المؤهلات العليا.. والأثر الغائب!
الأحد / 11 / جمادى الآخرة / 1429 هـ الاحد 15 يونيو 2008 20:11
تركي العسيري
تساءلت الدكتورة عزيزة المانع في زاويتها الممتعة (أفياء) في عدد مضى من عكاظ.. عن جدوى تكاثر أصحاب الدرجات العلمية العليا في مصر والعراق والسعودية وغيرها.. في الوقت الذي لا يظهر لهم أي أثر في تقدم مجتمعهم، وانتشاله من “اسار الانتماء إلى العالم الثالث”، وكان التساؤل تعليقا كما ذكرت على دراسة للدكتورة “سهير القرشي” أظهرت أن مصر والعراق والسعودية تأتي في مقدمة دول العالم في نسبة حملة الدرجات العلمية العليا.
والتساؤل له مبرراته.. غير أنني لأظن أن الاكاديمية المحترمة تجهل السر وراء بقاء تلك الدول وغيرها ضمن دول العالم الثالث رغم هذه النسبة “المهولة” من أصحاب الشهادات العليا.. والسر يكمن في نوعية أصحاب تلك التخصصات، فالسواد الأعظم هم من فئة التخصصات النظرية التي لا تقدم ولا تؤخر، وإلا بربك.. ما الذي ستضيفه شهادة دكتوراه نالها صاحبها عن دراسة تاريخية لـ “ناقة” طرفة بن العبد.. أو أخرى عن نهاية الشاعر الجاهلي أمرئ القيس” هل مات بالسم أو مات حتف أنفه!.
ولولا خشيتي من غضب أصدقاء أحبهم لطرحت أمثلة لرسائلهم التي نالوا “الدكتوراه” بسببها، وهي رسائل تُضحك الغضبان والمكتئب. وهناك بالطبع فئة الذين حصلوا على شهاداتهم عبر بوابة جامعات تجارية لا يهمها غير الدفع بالعملات الصعبة، دون “تعب ووجع دماغ”!!. ولست أدري ما إذا كانت دراسة الدكتورة/ سهير القرشي تشمل كل من نال “الدكتوراه” بحق أو بغيره.. لكنني أريد أن أؤكد أن تنامي هذه الظاهرة تعود في جذورها الى نظرة المجتمعات النامية الى أصحاب تلك الشهادات الورقية العليا دون النظر إلى القيمة المعرفية التي تحققها، وطبيعي فتقدم الأمم ورقيها ونهوضها لا يتم من خلال شهادات نظرية يمكن الاستغناء عنها.. بل من خلال تخصصات علمية جادة، ومن خلال وجود بيئة علمية متطورة كمراكز بحوث ومختبرات ومعامل.. بحيث يترجم أصحاب المؤهلات العليا من الموهوبين ما درسوه وتحويله الى واقع يساهم في تقدم البلاد.
فالامم ترتقي بالعلوم التطبيقية الخلاقة وبالعقول القادرة على الابداع والابتكار لا بغيرها من المؤهلات الأخرى.. أما ما نراه من تدافع وسعي محموم لنيل الدرجات العليا وبأي ثمن فلا يعدو عن أن يكون من باب “الوجاهة” المجتمعية التي تُعمي وتُصم. والا قولوا لي يا أولي الألباب.. ما الهدف الذي يسعى إليه رجل تجاوز السبعين من نيل “الدكتوراه” وبالطرق إياها غير ما ذكرت، اللهم إلا اذا كان يريد أن يُقال عند موته هذا “قبر الدكتور فلان”.. بدلاً من أن يقال هذا قبر “الفقير إلى عفو ربه”.. فهذا شأن آخر!!.
القيمة الحقيقية للمرء تكمن في قدرته على احداث تغيير يفضي الى تطور ونماء وطنه وبغير ذلك يصبح “العدد في الليمون” كما يقول أهلنا في الحجاز.
تليفاكس: 6221413/ 07
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 108 مسافة ثم الرسالة
والتساؤل له مبرراته.. غير أنني لأظن أن الاكاديمية المحترمة تجهل السر وراء بقاء تلك الدول وغيرها ضمن دول العالم الثالث رغم هذه النسبة “المهولة” من أصحاب الشهادات العليا.. والسر يكمن في نوعية أصحاب تلك التخصصات، فالسواد الأعظم هم من فئة التخصصات النظرية التي لا تقدم ولا تؤخر، وإلا بربك.. ما الذي ستضيفه شهادة دكتوراه نالها صاحبها عن دراسة تاريخية لـ “ناقة” طرفة بن العبد.. أو أخرى عن نهاية الشاعر الجاهلي أمرئ القيس” هل مات بالسم أو مات حتف أنفه!.
ولولا خشيتي من غضب أصدقاء أحبهم لطرحت أمثلة لرسائلهم التي نالوا “الدكتوراه” بسببها، وهي رسائل تُضحك الغضبان والمكتئب. وهناك بالطبع فئة الذين حصلوا على شهاداتهم عبر بوابة جامعات تجارية لا يهمها غير الدفع بالعملات الصعبة، دون “تعب ووجع دماغ”!!. ولست أدري ما إذا كانت دراسة الدكتورة/ سهير القرشي تشمل كل من نال “الدكتوراه” بحق أو بغيره.. لكنني أريد أن أؤكد أن تنامي هذه الظاهرة تعود في جذورها الى نظرة المجتمعات النامية الى أصحاب تلك الشهادات الورقية العليا دون النظر إلى القيمة المعرفية التي تحققها، وطبيعي فتقدم الأمم ورقيها ونهوضها لا يتم من خلال شهادات نظرية يمكن الاستغناء عنها.. بل من خلال تخصصات علمية جادة، ومن خلال وجود بيئة علمية متطورة كمراكز بحوث ومختبرات ومعامل.. بحيث يترجم أصحاب المؤهلات العليا من الموهوبين ما درسوه وتحويله الى واقع يساهم في تقدم البلاد.
فالامم ترتقي بالعلوم التطبيقية الخلاقة وبالعقول القادرة على الابداع والابتكار لا بغيرها من المؤهلات الأخرى.. أما ما نراه من تدافع وسعي محموم لنيل الدرجات العليا وبأي ثمن فلا يعدو عن أن يكون من باب “الوجاهة” المجتمعية التي تُعمي وتُصم. والا قولوا لي يا أولي الألباب.. ما الهدف الذي يسعى إليه رجل تجاوز السبعين من نيل “الدكتوراه” وبالطرق إياها غير ما ذكرت، اللهم إلا اذا كان يريد أن يُقال عند موته هذا “قبر الدكتور فلان”.. بدلاً من أن يقال هذا قبر “الفقير إلى عفو ربه”.. فهذا شأن آخر!!.
القيمة الحقيقية للمرء تكمن في قدرته على احداث تغيير يفضي الى تطور ونماء وطنه وبغير ذلك يصبح “العدد في الليمون” كما يقول أهلنا في الحجاز.
تليفاكس: 6221413/ 07
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 108 مسافة ثم الرسالة