كتاب ومقالات

لا نُريد مسؤولاً يخاف

أحمد عوض

أحياناً يكون القانون موجوداً ويتناسب مع مُتطلبات المرحلة، والنظام قوياً، وكل وسائل التنفيذ مُتاحة، ولكن تجد المسؤول عاجزاً عن صناعة نجاح في إدارته !

مُنهمكاً في البحث عن أعذار واهية ليُبرر بها صمته، مُحاولاً قدر المُستطاع تجاوز كل ما تراه عيناه وما هو مطلوب منه بطريقة (لم أنتبه)..

لماذا !؟

الجواب هو أن هذا المسؤول يرى في تكليفه تشريفاً له، مكانة يكسب من خلالها مزايا، وليس مطلوباً منه تقديم شيء، وقد يكون هذا المسؤول (خائفاً)، يخاف تطبيق ما لديه من صلاحيات فيضطر لمواجهة شخص هنا أو إعلام هناك !

فيلزم الصمت ويحاول أن يستخدم سياسة (الاختباء والتجاهل)!

لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم سياسة بالية، ولن تُنقذ صاحبها في زمن الإعلام الرقمي، الآن كل شيء على الطاولة ولا شيء يبقى سراً للأبد..

المسؤول القوي يُمارس صلاحياته التي منحها له القانون، يُمارسها ليستفيد المواطن من خدمات هذه الإدارة، لذلك أصبحنا نُميّز بين الناجح والفاشل، فالناجح يعمل وتجد لعمله أثراً..

من أراد النجاح بلا شك سينجح وسيتجاوز الكثير من العوائق والعراقيل، وأقرب مثال (هيئة حقوق الإنسان) هذه الهيئة وخلال 90 يوماً من تعيين معالي الدكتور /‏ عواد العوّاد رأينا تغييراً جذرياً في عملها، لا شيء يمس كرامة المواطن والمُقيم إلاّ وكان للهيئة تواجد في عين المكان، بل استبقت الهيئة طلبات الناس وأصبحت تقوم بدورات توعوية للجميع، دورات تتحدث عن حقوق المُستهلك، حقوق الطفل، حقوق المرأة، حقوق العاملين، حقوق الموقوفين، هذا الدور التوعوي نقل الهيئة من أن تكون ردّة فعل لأحداث إلى عنصر فعّال دوره نشر المعرفة بين الناس وتذكيرهم بحقوقهم ومُكتسباتهم..

ما الذي تغيّر !؟

أتى العوّاد وحفّز الفريق العامل معه لتكون رسالة الهيئة معلومة للجميع، ليعرف كل مواطن ومُقيم أن له الكثير من الحقوق التي تُحسّن من جودة الحياة..

الرغبة بترك بصمة نجاح حقيقية كانت الدافع الرئيس لهذا العمل الجبّار وخلال فترة قصيرة..

أخيراً..

90 يوم عمل فقط كانت كفيلة برؤية هيئة حقوق الإنسان تترك أثراً وبصمة في كُل قضية تمس المواطن والمقيم والوطن، تخلصت الهيئة من قيود وهمية لا وجود لها وبدأت مُمارسة عملها بكل دقة وسرعة وحيادية، أصبحت رسالة الهيئة ذات مسارين؛ مسار محلي، ومسار خارجي من خلاله تحوّلت الهيئة لصوت إعلامي داعم لقضايانا العادلة.