حوار غير مكتمل
الجمعة / 16 / ربيع الثاني / 1441 هـ الجمعة 13 ديسمبر 2019 18:32
أسامة يماني
قال وهو يعلق على الحادث الإرهابي الإجرامي الذي وقع في فلوريدا يوم الجمعة 6 ديسمبر 2019، الذي قام به مبتعث لم يراعِ دماء الأبرياء ولا سمعة بلاده: «ماذا استفدنا من صرف البلايين على إدارات ومدارس وجمعيات لا تقدم جديداً لشعب مؤمن ومتدين حتى النخاع؟ فلو صرف نصف هذه المبالغ على تحسين مستوى المعيشة لكان أفضل وأحسن قربى، فقد جربنا وخبرنا من تجربة خمسين عاماً أن هذه الأفكار لم تصنع ولم تُوجد مجتمعاً أخلاقياً فاضلاً، بالرغم من أن دُور العبادة تضاعفت والجامعات انتشرت والوعاظ والدعاة وغيرهم يطلون علينا عبر التلفاز في بيوتنا ودُور عبادتنا ومدارس أبنائنا».
وأكمل حديثه غير آبه أو مكترث بإعطاء الفرصة للرد. قائلاً: «إن حديثي صادم لك ولكثيرين، تعودوا أن يعتبروا ما أقول من الهرطقة والكفريات والفسوق»، وعندما هممت بالرد عليه قال مسرعاً: «الدليل واضح، فقد تغير كثير من الفتاوى والأطروحات وسُمح بعمل ما كان يقال عنه حرام مما يوضح أن هذا الاجتهاد البشري والقناعات المشربة بالعادات والتقاليد لم تستطع خلال أكثر من خمسين عاماً على خلق المجتمع المثالي، فالرحمة تكاد لا تجدها في الشارع أو في المستشفى أو حتى في البيت، فقهر الكبير للصغير والرجل للمرأة والقوي للضعيف يكاد أن يكون هو السائد والملاحظ والملموس».
ونظر إلي بوجهه الذي كان يقطر أسى، وقال «إن هناك من مازال يجيش الجيوش لدعوة المسلم وهدايته، وليس لتثقيفه صحياً وثقافياً واجتماعياً وأسرياً وإخراجه من فقره ومرضه وجهله، ومازال البعض يحارب الخدمة الاجتماعية ويقطع أوصال المجتمع ويكره الآخر ويفسقه، نتنابز بالألقاب والأسماء ونقدس القدماء، نعمل بالرواية بدون تمحيص أو تدقيق، نترك إعمار الأرض بمبررات تدل على ضعف البصر والبصيرة، حتى أصبح الأثر لهذا الفكر يصل للبلدان البعيدة والقريبة، واستغلت إيران هذا الفكر لتوظيفه للدمار والهدم والكراهية، فسمعنا ببوكو حرام وبداعش والنصرة فهُدِّمت المباني ودُمِّرت المدن وهُجِّر الناس وأصبحوا مشردين بدون مأوى وقُطِعت مصادر رزقهم».
أكمل قائلا: «لا تبرر لما يحدث بمبررات عاطفية، فما وصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه إلا بمبررات توظف فيها العاطفة الدينية، في حين أن الشعارات التي يرفعونها في حقيقتها طمعاً في السلطة والمال وليس رغبة في الإصلاح».
ثم وقف قائماً وقال: «إن الحوار يكون مع من يفكر، لا مع من لا يفكر، مع من لا يحدد له نطاق النقاش ويقيد باسم الثوابت وغير ذلك من مبررات». ثم قال: «اعذرني فقد داهمني الوقت، ولكن أعدك أن نجتمع قريباً لأسمع ردك على ما قلت».
* كاتب سعودي
وأكمل حديثه غير آبه أو مكترث بإعطاء الفرصة للرد. قائلاً: «إن حديثي صادم لك ولكثيرين، تعودوا أن يعتبروا ما أقول من الهرطقة والكفريات والفسوق»، وعندما هممت بالرد عليه قال مسرعاً: «الدليل واضح، فقد تغير كثير من الفتاوى والأطروحات وسُمح بعمل ما كان يقال عنه حرام مما يوضح أن هذا الاجتهاد البشري والقناعات المشربة بالعادات والتقاليد لم تستطع خلال أكثر من خمسين عاماً على خلق المجتمع المثالي، فالرحمة تكاد لا تجدها في الشارع أو في المستشفى أو حتى في البيت، فقهر الكبير للصغير والرجل للمرأة والقوي للضعيف يكاد أن يكون هو السائد والملاحظ والملموس».
ونظر إلي بوجهه الذي كان يقطر أسى، وقال «إن هناك من مازال يجيش الجيوش لدعوة المسلم وهدايته، وليس لتثقيفه صحياً وثقافياً واجتماعياً وأسرياً وإخراجه من فقره ومرضه وجهله، ومازال البعض يحارب الخدمة الاجتماعية ويقطع أوصال المجتمع ويكره الآخر ويفسقه، نتنابز بالألقاب والأسماء ونقدس القدماء، نعمل بالرواية بدون تمحيص أو تدقيق، نترك إعمار الأرض بمبررات تدل على ضعف البصر والبصيرة، حتى أصبح الأثر لهذا الفكر يصل للبلدان البعيدة والقريبة، واستغلت إيران هذا الفكر لتوظيفه للدمار والهدم والكراهية، فسمعنا ببوكو حرام وبداعش والنصرة فهُدِّمت المباني ودُمِّرت المدن وهُجِّر الناس وأصبحوا مشردين بدون مأوى وقُطِعت مصادر رزقهم».
أكمل قائلا: «لا تبرر لما يحدث بمبررات عاطفية، فما وصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه إلا بمبررات توظف فيها العاطفة الدينية، في حين أن الشعارات التي يرفعونها في حقيقتها طمعاً في السلطة والمال وليس رغبة في الإصلاح».
ثم وقف قائماً وقال: «إن الحوار يكون مع من يفكر، لا مع من لا يفكر، مع من لا يحدد له نطاق النقاش ويقيد باسم الثوابت وغير ذلك من مبررات». ثم قال: «اعذرني فقد داهمني الوقت، ولكن أعدك أن نجتمع قريباً لأسمع ردك على ما قلت».
* كاتب سعودي