يا دنيا زحمة

جبير بن محمد بن جبير

"زحمة يا دنيا زحمة" مطلع أغنية مصرية تغنى بها مطرب شعبي قبل عقدين من الزمان تقريبا، وقد عبرت الأغنية عن هم "مدني" يعيشه الشعب المصري، في حين كنا في تلك الفترة لا نعرف من الزحمة إلا المصطلح، أما اليوم... فقد أصبح الكل يشتكي من ازدحام الشوارع بالسيارات، وتكدس المراجعين بالمصالح الحكومية، وقوائم انتظار سنوات طويلة لبعض الخدمات، وتدافع الحشود البشرية لبيع وشراء الأسهم، وأصبحنا نشاهد الطوابير في كل مكان... وأسوأ ما شاهدناه "ولا نزال" هو طابور الحصول على وايت ماء.
لعل الأغنية كانت هما سعوديا بلهجة مصرية مع فارق التوقيت والمسؤولية، فالوقت ربما يكون هذه السنوات التي نعيشها الآن، أما المسؤولية فضائعة في سوء تطبيق النظام بحزم واحترام المواطن له.. وسوء استخدامه للخدمات العامة، وإلا ما الذي يجعل طرقنا السريعة ذات المواصفات العالية تزدحم معظم ساعات الليل والنهار..؟ إلا سوء استخدامها من قبل مرتاديها أصحاب السيارات "الفخمة" و"القرنبع"،، وما الذي يجعل السائقين من كل شكل ولون يسيئون استخدام الطرق والمركبات..؟ إلا غياب الردع والمحاسبة، لذا لا عجب أن ينشأ الازدحام جراء تعطل السيارات ووقوع الحوادث الخفيفة والشنيعة.
لقد تجاوزنا مرحلة المعاناة من ازدحام الطرق، ووصلنا لمرحلة الخوف على أنفسنا وأسرنا من استخدام الطرق والأرصفة... فلا الراكب آمن ولا الراجل آمن، نتيجة استهتار بعض سائقي السيارات والدبابات والتفنن بارتكاب المخالفات المرورية والصعود على الأرصفة للاستعراض أو تجاوز الآخرين أو الانتقال من مسار إلى آخر..!!
إنه من حق كل مستخدم للطريق أن يأمن على نفسه وممتلكاته، كما أن من حقه أن لا يضيع وقته هدرا.. وأن يهنأ بما تقدمه الدولة من خدمات في هذا الجانب.

DR.JOBAIR@GMAIL.COM

..؟ إلا غياب الردع والمحاسبة.

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 195 مسافة ثم الرسالة