عشرة آلاف كذاب!

محمد أحمد الحساني

اكتشفت الإدارات المختصة في وزارة الصحة مئات بل آلاف العاملين في المستشفيات والمستوصفات في مهن صحية من أطباء وممرضين وفنيين، ممن يحملون شهادات مزورة أو يوجد قصور واضح فاضح في ادائهم المهني وإن زعموا ان الشهادات التي يحملونها غير مزورة، حتى ان الوزارة -حفظها الله من كل سوء- وضعت ما يزيد على عشرة آلاف ممارس صحي في القائمة السوداء وهو العدد الذي اكتشف حتى الآن وتم اكتشافه خلال فترة زمنية محدودة!.
إذن فنحن أمام عشرة آلاف كذاب دخلوا مهنة من أكثر المهن نبلاً وأهمية وخطورة لارتباطها بحياة الإنسان وصحته ولكنهم لم يبالوا بهذه المعاني السامية حتى عملوا على تزوير شهاداتهم الصحية لكي يدخلوها بالنسبة للمزورين منهم أو أن بعضهم الآخر كان في أدائه قصور كبير والنتيجة واحدة وهي إلحاق الأذى بالمرضى ولا شك أن صفة كذاب تنسجم تماماً مع من يزور شهاداته ويدلس ويدعي أنه طبيب أو ممرض أو فني أشعة أو مختبر وهو «حوحو» بذيل في كل ما ذكره من تخصصات، وكذبه خطير لأنه يتعداه إلى غيره وليس من أنواع الكذب التي يستخدمها بعض الناس بسبب وجود عقدة نقص لديهم فيحاول الواحد منهم الظهور بمظهر يخالف واقعه ويستخدم في ذلك جميع ما اخترعه «أبو لمعة» من أساليب كذب ونصب واحتيال، أما إن كان المزور الكذاب طبيباً أو ممرضاً أو اخصائي مختبر فما أتعس حظ المرضى الذين يقدَّر عليهم المرور بين أيدي أمثال هؤلاء المزورين الكذابين لأن تشخيصهم خاطئ ونتائج مختبرهم المزعوم خاطئة وقد لا يحسن الممرض المزور إعطاء حقنة في العضل إلا ومعها الورم أما إن كانت الحقنة في الوريد فإن بقعة من الدم تنتشر تحت جلد المريض بمساحة عشرة في عشرة سم وتظل ظاهرة للعيان لعدة أيام ولعلكم أو معظمكم لاحظ ذلك أو مر به شخصياً؟!
وإذا كان من تم اكتشافهم من الكذابين يبلغ الآن بالآلاف فكم بقي منهم في المحافظات الصغيرة والضواحي والنواحي ممن لم يتم اكتشافهم بعد.. كان الله في عون وزارة الصحة؟!.


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة