علاج الأورام السرطانية بـ «البورون»
اكتشاف طبي لباحث مصري
الأحد / 25 / جمادى الآخرة / 1429 هـ الاحد 29 يونيو 2008 20:07
سيد عبد العال ـ القاهرة
كشف باحث مصري عن علاج جديد للأورام السرطانية بالمخ والكبد والجلد من خلال تركيز عنصر مشع هو (البورون) فى المكان المراد علاجه داخل خلايا الورم السرطاني بواسطة مركبات دوائية معينة، ثم تعريض المكان المصاب لشعاع نيوتروني ذو طاقة محددة، فيدمر الخلايا المريضة من داخلها، مع إحداث أضرار بسيطة جدا للخلايا المجاورة التي يقل فيها تركيز هذا العنصر المشع كثيرا. وحصل الباحث محمود درة من خلال دراسته هذه على درجة الماجستير بامتياز من معهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية والذي يؤكد أنه قام حتى الآن بعلاج أكثر من 2000 مريض بسرطان المخ بواسطة هذا الأسلوب فى اليابان. ويقول محمود درة إنه تبين من خلال الدراسة أنه يمكن علاج أورام المخ بنجاح على أعماق مختلفة داخل المخ حتى عمق 7 سنتيمترات، كما يمكن استخدام هذه الطريقة فى العلاج خلال جلستين إلى أربع جلسات فقط، مدة الجلسة الواحدة لا تزيد على 20 دقيقة، وقد تم استخدام هذا الأسلوب بنجاح أكبر فى علاج سرطانات الجلد. ويلفت محمود درة النظر إلى أن هذا الأسلوب في علاج الأورام السرطانية تمت تجربته من قبل، ولكن الأبحاث فى هذا المجال ظلت من عام 1935 حتى عام 1951 معملية فقط، لغياب مركبات عنصر (البورون) المناسبة، ومن أعوام 1951 إلى 1961 تم إجراء سلسلة من التجارب على البشر فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت النتائج متفاوتة بين نجاح جزئي وفشل تام فأوقفت التجارب عام 1961، ثم أعاد البروفيسور الياباني هاتاناكا إحياء الفكرة فى بلاده وأجرى بدءا من عام 1968 عددا من التجارب على البشر مستخدما مركبات حديثة لنفس العنصر (بورون)، كما طور في مواصفات الشعاع النيوترونى المستخدم، ولاقت تجاربه نجاحا ملحوظا، مما شجع الأوروبيين والأمريكان على إعادة البحث فى الموضوع، وإعادة إجراء التجارب على البشر بشكل أوسع مما سبق.