الرياضيات على طاولة النقاش

فاطمة بنت محمد العبودي

يعتب علي بعض القراء الأعزاء تقصيري في الكتابة عن الرياضيات، وهي تخصصي ومجال إبداعي، وللرياضيات علي حق الحديث عنها وذكر مزاياها بعد أن أساء إلى سمعتها من لا يستمتع بها وأهملها حتى أصبحت بالنسبة إليه كابوساً، ولإرضاء قرائي من عشاق الرياضيات أذكر اليوم مقالاً عن الرياضيات كتبته بمناسبة حلقة نقاش تعقد اليوم الثلاثاء في جامعة الملك سعود ينظمها مركز التميز لتطوير العلوم والرياضيات في الجامعة.
تدور حلقة النقاش حول مدى تمكن طلاب التعليم العام من المهارات الأساسية في الرياضيات باعتبارها مسؤولية مشتركة بين التعليم العام والعالي، وقد كتبت أن الحديث عن الرياضيات في التعليم العام حديث ذو شجون، من أي زاوية طرقته ستجد من يجادل أو يتهم أو يستنكر، فصعوبة المادة والدروس الخصوصية التي أرهقت الساعين وراء المعدلات العالية، وجدوى ما يدرس الطلبة فيها وأسئلة الثانوية التعجيزية، جميعها جوانب قابلة للجدل ومثيرة للنقاش.
تطرح هذه القضايا في الصحف المحلية سنوياً وتثار الزوابع وتكال الاتهامات، ثم تهدأ وكأن شيئاً لم يكن، على الرغم من أن ما يثار سنوياً هو ناقوس خطر يدق معلناً وجود وضع يحتاج إلى معالجة.
رياضيات التعليم العام تحتاج إلى دراسة شاملة وعلى مستوى المؤسسات لضمان شمول الدراسة جميع جوانب المشكلة، ولضمان متابعة تنفيذ التوصيات، تحتاج الدراسة إلى فرق عمل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وقد يكون من المناسب أن تتولى مراكز العلوم والرياضيات في مدينة الملك عبد العزيز وفي جامعة الملك سعود حمل هذه الراية لتتركز الجهود وتتكامل، فالمشكلة دامت لسنوات ولا تحلها جهود فردية، وآمل أن تكون حلقة النقاش المعقودة هذا اليوم في مركز التميز للعلوم والرياضيات في جامعة الملك سعود، نقطة الانطلاق في هذه الدراسة.
ويمكن الاستدلال على مدى تحقق الأهداف التي وجدت من أجلها رياضيات الثانوية العامة على وجه الخصوص من خلال عدة أمور منها، إظهار الطلبة في الجامعة فهماً لما درسوه من رياضيات في المرحلة الثانوية، كذلك اجتياز الطلبة امتحان القبول لتخصص الرياضيات في الجامعة بعد مضي فترة طويلة على نهاية الفصل. وإقبال خريجي الثانوية على دراسة العلوم والرياضيات والهندسة، وتمتع خريجي الثانوية العامة بمهارات ذاتية مثل الإصرار على أداء العمل والاعتماد على النفس والقدرة على مراجعة العمل بأنفسهم والاستعداد للتعامل مع مسائل جديدة.
وأتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه الرياضيات في بلادنا متعة للطلاب محققة للهدف الذي وضعت من أجله وهو كونها وسيلة لفهم العالم المعاصر ولإكساب الطلبة طرق التفكير المنطقي والقدرة على التحليل والتعليل ووضع الفروض واختبار صحتها، واستخدام ذلك في حياتهم العامة.
* أستاذ مشارك بقسم الرياضيات
في جامعة الرياض للبنات

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة