السحرة.. وحكاية الزئبق الأحمر ..!

تركي العسيري

لا تظنوني خبيراً في أعمال السحرة والمشعوذين، ولا ناشطا في حقوق ضحاياهم من المغفلين.. على طريقة ناشط في حقوق الإنسان والذين «دوختنا» القنوات الفضائية باستضافتهم.. ولكنني بالتأكيد «ناشط» في التنبيه إلى مخاطر هؤلاء السحرة والمشعوذين، ممن باتت عمليات القبض عليهم من قبل الأجهزة المختصة خبراً يومياً لا تكاد تخلو منه صحيفة.
تفشي هذه الظاهرة في مجتمع محافظ كمجتمعنا يشي بوضوح إلى وجود خلل ما في تركيبتنا الاجتماعية، فلولا «الزبائن» الذين يؤمنون بقدرة هؤلاء «النصابين» على حل مشاكلهم وتحقيق أحلامهم لما وجدوا أصلاً، ولما تسللوا إلى بلادنا بهدف جمع المال الحرام، والمضحك هو لجوء هؤلاء النصابين إلى عملية «التخصص» لإضفاء قدر من المصداقية على أعمالهم الشيطانية، فالزمن زمن التخصصات، فهذا ساحر متخصص في جمع القلوب، وذاك للتفريق بين زوجين، وثالث متخصص في زيادة الثروة وجلب الوظيفة للباحثين عن وظيفة من الشباب.
والملاحظ أن غالبية الزبائن من النساء، وهناك بالطبع شريحة من الرجال «الطماعين» الباحثين عن الثراء والملايين التي يوهمهم بها السحرة من خلال لعبة «الزئبق الأحمر»! وحكاية الزئبق الأحمر حكاية.. باعتباره الزئبق السحري الذي «يتغذى» على ثروتك من الريالات ليحولها إلى ملايين الدولارات.. ولكي تكون الولادة طبيعية -أعني ولادة ريالاتك إلى دولارات- فينبغي أن «تدهن سير» هذا الزئبق اللعين الذي لا يرضى عن الريالات الأصلية بديلاً!! وفي رأيي المتواضع أن أغبى «الزبائن» هو ذلك «المغفل» الذي يؤمن بقدرة هؤلاء السحرة على تنمية ثروته.. وتحويلها إلى ملايين، ولو فكر قليلاً وسأل نفسه سؤالاً بسيطاً وهو: إذا كان بإمكان هذا المشعوذ أن يحول نقوده إلى ملايين يسيل لها اللعاب.. فلماذا لا ينفع نفسه أولاً؟ وما حاجته إلى أموال الآخرين؟!
السؤال الجاد.. هو: هل مجتمعنا -أو فلنقل بعض شرائحه- تعاني من أزمة أخلاقية أو نفسية أو دينية.. بحيث أصبحت صيداً سهلاً للنصابين والمشعوذين و«الحرامية»؟ هناك قصور في التوعية بهذا الخطر.. نريد من أئمة المساجد والوعاظ أن يتحدثوا عن هذه الظاهرة ويكرروا. فالأمر وصل الى ذروته.
تليفاكس 076221413

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 108 مسافة ثم الرسالة