سعادة الدبلوماسي مسكين
الأحد / 10 / جمادى الأولى / 1441 هـ الاحد 05 يناير 2020 01:38
وفاء الرشيد
تعد وزارة الخارجية اليوم من أقل الوزارات في سلم الرواتب للوظائف الدبلوماسية، فراتب الموظف العام بالدولة بالمرتبة السابعة يبدأ من 7010 ريالات سعودية بينما نظيره في سلم رواتب الوظائف الدبلوماسية «وظيفة ملحق» يتقاضى 5555 ريالاً بفارق 1455 ريالاً بين الموظفين، وبالتالي تقل وظيفة الملحق الدبلوماسي بنسبة 26% من نظيره الموظف العام. يعطى الموظف بدل التمثيل المخصص للدولة وهو رمزي وتأمين طبي وبدل سكن رمزي كذلك وبدل تعليم إن لم تتوافر مدارس سعودية ينقطع فور وصوله إلى المملكة.
تنتقل زوجة الدبلوماسي معه إلى بلاد الغربة براتبه المتواضع وتضطر أن تنقطع وظيفيا وتعليميا من جامعتها لتكون مع زوجها لتذهب وتجد نفسها تعامل معاملة أقل من أي مرافق لمبتعث شاب بالبلاد، والذي يستلم بدل مرافق من وزارة التعليم، هي زوجة دبلوماسي ببلاش، تمثلنا ببلاش! وتستقبل الناس عنا، ببلاش. هل شاهدتم حال عوائل البعثات الدبلوماسية بالغربة؟ أين يسكنون؟ كيف يتنقلون؟ وما هو المستقبل المدوي الذي ينتظر عوائلهم بعد عودتهم؟
الدبلوماسي سيعود بأولاده بعد أن درسوا بمدارس أجنبية على حساب الدولة ليصدم بالواقع! فلا يوجد بدل تعليم لأبناء الدبلوماسي بعد عوته للبلاد، ولا يوجد تأمين صحي له ولأولاده، ولا يوجد سكن لهم... ولا يمكن دمج أولاد الدبلوماسي بمدارس تقليدية بسبب تعليمهم الأجنبي الذي دفعتهم له ظروف والدهم وهو في خدمة الوطن، فيضطر أن يدخلهم الدبلوماسي العائد بمدارس عالمية لا تقل رسومها عن 30 ألف ريال للطالب الواحد! كيف له ذلك سعادة الدبلوماسي؟ ومن أين؟ وكأن العودة إلى الوطن أصبحت عقابا له وعائلته، وكأن الوطن لا يرحب به ويجزيه عنا ألف خير؟ فتجده يهرول على نقل جديد في بلد آخر حتى لو كان في أقصى العالم ليعيش بامتيازاته الوظيفية حياة بسيطة كريمة...
أعرف دبلوماسيين سعوديين يسكنون غرفا بسيطة في عمائر متهالكة في مصر، وأعرف آخرين يسكنون بيوتا تبعد ساعتين عن عملهم بلندن ويتنقلون بين القطارات ولا يخرجون من بيوتهم أبداً بسبب غلاء المعيشة.. تصرف تذكرة له وأسرته اتجاها واحدا عند مباشرته العمل الجديد، وتذكرة اتجاهين كل 11 شهرا بإجازة رسمية وتصرف تذكرة باتجاه واحد عند عودته بعد انقضاء فترته!! أعرف أبناء دبلوماسي كبير عاش سنوات طويلة بين تركيا والهند وعندما عاد مرض وتعالج على حسابه الشخصي حتى مات وعاش أولاده غرباء في وطنهم معزولين... بلا أصدقاء طفولة ولا أصدقاء مدرسة ولا أقارب عاشوا معهم.
هناك خلل وتقصير واضح بالمنظومة سادتي، ولن أذكر أسماء دول مجاورة، بشرقنا وأخرى بغربنا، يستمتع الدبلوماسي فيها وموظف الخارجية بمميزات أفضل بكثير من زميله السعودي، وهي دول أقل ثقلاً منا..
