«موسى بن نمسا» الجسر الثقافي بين السعوديين والنمساويين

الدارة ترصد أعمال الرحالة المشغوف بالأدب العربي

معتوق الشريف - جدة

وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي وتشيكي يتقدمهم نائب وزير الخارجية التشيكي والقائم بالأعمال في سفارة خادم الحرمين الشريفين بجمهورية التشيك عاصم الصبان وعدد من المتخصصين والمهتمين بحركة الاستشراق, عقدت في رحاب مبنى وزارة الخارجية التشيكية, مؤخرا أعمال الندوة العلمية المتخصصة
عن (أعمال الرحالة ألويس موسيل) التي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم التشيكية وجامعة تشارلز, وشارك فيها باحثون سعوديون مهتمون بالانتاج التاريخي للمستشرق موسيل اضافة الى باحثين تشيكيين.
خزانة ثقافية
الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري قال ان هذه الندوة جاءت لبنة مهمة في الحوار العلمي والثقافي بين السعوديين والتشيك، وأضاف ان الأوراق ألقت الضوء على "مستشرق تنوعت أعماله عن الشرق بصفة عامة وتاريخ الجزيرة العربية بصفة خاصة بمنهج علمي اعتمد التحقيق والتقصي فأصبحت مصدراً غنياً للباحثين في التاريخ السعودي وتاريخ الجزيرة العربية ستسعى الدارة إلى الحصول عليها لدعم خزينتها المعرفية والتاريخية لتقريبه لحركة البحث باللغة العربية".
وأعلن السماري عن رغبة الدارة استقصاء ورصد أعمال المستشرقين سواء القدماء أو المعاصرين وإقامة ندوات ولقاءات علمية عنها تضيء مساعيهم وجهودهم العلمية ونتاجاتهم الفكرية ضمن مساعي دارة الملك عبدالعزيز للاهتمام بالباحثين الذين تطرقوا لتاريخ الدولة السعودية وتاريخ الجزيرة العربية.
بين العلم والسياسة
الندوة التي شارك فيها عدد من الباحثين بدأت فعالياتها بتقديم تقرير مترجم عن ( الملك عبدالعزيز) لألويس موسيل و ورقة عمل بعنوان (ألويس موسيل: حياة بين العلم والسياسة) للدكتور سعيد بن فايز السعيد عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود تطرق فيها إلى سيرة موسيل الحياتية والعلمية التي مثلت فيها هواجسه السياسية جزءاً كبيراً منها حيث أشار السعيد إلى تزايد الرغبة لدى موسيل لزيارة الشرق واستكشاف مقدراته الفكرية ومكوناته الجغرافية والتاريخية بعد حصوله على درجة الدكتوراه عام 1895م وقال: ان زيارات ألويس موسيل إلى شمال الجزيرة العربية وطبيعتها التي نتجت عنها خرائط جغرافية وصور فوتوغرافية ومدونات دقيقة عن العادات والتقاليد في الحياة الشرقية لشمال الجزيرة العربية, حيث قال موسيل عن ذلك في مذكراته: "إن اهتماماتي تنصب في الوقت الحالي على دراسة الأحياء أكثر منها على دراسة الأموات، فالأمر بالنسبة لي في المقام الأول يتعلق بدراسة العادات والتقاليد وأساليب المعيشة والتفكير لبلدان الشرق الأدنى في وقتنا المعاصر".
الجسر الثقافي
بعد ذلك قدم الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود ورقة عمل بعنوان (ألويس موزيل "موسى بن نمسا" الجسر الثقافي بين السعوديين والنمساويين) حيث ذكر فيها ان ما أنتجه موسيل من مأثورات علمية ضمت استكشافات جغرافية وأثرية وإثنوغرافية ونقوشاً كثيرة عن شمال الجزيرة العربية يعد معلومات غير مسبوقة ، كما ألقى في ثنايا حديثه الضوء على التقرير الذي كتبه ألويس "موسيل" باللغة الألمانية عن الملك عبدالعزيز قدم فيه مختصراً لتاريخ الدولة السعودية في فتراتها الثلاث خصوصاً الدولتين الثانية والحديثة واعتمد فيه على روايات شفهية لم تعد متداولة، وأشار العسكر إلى شخصية موسيل الذي أحب العرب وشغف بآدابهم وطرائق عيشتهم، ورغبته في إقامة علاقات قوية بين العرب والنمساويين والألمان.
ثم تحدث الدكتور عبدالله بن محمد نصيف الأستاذ بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود عن مرصودات ومنهج وطريق رحلة موسيل إلى شمال الحجاز عبر ورقته (منهج موسيل في تحقيق الأماكن في شمال الحجاز) عبر كتابه (شمال الحجاز) المنشور في نيويورك عام 1926م ومنهجه العلمي الذي تجاوز مجرد وصف الظواهر الطبيعية والبشرية ونحوها إلى التحقيق العلمي في المصادر الدينية والتاريخية، ثم قدم حمد العنقري من إدارة مجلة الدارة ورقة بعنوان (موقف السلطات العثمانية من الرحالة ألويس موسيل) كما شارك الدكتور عبدالله الزيدان رئيس الجمعية التاريخية السعودية والدكتور عوض البادي مدير البحوث والنشر بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بأوراق عمل عن أعمال ألويس موزيل.