منوعات

رهاب «المغلقة» .. ربما ينتهي بـ«الجلطة»!

هل ترعبك المسارح.. الطائرات والمصاعد؟

أميرة المولد (الطائف) @amerhalmwlad

هل ينتابك قلق من الغرف المغلقة وغموضها، من المصاعد ووحشتها، المسارح وصمتها، الطائرات وضجيجها، القطارات وهدير عجلاتها؟ في غالب الأحوال من ترعبه تلك فهو مصاب بما يطلق عليه «رهاب الأماكن المغلقة». ويثور سؤال تطلقه «عكاظ» أهي حالة مرضية أم عرضية، وكيف يتعامل الطب مع «رهبة المغاليق»؟

يوضح الأخصائي النفسي يزيد الشميمري لـ«عكاظ» أن رهاب الأماكن المغلقة أحد اضطرابات المخاوف المرضية التي يكثر شيوعها، وهي حالة من الخوف والهلع غير المنطقي تنتاب الفرد حين يكون في مواقف محددة ويشكل تهديدا حقيقيا لبعض المصابين به وإعاقتهم عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي من خلال تجنب الذهاب لتلك المواقع. وتتمثل الأعراض في التوتر الشديد وتسارع ضربات القلب والشعور بالدوار وفقدان الوعي، وبرودة الأطراف والغثيان وعسر الهضم.

ويرى الشميمري أن الأطباء لم يتوصلوا لسبب محدد للمرض، لكنه يعزى لجوانب عدة منها تعرض المصاب لخبر سيئ وموقف صادم أثناء طفولته، أو بسبب إفراط الوالدين في الحذر والترهيب. وقد يكون شخص متعلم تعرض لموقف صادم ما يدفعه لتعميم تجربته أو بسبب خلل بيولوجي واستعداد وراثي.

وعن فرص علاج رهاب الأماكن المغلقة، يقول الأخصائي النفسي إنه من الممكن مداواة الحالة بالعلاج السلوكي كخطوة أولى، وكذلك العلاج المعرفي، أما في الحالات الشديدة فيلجأ الطبيب للعلاج الدوائي لتستقر الحالة.

تشير إحدى الدراسات إلى أن 5 إلى 10% من سكان العالم يتأثرون برهاب الخوف من الأماكن المغلقة ونسبة ضئيلة منهم يتلقون العلاج المعرفي الذي يستخدم على نطاق واسع بهدف تعديل الأفكار المشوهة أو المفاهيم الخاطئة المرتبطة بمخاوف المريض. وأظهرت الدراسات أن العلاج المعرفي وسيلة فعالة، إذ قلل من الخوف والأفكار السلبية. ويلفت الدكتور عبدالرحمن العمري النظر إلى «العلاج السلوكي» من خلال التعرض الكامل للخوف بطريقة تدريجية تبدأ من التعرض للأقل خوفا إلى الأكثر خوفا، إلى جانب العلاج المعرفي، وقد يصف الطبيب النفسي أدوية مضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب. لكن الدكتور عبدالعزيز الدواس حذر من خطر رهاب الأماكن المغلقة الذي ينتهي بتعرض المصاب لجلطة، أو ارتفاع الضغط، أو سكتة قلبية؛ نتيجة الخوف، لافتا إلى تحليل الحالة إلى «رابط شرطي» نتيجة موقف أو خوف من ركوب الطائرة أو المصعد، وأحيانا هو شعور مكتسب أو وراثي يقود صاحبه للوسوسة والقلق، وبالتالي يحتاج جلسات نفسية، ومع الجلسة يحدد الأخصائي حاجة المريض للدواء، إذ يحتاج المصاب على الأقل إلى 6 جلسات، ومع بداية الجلسة الأولى أو الثانية يبدأ في التحسن والتغير.