كتاب ومقالات

استوينا والفقيه أبى

علي بن محمد الرباعي

سأل العريفة ابنه: ذامعك ما هو بو عمرة عدّى من سدّة الباب؟ أجاب: كنّه هو بس ما شفت وجهه. طلب منه يلحقه ويرتده. نشده: عسى ما شرّ يا رفيقي وشبك تعدّي علينا ما تردّ السلام؟ فقال أبو عمرة: أردّ عليك واقف وإلا أقعد؟ فقال: أقعد لو ما شالك البيت تشيلك الخُطّر.

احتج أبو عمرة على اختيار الفقيه الجديد. عدد عيوبه وقال: ابتليتنا به. منين كان ضروبة الشيطان فقيه. جده مشعوذ. وأبوه راعي خنا ما جحر ما دبّ فيه. ومن بعد ذاك الفقيه ابن الحلال اللي ما يرزى حسابه من الحيله تاهب النيص إمام علينا.

طلب العريفة القهوة. جاءت بها زوجته، وهي تداري ضحكتها وراء شيلتها المردودة على فمها. سألها: سمعتِ وش قال أبوعمرة؟ قالت: اقدى فيه. النيص رزيل وأمه اللُعثة أرزل منه. قال العريفة: (يا مَرَة) أبو عمرة ما به إلا الرُبيع وإلا النُصيف اللي يمدّ به له نهاية رمضان. علّق: ع الطلاق ما حزيت يا عريفة لا في مد ولا نصيف لكن مقابلة ربي يبغي لها صلاح سيرة وسريرة.

أقبل على المسيد مع صلاة العصر. لقيه يسلّك الباب بالقدّوم. سأله: وش تعبا بباب المسيد. ردّ من طرف خشمه: باليّحِه وألَحّجه. تحسبني باخليك تسابقني على المحراب. علّق: نعرف الفقاهة وأمك ما بعد نزعت القُبع من فوق رأسك ولا فكّت مشبك ثوبك من قفاتك يا (....).

يتعمد الفقيه الجديد استثارة أبوعمرة. إن فتح الشباك قام وصكّه. فيتمتم: أهو لكم. صُكوا باب الخير في وجهه. وإن ولّع القازة نفخها وطفّاها، فيعلّق أبوعمرة: الله يطفي ضوّك.

عقد مجلس مشاورة مع الموامين. طلب منهم يقنعون العريفة، يحيل النيص من الإمامة قبل ما يتقابس هو وإياه ! أقنعوه، وقالوا: العريفة رضيه واللي يرضاه كبيرنا نرضاه. قال: ما عاد باصلي معكم. ردّ المؤذن: الصلاة لربي ما هب له.

انقطع أبوعمرة عن الجماعة أسبوعاً. وجاء في صلاة مغرب. وبدأ الفقيه يتلفت ويردد «استوو واعتدلوا» ردّ عليه: مستوين معتدلين من قبل ما نشوف وجهك. استو واعتدل أنت ونعمه. علمي وسلامتكم.