كتاب ومقالات

من سيلهف المليون؟

اسعد

أسعد عبدالكريم الفريح

قبل فترة أعلن النائب العام عن استمرار ملاحقة فلول الفاسدين، وقبل أيام صدر الأمر الملكي بتوحيد الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد، ونذكر ولا ننسى التحقيقات في قضايا الفساد والحملة على الأيادي القذرة وغير النظيفة والتي نتج عنها ما أُذيع للجميع. هكذا يقوم الحكام ذوو النوايا الجادة المخلصة بحماية مكتسبات الوطن من بين براثن آكلي خيراته وحقوق الشعب بالعمل لا بالكلام والخطب الرنانة.

لقد كانت عبارات مثل «أزهلها» و«مالك إلا ولد فاسد»، و«أعرف لك رجال ذرب يأخذ لكنه يسنع العمل»، هذه وغيرها كانت عبارات لتلميع الفساد بدءاً من الراشي ومروراً بـ«الرائش» الذي هو بمثابة زعيم مافيا الفساد، وختامها لقمة حرام في جيب المرتشي ثم إلى فمه، يقول فلان لعلان «ياخي ما عندك أحد تعرفه في المكان الفلاني، يخلص شغلنا؟» فيرد عليه صاحبنا «سم يا أخينا الأشياء بأسمائها قصدك الحرامية»، فيرد «يا عمي هو لولا حبايبنا اللي تقول عليهم حرامية ما كان استفدنا» يرد «أبشر يا اللحية الغانمة، دواهم عندي أنا الذي يسموني حلال الصواميل، والشرط 40»، وينتشر الفساد حتى أصبح سمة الشطار ووصمة عار في جبين الشرفاء وبات الرجل الصالح الذي يأبى الفساد عموماً والرشوة خصوصاً يوصف بالعلة «ولكدة» جامد مو مرن، حتى بعض الأجانب والخواجات المهجنين صاروا يستخدمون كلمة (be flaxable) «نحن نتعامل بالدولار مش بالريال، وإذا سرقت أسرق جمل» وبالصدفة ينطق (جمل) باللغة الانجليزية camel «كامل» وهنا أصبح الفساد كامل الدسم، هؤلاء ما عندهم لعوب ويلهطون كل شيء حتى يلحسوا بقايا القدر، معقول يا جماعة خواجة متعلم ويهرج إنجليزي يرتشي، يا هو عيب عليكم، ليه هو جاينا جيعان ولا حافي يا كافي، بل هذا هو الرجل السنافي والذي نسأله «هل امتلأت؟» فيقول «هل من مزيد؟ أنا ورايا ولايا مساكين يبغون ياكلون كروش» يقصدون «قروش»، والحقيقة هو ما راح بعيد، هم من أكل القروش صارعندهم كروش نتيجة الدرهم الملطوش على حساب الضعيف المغشوش واللي ما خلوا له الجماعة اللي بالي بالكم في تلك الأيام، إلا لقمتين فتوش وكلمة بدك تدبر حالك وَمِمَّا يفقع القلب ما يحاول يسوقه بعض الحرامية أنه كون ثروته بعرق جبينه، أي عرق يا عم هذا وأنت جالس في الطراوة وسرقت عرق البسطاء الذين يشقون ويعرقون ثم تأتون أنتم وتسفون وما لمته الذرة بسنة يأتي الجمل يأخذه بخفة، ومن يدعي أنه كوَّن تلك المليارات برأس مال صغير زغنون وأنه كان من فئة الخمسة أرقام ولد داهية، على مين تلعبها العيال كبرت. عشنا مسرحية قبل فترة عنوانها «من سيلهف المليون» وكان المعظم هم المتفرجون الغلابة المديونون.