الكتاب نافذة نور
الثلاثاء / 27 / ربيع الثاني / 1441 هـ الثلاثاء 24 ديسمبر 2019 01:47
عبده خال
احتفالية معرض الكتاب الدولي في الرياض وجدة هي خطوة نحو الإصرار الجميل على تثبيت فكرة الخيار المستقبلي للسير نحو المعرفة.
وإن كان جاست مقولة إن معرض الكتاب في جدة لن يقام في العام المقبل، هذه المقولة تم إيقافها بخبر تناقله رواد المعرض بأن السنة القادمة ستتكفل به وزارة الثقافة.
لهذا سبق وأن كتبت أن الاستمرارية والإصرار على إنجاح معرض الكتاب (ماضياً ومستقبلاً) تشي بعزيمة دفع الحركة الثقافية نحو الأمام، وقد اتضحت النية جلية في إحداث ذلك الأثر من خلال تبني كل القطاعات الحكومية انسيابية الحركة داخل المعرض، وتنقية أجوائه من المنغصات التي كانت تظهر سابقاً، وتنحرف بقصدية اتخاذ الكتاب تظاهرةً ثقافيةً تجدد وتحرث المعارف لإحداث نقلات نوعية في التفكير، وفي استهلاك الكتاب مادةً محفزةً على التعددية الفكرية التي تكون سمة المجتمعات المتحركة.
وأي تجمع بشري هو بحاجة ماسة إلى فتح نوافذه من أجل تجديد هواء المكان، ولأن الكتاب غالباً ما يحمل أفكاراً قادرة على جعل المرء في حالة فكرية صحيحة، كان فرحنا الموسمي باستمرار هذا المعرض، وإن كنا نتمنى أو نطمح إلى أن تتعدد معارض الكتب في المناطق الكبيرة من المملكة بعد أخذ دور ضمن جدول المعارض العربية.
ومعلوم أن لكل دولة قوتها الناعمة والمتمثلة في الفنون والآداب والآثار، وأي اهتمام بهذه القوة هو اهتمام بمواصلة بناء وطن قوي بكل مستلزمات القوة، فإن كان البعض ظل منافحاً ضد إقامة المعارض للكتاب أو افتتاح صالات للسينما أو المسرح أو الاهتمام بالآثار، فقد تغلب الواقع الذي أخذ في الانطلاقة نحو المستقبل بإصرار وطن على التسلح بجميع جوانب قوى الدول المتقدمة التي تهتم بنموها ومواصلة تألقها.
وفي زمن لم تعد القوة العسكرية هي السلاح الوحيد الذي يظهر رفعة الدولة، إذ تشاركت قوى عديدة في منحها شارة القوة وهي الفنون بأنواعها التي اصطلح على تسميتها بالقوى الناعمة يغدو ضرورياً على كل دولة أن تعيد إستراتيجيتها في بناء تلك القوى.
والثقافة قوة عظيمة متى ما استطاعت أن تجعل من الفرد عنصراً وطنياً فاعلاً في بناء وطنه، ويتأتى ذلك من خلال تنوع الأفكار وجدليتها الدافنة للميت مما لا ينفع في توليد حياة عصرية تهتم بحل المعضلات الحياتية بتوليد أفكار تصنع المستقبل والذين يخافون من الثقافة هم من لا يقدرون على تغير أفكارهم ويريدون من الزمن أن يقف معهم في حالتهم، بينما يغيب عنهم أن من أهم صفات الزمن السيولة وعدم التخثر، ومن يريد أن يعيش في الزمن عليه أن يكتسب صفة السيولة، وصفة السيولة للإنسان ليست مسبّة بل لها صفة الجريان في وعاء لا يستقبل الكتل المتحجرة.
وإن كتبت هذا سابقاً إلا أن صيرورة الزمن توقفنا الآن في مرتبة متقدمة تجعل بلادنا الشاسعة تنتظر استقبال 20 قوةً عالميةً اعترافاً بارتفاع هامة وطننا.
Abdookhal2@yahoo.com
وإن كان جاست مقولة إن معرض الكتاب في جدة لن يقام في العام المقبل، هذه المقولة تم إيقافها بخبر تناقله رواد المعرض بأن السنة القادمة ستتكفل به وزارة الثقافة.
لهذا سبق وأن كتبت أن الاستمرارية والإصرار على إنجاح معرض الكتاب (ماضياً ومستقبلاً) تشي بعزيمة دفع الحركة الثقافية نحو الأمام، وقد اتضحت النية جلية في إحداث ذلك الأثر من خلال تبني كل القطاعات الحكومية انسيابية الحركة داخل المعرض، وتنقية أجوائه من المنغصات التي كانت تظهر سابقاً، وتنحرف بقصدية اتخاذ الكتاب تظاهرةً ثقافيةً تجدد وتحرث المعارف لإحداث نقلات نوعية في التفكير، وفي استهلاك الكتاب مادةً محفزةً على التعددية الفكرية التي تكون سمة المجتمعات المتحركة.
وأي تجمع بشري هو بحاجة ماسة إلى فتح نوافذه من أجل تجديد هواء المكان، ولأن الكتاب غالباً ما يحمل أفكاراً قادرة على جعل المرء في حالة فكرية صحيحة، كان فرحنا الموسمي باستمرار هذا المعرض، وإن كنا نتمنى أو نطمح إلى أن تتعدد معارض الكتب في المناطق الكبيرة من المملكة بعد أخذ دور ضمن جدول المعارض العربية.
ومعلوم أن لكل دولة قوتها الناعمة والمتمثلة في الفنون والآداب والآثار، وأي اهتمام بهذه القوة هو اهتمام بمواصلة بناء وطن قوي بكل مستلزمات القوة، فإن كان البعض ظل منافحاً ضد إقامة المعارض للكتاب أو افتتاح صالات للسينما أو المسرح أو الاهتمام بالآثار، فقد تغلب الواقع الذي أخذ في الانطلاقة نحو المستقبل بإصرار وطن على التسلح بجميع جوانب قوى الدول المتقدمة التي تهتم بنموها ومواصلة تألقها.
وفي زمن لم تعد القوة العسكرية هي السلاح الوحيد الذي يظهر رفعة الدولة، إذ تشاركت قوى عديدة في منحها شارة القوة وهي الفنون بأنواعها التي اصطلح على تسميتها بالقوى الناعمة يغدو ضرورياً على كل دولة أن تعيد إستراتيجيتها في بناء تلك القوى.
والثقافة قوة عظيمة متى ما استطاعت أن تجعل من الفرد عنصراً وطنياً فاعلاً في بناء وطنه، ويتأتى ذلك من خلال تنوع الأفكار وجدليتها الدافنة للميت مما لا ينفع في توليد حياة عصرية تهتم بحل المعضلات الحياتية بتوليد أفكار تصنع المستقبل والذين يخافون من الثقافة هم من لا يقدرون على تغير أفكارهم ويريدون من الزمن أن يقف معهم في حالتهم، بينما يغيب عنهم أن من أهم صفات الزمن السيولة وعدم التخثر، ومن يريد أن يعيش في الزمن عليه أن يكتسب صفة السيولة، وصفة السيولة للإنسان ليست مسبّة بل لها صفة الجريان في وعاء لا يستقبل الكتل المتحجرة.
وإن كتبت هذا سابقاً إلا أن صيرورة الزمن توقفنا الآن في مرتبة متقدمة تجعل بلادنا الشاسعة تنتظر استقبال 20 قوةً عالميةً اعترافاً بارتفاع هامة وطننا.
Abdookhal2@yahoo.com