التغيرات البيئية.. الخطر المحدق بالعالم
الاثنين / 26 / ربيع الثاني / 1441 هـ الاثنين 23 ديسمبر 2019 02:40
نجيب يماني
العالم يجأر بالشكوى من الارتفاع الجنوني في درجات الحرارة، فأغلب الدول داهمها صيف قائظ، لم يعتده الناس، فاختل مزاج حياتهم، وارتبك إيقاع ساعاتهم البيولوجية مما شكّل كارثة حقيقية، تجاوز أثرها نشاط الإنسان إلى سائر الحياة الطبيعية، واضطراب نظام الإنتاج الزراعي فالكل يشتكي جنون الاحتباس الحراري المخيف..
كل قارات العالم تحت لظى ولهيب أشعة الشمس، خط الاستواء يوقد تنوراً في أفريقيا والشمس تصلى الجميع حمماً من لهيب أفقر مناطق السافانا الغنية فيها، فصوح العشب، وتقلصت مساحات الغابات، مهدداً الحياة البرية والفطرية.
والأمريكتان تتعرضان إلى عواصف مدارية مدمرة، والغابات تحترق لتمتد ألسنة اللهب حتى المدن الكبيرة..
كوكبنا يعيش وضعاً مخيفاً وكارثياً، يستوجب تدخلاً عاجلاً يوقظ غفلتنا من هذا الخطر المحدق، لندرك بأننا حوّلنا جنّة الأرض إلى جحيم، فرغم تحذيرات العلماء من ثقب الأوزون، ومطالبتهم بوقف الأنشطة الصناعية، وانبعاثات الكربون، المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنها لم تؤخذ على محمل الجد، فما زالت الدول الصناعية ماضية في أنشطتها المدمرة للحياة، ولم تفلح الاتفاقيات الدولية في الحد من هذا التنافس و«السعار» الصناعي، الذي بقدر ما رفد حياتنا بمنتجات تقنية مبهرة، إلا إنه في المقابل سلب الأرض فطرتها وعذريتها، وقلب مزاج المناخ فيها، فاختل إيقاعها، وما عادت الأرض هي الأرض التي أبدعها خالقها على نظام موزون، ونسق يشد بعضه بعضاً، فكل شيء مخلوق بقدر، ومصنوع لغاية وهدف فالمشيئة الإلهية اقتضت أن تكون طفولة كل المخلوقات التي تفترسها الضواري قصيرة جدّاً، يكون الصغير بعدها قادراً على الركض مع أمه، ويكون قادراً على الإنجاب في تمام الخصوبة في زمن قصير أيضاً، فيما تكون طفولة مثيله من الضواري المفترسات طويلة جداً، يولد أعشى البصر، وغير قادر على الحركة والقنص، وحين يكون قادراً على القنص، يكون زميله في الميلاد قد أنجب جيلاً أو جيلين على الأكثر.. تلك واحدة من مظاهر القدرة الإلهية في ضبط إيقاع الحياة على ميزان مضبوط، ولكنه الإنسان وحده المسؤول عن كل هذا الاختلال متجاوزاً استهلاك مقومات الحياة الطبيعية مما أحدث هذا الاضطراب الذي نشهده، فبات الكون مهددا بكوارث طبيعية، مدمرة، وقد استشعرت بعض الدول هذا الخطر فوضعت الخطط والبرامج لإعادة حالة التوازن البيئي والطبيعي على أراضيها بخفض معدلات الانبعاث الكربوني حتى تضمن السلامة من أخطار الغازات المهلكة للبيئة.
إن المملكة معنية بشكل أساسي لاستشعار هذا الخطر البيئي، والعمل على تحصين أرضها ضد الزحف الصحراوي، وحماية الغابات على ندرتها، والتوسع في زراعة الغطاء النباتي ما أمكن ونقل الأنشطة الصناعية إلى خارج المدن، لتقلل من تأثير الأبخرة والغازات الناتجة عنها، إضافة إلى توقيف كافة مصانع البلاستيك غير القابلة للتحلل وتهدد الغطاء النباتي الموجود. واستبدال الكاسات البلاستيكية في الحرمين الشريفين إلى ورقية وإلزام كل الجهات بالتقليل من استخدام المنتجات البلاستيكية التي توسعنا فيها. فلا طعام إلا داخل كيس بلاستيك (حتى الفول والتميس)، والماء الذي نشربه في العبوات البلاستكية والمخزنة طويلاً تحت الشمس والحرارة ملوثة بحبيبات البلاستيك غير مدركين لخطورتها على الصحة والبيئة وقد حظرت بعض الدول استخدام المواد البلاستيكية وحيدة الاستعمال، فهل نحن منتهون!
* كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com
كل قارات العالم تحت لظى ولهيب أشعة الشمس، خط الاستواء يوقد تنوراً في أفريقيا والشمس تصلى الجميع حمماً من لهيب أفقر مناطق السافانا الغنية فيها، فصوح العشب، وتقلصت مساحات الغابات، مهدداً الحياة البرية والفطرية.
والأمريكتان تتعرضان إلى عواصف مدارية مدمرة، والغابات تحترق لتمتد ألسنة اللهب حتى المدن الكبيرة..
كوكبنا يعيش وضعاً مخيفاً وكارثياً، يستوجب تدخلاً عاجلاً يوقظ غفلتنا من هذا الخطر المحدق، لندرك بأننا حوّلنا جنّة الأرض إلى جحيم، فرغم تحذيرات العلماء من ثقب الأوزون، ومطالبتهم بوقف الأنشطة الصناعية، وانبعاثات الكربون، المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنها لم تؤخذ على محمل الجد، فما زالت الدول الصناعية ماضية في أنشطتها المدمرة للحياة، ولم تفلح الاتفاقيات الدولية في الحد من هذا التنافس و«السعار» الصناعي، الذي بقدر ما رفد حياتنا بمنتجات تقنية مبهرة، إلا إنه في المقابل سلب الأرض فطرتها وعذريتها، وقلب مزاج المناخ فيها، فاختل إيقاعها، وما عادت الأرض هي الأرض التي أبدعها خالقها على نظام موزون، ونسق يشد بعضه بعضاً، فكل شيء مخلوق بقدر، ومصنوع لغاية وهدف فالمشيئة الإلهية اقتضت أن تكون طفولة كل المخلوقات التي تفترسها الضواري قصيرة جدّاً، يكون الصغير بعدها قادراً على الركض مع أمه، ويكون قادراً على الإنجاب في تمام الخصوبة في زمن قصير أيضاً، فيما تكون طفولة مثيله من الضواري المفترسات طويلة جداً، يولد أعشى البصر، وغير قادر على الحركة والقنص، وحين يكون قادراً على القنص، يكون زميله في الميلاد قد أنجب جيلاً أو جيلين على الأكثر.. تلك واحدة من مظاهر القدرة الإلهية في ضبط إيقاع الحياة على ميزان مضبوط، ولكنه الإنسان وحده المسؤول عن كل هذا الاختلال متجاوزاً استهلاك مقومات الحياة الطبيعية مما أحدث هذا الاضطراب الذي نشهده، فبات الكون مهددا بكوارث طبيعية، مدمرة، وقد استشعرت بعض الدول هذا الخطر فوضعت الخطط والبرامج لإعادة حالة التوازن البيئي والطبيعي على أراضيها بخفض معدلات الانبعاث الكربوني حتى تضمن السلامة من أخطار الغازات المهلكة للبيئة.
إن المملكة معنية بشكل أساسي لاستشعار هذا الخطر البيئي، والعمل على تحصين أرضها ضد الزحف الصحراوي، وحماية الغابات على ندرتها، والتوسع في زراعة الغطاء النباتي ما أمكن ونقل الأنشطة الصناعية إلى خارج المدن، لتقلل من تأثير الأبخرة والغازات الناتجة عنها، إضافة إلى توقيف كافة مصانع البلاستيك غير القابلة للتحلل وتهدد الغطاء النباتي الموجود. واستبدال الكاسات البلاستيكية في الحرمين الشريفين إلى ورقية وإلزام كل الجهات بالتقليل من استخدام المنتجات البلاستيكية التي توسعنا فيها. فلا طعام إلا داخل كيس بلاستيك (حتى الفول والتميس)، والماء الذي نشربه في العبوات البلاستكية والمخزنة طويلاً تحت الشمس والحرارة ملوثة بحبيبات البلاستيك غير مدركين لخطورتها على الصحة والبيئة وقد حظرت بعض الدول استخدام المواد البلاستيكية وحيدة الاستعمال، فهل نحن منتهون!
* كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com