ثقافة وفن

حارسٌ ليلي

عبدالله بيلا

وقد يكونُ شاعرًا

يحاولُ الساعةَ أن يوقظَ في صباحهِ

قصيدةً.. كسولةً.. عنيدة.

وقد يكون عاشقًا

تاه على لسانهِ الكلامُ

لم تجِدِ اللغاتُ دربَها

إلى حروفهِ الصاخبةِ الصمتِ

ولم تُشرق على سمائهِ البعيدة.

وقد يكونُ من هواةِ النقشِ

والرسمِ على حائطِ هذا العالمِ الساخرِ

لكنْ لم تجِد ريشتُه حبرًا

ولم تسمُ به قامتُه

المديدة.

وقد يكونُ طالبًا

عاد إلى مدرسةِ العمرِ

وقد فاتَ قطارُ الروحِ

فانحازَ إلى خيبتهِ

ولم يزل يبحثُ

عن تهجئةٍ جديدة.

وقد يكونُ حارسًا

أرهقه عدُّ نجوم الليلِ.. فارتابَ

وما زال على شُرفةِ هذا الفجرِ

يحتالُ على نجمتهِ الوحيدة.

وقد يكونُ ما يشاءُ أن يكونَ ذلك الفتى..

لكنني أرى إليهِ ملَكًا

مرَّ سريعًا

وطوى صفحته البيضاءَ في جيبي

فكانت هذه القصيدة.