسية لمشروع جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية في مستهل عام 1385هـ؛ حيث اختير عضواً في هذه الهيئة، وأميناً لها، وعضواً في اللجنة التنفيذية المنبثقة منها. عندما تحقق افتتاح أولى كليات جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية في مستهل العام الدراسي 1387/ 1388هـ وهي كلية الاقتصاد والإدارة، آثر العودة إلى وزارة المعارف حيث جرى تعيينه في عام 1388هـ مستشاراً للوزارة في المنطقة الغربية حتى رجب عام 1390هـ حيث أحيل إلى المعاش بناء على طلبه.(1)
وردت ترجمته في موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في مائة عام كالتالي: «من مواليد مكة، تلقى تعليمه الأولي في القسم التحضيري لمدرسة الفلاح، ثم واصل تعليمه الابتدائي والثانوي والتخصصي فيها حتى نال شهادة قسم التخصص العلمي والرياضي فيها منها، ثم واصل تعليمه في مصر حيث التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر، وحصل منها على (البكالوريوس). عمل بتعليم اللغة العربية والاجتماعيات في القسم الابتدائي بمدرسة الفلاح بمكة، كما نهض بالتعليم في المؤسسة السعودية للثقافة الشعبية بمدرسة تحضير البعثات بالقشاشية في مكة، وقد أمضى في التعليم تسعة عشر عاماً.
ولقد تقلد مناصب تعليمية عدة فكان مفتشاً للغة العربية، ثم مفتشاً أول في مديرية المعارف العامة فمعتمداً للتعليم في جدة ومنذ أن تحولت مديرية المعارف العامة إلى وزارة عام 1373هـ، شغل مناصب تعليمية وتربوية مختلفة منها: مدير إدارة التفتيش الفني، مدير عام التعليم الابتدائي، مدير عام التعليم الثانوي، مشرف التعليم المتوسط ومعاهد إعداد المعلمين والتعليم الفني مدير المكتب الثقافي في أوروبا، مدير عام التعليم العالي، مستشار وزارة المعارف للمنطقة الغربية، وفي شهر رجب عام 1390هـ أحيل للتقاعد بناء على طلبه.
ومن آثاره المشاركة في تأليف الكتب الدراسية لمختلف فروع اللغة العربية المقررة على المراحل الدراسية وله كتابات تربوية واجتماعية في الصحف والمجلات المحلية، كما ألقى العديد من المحاضرات التربوية الثقافية».(2)
(1) انظر: باروم، السيد محسن أحمد، في موكب الزمن ذكريات وشجون تربوية، الطبعة الأولى (جدة: دار المعرفة عام 1419هـ/ 1998م)، ص227.
(2) المملكة العربية السعودية، عام 1419هـ، ج5، ص164.