الوهلان ومريبدة.. حي التناقضات الصارخة

المدخل الغربي يشكو العشوائية وسيطرة الوافدة

الوهلان ومريبدة.. حي التناقضات الصارخة

جولة : سليمان النهابي تصوير: سلمان الضباح

التناقض عنوان رئيسي لافت في "الوهلان ومريبدة" بعنيزة فرغم انه مدخل المحافظة الغربي ولا يبعد عنهما سوى 9كلم إلا ان هذا الحي يحفل بجملة من المفارقات والتجاوزات.. فالمتجول في الحي، يستغرب عندما يرى منزلاً شيد على النسق الحديث يجاور آخر طينيا وداراً مهجورة مزودة بكافة الخدمات كالكهرباء, وشوارع داخلية تؤدي إلى مزارع ومعالم أثرية تعاني التهميش، وتجمعات مياه وضعت أمامها لوحة تحذر منها رغم ان الأمر لا يحتاج إلا لشفطها فقط. الحي لم يسلم من انتشار الوافدين ومخالفي أنظمة العمل والإقامة الذين ما انفكوا يمارسون شتى أنواع المخالفات، وما أن اقتربنا من مدخل الوهلان حتى فوجئنا بميدان رملي تعثرنا فيه وكأنه مصيدة للقادمين من عنيزة، وأول ما لفت نظرنا منزل متهالك تساقطت بعض أجزائه إلا انه مزود بالكهرباء عبر تمديدات عشوائية. حدثنا رجل طاعن في السن يدعى محمد فقال: لا نأمن على مزارعنا من هؤلاء الوافدين فكثيراً ما تلحقنا الاضرار منهم إلا اننا لا نستطيع ان ندينهم واستغرب ان يقطنوا المنزل رغم تهالكه.
لوحة تحذيرية
وأثناء سيرنا في الطريق الرئيسي باتجاه الغرب لفت انتباهنا لوحة تحذيرية تحمل بين حناياها عبارة "احذر أمامك تجمع مياه" وعند وقوفنا بجوار اللافتة كانت المياه قد جفت أو سحبت ولاتزال آثارها باقية إلا ان الشاب حمود العوض يتساءل لماذا لا يكون هناك تصريف دائم للمياه، وحل جذري للمشكلة.
وقال ان تجمع المياه لها تأثير سلبي على الحي سواء خطرها على حركة السير أو من خلال المستنقعات التي تصدر الأوبئة والحشرات.
وفي نفس الموقع استعاد خالد العريض معاناتهم من انتشار الوافدين في الحي مشيرا الى انهم يتجمعون بجوار محل التموينات ويتلصصون على المارة الذين يرتادون المكان للشراء وأبان ان تلك العمالة تزداد أعدادها بعد صلاة المغرب.
وعلى نفس الطريق شاهدنا مبنى مهجورا إلى جواره غرفة متهالكة جاهزة لأن تكون مخبأ للممنوعات أو مسروقات أفادنا أحد الأهالي ان المبنى بأكمله كان في الأصل مسجدا قديما هجره المصلون منذ ثلاث سنوات فقط والآن الاقتراب منه أصبح بالغ الخطورة لأنه بناء شعبي آيل للسقوط.
وتساءل لماذا لا تزيله أوقاف عنيزة وتنهي بذلك مخاطره.
أما عندما دخلنا حي مريبدة وهو جزء من الوهلان "ويسميه البعض النفود" رأينا التناقض فيه بوضوح حيث البنايات الحديثة تجاور القديمة. فمع الطفرة الأولى ظهر الصندوق العقاري وقام الأهالي بالاستعانة به وتشييد مساكنهم الحديثة في مواقع القديمة فأصبحت العمارة الجديدة تجاور المساكن العتيقة في مشهد يحمل كثيرا من التناقض.
كهرباء في المهجورة
كما ان في الحي انتشرت مخلفات أبنية الطين وبعضها القائم بدأت تظهر عليه عوامل القرية والأخطر هو انتشار عدادات الكهرباء في منازل قريبة.
ورغم تهالك تلك الديار إلا ان العدادات ما زالت صامدة.
ممدوح العلي طالب من الدفاع المدني وبلدية عنيزة ازالة تلك المنازل الخربة التي تشكل خطرا على الجميع. وشكا الصويلح من ان البلدية عمدت إلى اختصار عرض الطريق المزدوج (الشارع الغربي) الممتد من جامع الشيخ ابن عثيمين الى الغرب ليصل إلى طريق المدينة رغم انه شارع حيوي يربط وسط السوق التجاري بطريق المدينة وسوق الخضار والتمور ويرتاده أغلب الأهالي.
بقي ان نعرف بأن حي المريبدة يحتوي على شوارع داخلية تنتهي إلى مزارع ويخيم على الحي في الغالب الظلام والصمت طوال الليل وهو ما يصفه الأهالي بالستار الذي يسهل تجاوزات ضعاف النفوس لاسيما أنه يكتظ بالوافدين الذين يجوبون الطرقات ليلاً بدراجاتهم الهوائية.
بيت البسام
ناصر الفالح يقول ان الحي يقع في منطقة منزوية بعض الشيء وهو قريب من السوق التجاري شرقا وسوق الخضار والتمور غرباً, لذا فإن السوق من تلك المتاجر تصبح سهلة وميسرة.
كما ان بيت البسام الأثري الواقع على اطراف الحي التابع للهيئة العليا للسياحة بعد ان انتقل اليها من إدارة المتاحف والآثار أصبح معلما يزوره السياح ويتم تنظيم عدد من المناسبات داخل هذا البيت مثل المزادات الخاصة بالمقتنيات الأثرية وهو أيضاً عرضة للسرقة.