محطة أخيرة

24 يونيو.. يوم العثمانيين الأسود.. هزيمة وأسرى بالآلاف

كان يا ما كان

صورة تجسد محمد علي.

«عكاظ» (جدة) okaz_online@

اعتبر العثمانيون 24 يونيو 1839 يوماً أسود في تاريخ الجيش التركي، الذي تعرض لهزيمة منكرة على يد جيوش محمد علي باشا والي مصر، علاوة على أسر أكثر من 10 آلاف جندي تركي، ما فتح أبواب الأناضول أمام المصريين، بل وكانوا على بعد خطوات من عزل السلطان، والقضاء على الدولة العثمانية نهائيا، لولا تدخل القوى الأوروبية.

وفي التفاصيل، بينما عانت الدولة العثمانية حالة من الضعف والانحلال، شهدت مصر، الولاية العثمانية آنذاك، فترة ازدهار في التعليم والزراعة، وتطور الجيش المصري بفضل الخبرات الأوروبية، ما حدا بمحمد علي واليها لإنشاء دولة قوية مستقلة عن الأتراك، ما أشعل الحروب بين المصريين والأتراك قبل إجبار مصر على قبول اتفاقية كوتاهية لعام 1933، إلا أن الاتفاقية لم تكن مرضية، فتجددت المعارك، إذ التقى الجيشان المصري والتركي يوم 24 يونيو عام 1839 عند منطقة نزيب، بمحافظة غازي عنتاب الحالية، ورغم تعادل الجيشين، إلا أن المصريين تميزوا بخبرتهم في القتال، إذ تمكنوا بقيادة إبراهيم باشا (ابن محمد علي)، من تحقيق النصر ودكت مدفعيتهم مواقع الأتراك قبل أن تهاجمهم وتطردهم وتأسر نحو 10 آلاف جندي، قبل أن يحاولوا عبور نهر الفرات، إلا أن الآلاف غرقوا لينضموا لـ7 آلاف قتلوا خلال المعارك، ما فتح أبواب الأستانة أمام المصريين وأصبحوا قادرين على الزحف نحو قصر السلطان وخلعه، إلا أن القوى الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا تخوفت من ظهور قوة إقليمية جديدة تعيق مصالحها، فشكّلت تحالفا وجمّعت أساطيلها استعدادا للحرب، وأجبرت محمد علي على القبول بإنهاء النزاع وتوقيع اتفاقية لندن لعام 1840، التي جاءت بنودها مخيّبة لآمال المصريين ونفخت الروح في الدولة العثمانية التي كادت تشرف على نهايتها.