الناس

باكلكا اعفُ عني أيها الحليم

ثم يا صديقي

فواز صباع

فواز أبو صباع

تدل ثقافة الاعتذار على ثقة في النفس، وسمو ورقي أخلاق كل من يعتذر عن خطأ ارتكبه، وهي اعتراف بالزلل، فجل من لا يسهو، وأنا اختلفت مع كثيرين في حياتي، والتباين في الآراء والأفكار من سنن الحياة، ولا يعني ذلك التبرير للخطأ والتمادي فيه، بل يجب التراجع سريعا عنه، والاعتراف به والاعتذار، ويأتي من أبرز الأشخاص الذين اخطأت في حقهم وأشعر بالذنب وتأنيب الضمير نحوه، رئيسي في العمل مساعد الرئيس التنفيذي للأسطول الملكي في الخطوط السعودية السابق المهندس سعيد بن محمد باكلكا الذي أخطأت في حقه كثيرا، وأنتهز هذه الفرصة لأعتذر له، وأرجو منه العفو والسماح، وكلي ثقة بأنه سيعفو عني، لنبل أخلاقه ورقي نفسه، كنت أنتقده وأعتب عليه بطريقة فجة غير محسوبة، بينما كان يقابل إساءتي بالهدوء والحكمة، وكان يدور في مخيلتي كثير من التساؤلات حول تعامله بحلم معي، وعدم الرد علي، وحين تجرأت وسألته عن أسباب صمته حين أنتقده، أجابني بأنه يخشى أن يغضبني ويجرح مشاعري، فزادت محبته في نفسي. وأثبت ذلك الموقف رقي نفسك وترفعك عن الصغائر، ولا تعرف معادن الرجال إلا في الأزمات وأوقات الغضب، فالنبلاء يتميزون بالحلم وهو سيد الأخلاق، وكنت يا أستاذي القدير نموذجا للحلم وشخصا قدوة نتعلم منك، ثق أستاذي أني لم أعتذر أمام الملأ، إلا لشعوري بالخجل لما ارتكبته في حقك، وأخيرا أقول لك سامحني، رغم ثقتي أنك ستصفح عني، وأنك لا تضمر في نفسك سوى كل خير لي.