أخبار

غول الاختبارات.. كيف تقتله؟

نفسيون يشرحون لـ عكاظ الوصفة المضادة للقلق ووساوس التعثر

ضيف الله مهدي

خضر الخيرات (جازان) khdr09@

حالات طوارئ تعلن في البيوت بالتزامن مع الاختبارات، ليجد الطلاب أنفسهم تحت وطأة عبئين، الأسرة من جانب، وقاعات الاختبار من جانب، وتتحول البيوت إلى مرجل يغلي بالقلق والتوتر والترقب والخوف من الفشل وصولاً إلى حالة من الضغوط النفسية وتعقيداتها. ويتباين الموقف طبقاً للمرحلة، فطالب الابتدائية أقل توتراً بينما يزداد القلق عند طلاب الثانوية في مراحلهم النهائية التي تتوج المجهود بالمقعد الجامعي، أما طلاب الجامعة فإنهم بين رحى القبول، والوظيفة، ودخل طلاب المتوسطة في معادلة الضغوط هذا العام بعودة الاختبارات التحريرية بعد اثني عشر عاما من مناهج التقييم.

اختصاصيون نفسيون عدوا قلق الاختبارات أمراً حتمياً، وينصحون الأسر والطلاب على حد سواء بتحويل فترة الاختبارات إلى طاقة إيجابية ومحفز للنجاج، ويأملون من إدارات التعليم تطبيع فترة الاختبارات عبر أقسام التوجيه والإرشاد.

قلق طبيعي !

في هذا يقول مدير التوجيه والإرشاد والأخصائي النفسي والتربوي بتعليم صبيا يحيى أبو علة لـ«عكاظ» إن الاختبارات أساليب وأدوات تقيس مجموع ما تحصل عليه الطالب من معارف، والقلق الذي يصاحبه إحساس طبيعي ينتاب الطلاب عند الاختبارات، وأحياناً يصبح القلق مبالغاً فيه ومعيقاً للعملية الدراسية. وللخروج من المأزق ينصح الطلاب بالتخلص من القلق بالتوكل على الله تعالى والاستعداد المبكر من خلال الانتظام في الدراسة والانضباط والتفاؤل والبعد عن الأفكار السلبية.

ويضيف أبو علة إن إدارة تعليم صبيا تخدم أكثر 143 ألف طالب وطالبة ومن خلال وحدات الخدمات الإرشادية المنتشرة في مكاتب التعليم التسعة، تضم هاتفاً استشارياً في كل مكتب وتستضيف نخبة من المختصين النفسيين والتربويين للإجابة على استفسارات أولياء أمور الطلبة وتقديم الخدمات النفسية والتربوية التي تعين الطلبة على تجاوز ما قد يواجهونه من صعوبات.

أشباح مخيفة

المختص في الصحة النفسية، وعلم النفس مشرف التوجيه والإرشاد والخدمات الإرشادية بمكتب تعليم بيش الدكتور ضيف الله مهدي قال لـ«عكاظ» إنه يعايش ميدانياً اهتمام الأسر بالاختبارات المدرسية. فالأمر بدهي، فالعائلة منذ القدم تتولى التربية والتعليم، وهي مؤسسة أقدم من المدرسة وتواصل دورها حتى بعد إنشاء المدارس النظامية ولا أدل على ذلك اهتمام الأسر وقلقها وتغير منهجها وبرامجها أيام الاختبارات. والأمر مقبول ومطلوب والمحظور هو إشاعة القلق والضغط والاهتمام المفرط الذي ينعكس سلباً على نفسية الطالب فتبقى الاختبارات وأيام الاختبارات أشباحاً مخيفة تغتال كل جميل.

ويرى ضيف الله أن الاهتمام وحث الأبناء على الاستذكار والمراجعة ومساعدتهم وتهيئة الأجواء المناسبة أفضل ما تقدمه الأسرة لأبنائها أيام الاختبارات، وقال: «إذا أرادت الأسر العيش في راحة بال، عليها الاستعداد مبكراً لذلك والاهتمام منذ أول يوم دراسي بالمذاكرة والمراجعة وحل الواجبات باستمرار وعدم إضاعة الوقت وتراكم الدروس والواجبات، وهذا من شأنه أن يزيل جميع المخاوف والقلق والاهتمام الذي يحدث أيام الاختبارات».