لغتنا الحاضرة الغائبة
الاثنين / 19 / جمادى الآخرة / 1429 هـ الاثنين 23 يونيو 2008 20:30
فاطمة بنت محمد العبودي
ظاهرة الضعف اللغوي تعاني من نتائجها أكبر مؤسستين لبناء ثقافة المجتمع في بلادنا، المؤسسة الإعلامية والمؤسسة التعليمية، وإن كانت المؤسسات الأخرى لا تخلو من معاناة من النوع نفسه في مكاتباتها, لكن آثار المعاناة قد لا تظهر للعيان أو أن ما يترتب عليها أقل أثراً مما هو عليه في المؤسستين الأوليين.
لقد تجدد شعوري بالأسى على ما وصلت إليه حال لغتنا العربية، وأنا أطلع على مقال في إحدى صحفنا المحلية، حول ورود 20 خطأً لغوياً في ورقة أسئلة واحدة في مادة البلاغة والنقد في الصف الثالث ثانوي، أي أن من كتبها معلم متخصص في اللغة العربية يفترض أن يكون من حراس هذه اللغة الحافظين لها من عبث العامة، ولم يهتم بهذه الأخطاء لجهل أو تجاهل وكلا الحالتين تثير الأسى، فكيف نتوقع طلبة مجيدين في لغتهم إذا كان هذا هو حال من يعلمهم.
أذكر مرة أن إحدى الزميلات في الكلية خصصت بضع درجات للخط والإملاء بعد معاناتها في قراءة أوراق الإجابة، أملاً منها في أن يكون ذلك دافعا للطالبات لتحسين كتابتهن، فكان أن انخفضت درجاتهن بصورة ملحوظة، فضعف المادة العلمية غالباً ما يصاحبه ضعف في اللغة والإملاء مما اضطرها لعدم تكرار التجربة.
عندما حاولت حصر أسباب الضعف في اللغة العربية، وجدت أن كثيراً من مسبباته تتقاطع مع مسببات ضعف المهارات الرياضية التي ذكرتها في مقال الأسبوع الماضي، وهي المعلم وأساليب التدريس والبنية التحتية للتعليم وعدم تذوق جمال المادة ونقص الاهتمام بالمشكلة على مستوى المؤسسات التعليمية مما أدى إلى تفاقمها.
ومما يخص اللغة العربية ضعف العرب كأمة مما يولد لديهم فقد الثقة بأنفسهم وبلغتهم، فيعتقدون قصورها عن التعبير عما يستجد من علوم، ولا يولونها الاهتمام الكافي في التعليم أو التعلم. كذلك من مسببات ضعف اللغة العربية الانصراف عن القراءة، وعدم تعويد الأطفال عليها منذ الصغر، فمتوسط ما يقرأ العربي 3 دقائق سنوياً مقابل 117 ساعة لغير العربي!!
ومما أسعدني ما قرأته في الصحف المحلية عن توجه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى تنفيذ مشروع لوضع معيار علمي لقياس التمكن من اللغة العربية على غرار ما تطلبه بعض الجامعات الأجنبية لإتقان اللغة الإنجليزية من إحراز مستوى معين في اختبار اللغة الإنجليزية العالمي (التوفل).
وحتى يكتسب هذا المشروع مكانة علمية عالية ويحقق الهدف الذي وضع من أجله، وهو الحفاظ على لغة القرآن في مهبط الوحي، يحتاج المشروع إلى تضافر جهود عدد من المختصين من داخل المملكة وخارجها، تسبقه ورش عمل تستفيد من التجارب العالمية التي أسست لاختبارات التوفل، ولعل الجامعة تأخذ هذا في اعتبارها.
ويمكن بعد اكتمال هذا المشروع أن يكون أحد المتطلبات الأساسية للالتحاق بالجامعات وبالسلك الوظيفي حتى تعود للغة الضاد هيبتها.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
لقد تجدد شعوري بالأسى على ما وصلت إليه حال لغتنا العربية، وأنا أطلع على مقال في إحدى صحفنا المحلية، حول ورود 20 خطأً لغوياً في ورقة أسئلة واحدة في مادة البلاغة والنقد في الصف الثالث ثانوي، أي أن من كتبها معلم متخصص في اللغة العربية يفترض أن يكون من حراس هذه اللغة الحافظين لها من عبث العامة، ولم يهتم بهذه الأخطاء لجهل أو تجاهل وكلا الحالتين تثير الأسى، فكيف نتوقع طلبة مجيدين في لغتهم إذا كان هذا هو حال من يعلمهم.
أذكر مرة أن إحدى الزميلات في الكلية خصصت بضع درجات للخط والإملاء بعد معاناتها في قراءة أوراق الإجابة، أملاً منها في أن يكون ذلك دافعا للطالبات لتحسين كتابتهن، فكان أن انخفضت درجاتهن بصورة ملحوظة، فضعف المادة العلمية غالباً ما يصاحبه ضعف في اللغة والإملاء مما اضطرها لعدم تكرار التجربة.
عندما حاولت حصر أسباب الضعف في اللغة العربية، وجدت أن كثيراً من مسبباته تتقاطع مع مسببات ضعف المهارات الرياضية التي ذكرتها في مقال الأسبوع الماضي، وهي المعلم وأساليب التدريس والبنية التحتية للتعليم وعدم تذوق جمال المادة ونقص الاهتمام بالمشكلة على مستوى المؤسسات التعليمية مما أدى إلى تفاقمها.
ومما يخص اللغة العربية ضعف العرب كأمة مما يولد لديهم فقد الثقة بأنفسهم وبلغتهم، فيعتقدون قصورها عن التعبير عما يستجد من علوم، ولا يولونها الاهتمام الكافي في التعليم أو التعلم. كذلك من مسببات ضعف اللغة العربية الانصراف عن القراءة، وعدم تعويد الأطفال عليها منذ الصغر، فمتوسط ما يقرأ العربي 3 دقائق سنوياً مقابل 117 ساعة لغير العربي!!
ومما أسعدني ما قرأته في الصحف المحلية عن توجه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى تنفيذ مشروع لوضع معيار علمي لقياس التمكن من اللغة العربية على غرار ما تطلبه بعض الجامعات الأجنبية لإتقان اللغة الإنجليزية من إحراز مستوى معين في اختبار اللغة الإنجليزية العالمي (التوفل).
وحتى يكتسب هذا المشروع مكانة علمية عالية ويحقق الهدف الذي وضع من أجله، وهو الحفاظ على لغة القرآن في مهبط الوحي، يحتاج المشروع إلى تضافر جهود عدد من المختصين من داخل المملكة وخارجها، تسبقه ورش عمل تستفيد من التجارب العالمية التي أسست لاختبارات التوفل، ولعل الجامعة تأخذ هذا في اعتبارها.
ويمكن بعد اكتمال هذا المشروع أن يكون أحد المتطلبات الأساسية للالتحاق بالجامعات وبالسلك الوظيفي حتى تعود للغة الضاد هيبتها.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة