ثقافة وفن

ردي الصباح

علي الأمير

ردّي عــلـيّ صــــباحَـــــــنا ردّيـــــه

تزهــو «مشـاقره» على خــديه

ردّيه من غسق القــرى، وتخـــيّري

أنــدى «الطلول» وحولنا مُـدّيه

هاتي صباحــك أنتِ، ذات ســحــبته

تتــعـــثر الصــبوات في بُـرديـه

تــتــذكــرين الأغـــنـيات؟ أنا الـــذي

أيوب طارش حـــلّ في «راديه»

هل كــنتِ إلا اللفــتة العـجــلى التي

غطى الصـباح بشـــالها زنـديه

وأدار قهـــوتــــه الصِّــبا مــتــبـــذّلًا

في نســـوةٍ يســترن ما يُـبديه

كنَّ الكـــــلام، وكــنتِ طلـعةِ مفـرِقٍ

سقـط النصيف ولم يعُد يُجديه

وأنا الذي لو تخطـرين أمامـــه

شــلّتْ خُـطاه، وقـطّـعتْ أيـديه

هذا قمــيصي.. كنتُ أصـرخ يومها:

من أينما شــاء الهــوى قُـدّيـه

دوّى حــياؤك في مخــيــلة عاشـــقٍ

جــرف الهــوى مُتعــمّدًا واديه

راح الصباح ورى الصباح ولم يعد

من بعـــدها صــبــحٌ إلى ناديه

*****

يا أمّ مـعـــتـزِّ ارفــــعي مرســاتـنا

البحـر يغــرق، من له يهــديه

ما عاد صاحــبك الذي تخـــشــينه

لو قام يخـرق فُلْـــكـنا صُــدّيه

وإذا ارتمى سرب الحمام بسـاحه

شـــدّي إليـــك وثاقــه شُـــدّيه

والذكـــــريات إذا وقفـــن ببــــابه

مــــدّي علــيه لحــافـه مُــــدّيه

لولا مجــون الغــيم ما هامت رُبا

الوادي، فصدّي الغيم عن واديه

لن تعــدمي من بين آثامــي يـــدًا

أبقى من المعروف من يُسـديه

أنا لم يعــد إلاك أخـشـى دمعــــه

وبكـلّ دمـع مـحاجـري أفــديـه

قلبي، وقد غاليــتِ في تقـــريعه

مُـتـهــــدّمٌ، لكـــنـما زيــــــديــه