أنا كلي عشم بوزير خارجيتنا الجديد، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والذي يأتي من تجربتين دبلوماسية وتجارية مختلطة ستعطيه منظوراً أبعد من أي موظف حكومي لحال الوزارة وحال الدبلوماسيين فيها، فهو كان منهم في يوم من الأيام.. فعندما كانت وزارة الخارجية السعودية هي أول وزارة أنشئت بالبلاد في عام 1930، كان ذلك لأهميتها وأهمية ما تمثله في أي منظومة سياسية قائمة، وعليه وجب مني لفت النظر سيدي...
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@
تنتقل زوجة الدبلوماسي معه إلى بلاد الغربة براتبه المتواضع وتضطر أن تنقطع وظيفيا وتعليميا من جامعتها لتكون مع زوجها لتذهب وتجد نفسها تعامل معاملة أقل من أي مرافق لمبتعث شاب بالبلاد، والذي يستلم بدل مرافق من وزارة التعليم، هي زوجة دبلوماسي ببلاش، تمثلنا ببلاش! وتستقبل الناس عنا، ببلاش. هل شاهدتم حال عوائل البعثات الدبلوماسية بالغربة؟ أين يسكنون؟ كيف يتنقلون؟ وما هو المستقبل المدوي الذي ينتظر عوائلهم بعد عودتهم؟
الدبلوماسي سيعود بأولاده بعد أن درسوا بمدارس أجنبية على حساب الدولة ليصدم بالواقع! فلا يوجد بدل تعليم لأبناء الدبلوماسي بعد عوته للبلاد، ولا يوجد تأمين صحي له ولأولاده، ولا يوجد سكن لهم... ولا يمكن دمج أولاد الدبلوماسي بمدارس تقليدية بسبب تعليمهم الأجنبي الذي دفعتهم له ظروف والدهم وهو في خدمة الوطن، فيضطر أن يدخلهم الدبلوماسي العائد بمدارس عالمية لا تقل رسومها عن 30 ألف ريال للطالب الواحد! كيف له ذلك سعادة الدبلوماسي؟ ومن أين؟ وكأن العودة إلى الوطن أصبحت عقابا له وعائلته، وكأن الوطن لا يرحب به ويجزيه عنا ألف خير؟ فتجده يهرول على نقل جديد في بلد آخر حتى لو كان في أقصى العالم ليعيش بامتيازاته الوظيفية حياة بسيطة كريمة...
أعرف دبلوماسيين سعوديين يسكنون غرفا بسيطة في عمائر متهالكة في مصر، وأعرف آخرين يسكنون بيوتا تبعد ساعتين عن عملهم بلندن ويتنقلون بين القطارات ولا يخرجون من بيوتهم أبداً بسبب غلاء المعيشة.. تصرف تذكرة له وأسرته اتجاها واحدا عند مباشرته العمل الجديد، وتذكرة اتجاهين كل 11 شهرا بإجازة رسمية وتصرف تذكرة باتجاه واحد عند عودته بعد انقضاء فترته!! أعرف أبناء دبلوماسي كبير عاش سنوات طويلة بين تركيا والهند وعندما عاد مرض وتعالج على حسابه الشخصي حتى مات وعاش أولاده غرباء في وطنهم معزولين... بلا أصدقاء طفولة ولا أصدقاء مدرسة ولا أقارب عاشوا معهم.
هناك خلل وتقصير واضح بالمنظومة سادتي، ولن أذكر أسماء دول مجاورة، بشرقنا وأخرى بغربنا، يستمتع الدبلوماسي فيها وموظف الخارجية بمميزات أفضل بكثير من زميله السعودي، وهي دول أقل ثقلاً منا..
أنا كلي عشم بوزير خارجيتنا الجديد، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والذي يأتي من تجربتين دبلوماسية وتجارية مختلطة ستعطيه منظوراً أبعد من أي موظف حكومي لحال الوزارة وحال الدبلوماسيين فيها، فهو كان منهم في يوم من الأيام.. فعندما كانت وزارة الخارجية السعودية هي أول وزارة أنشئت بالبلاد في عام 1930، كان ذلك لأهميتها وأهمية ما تمثله في أي منظومة سياسية قائمة، وعليه وجب مني لفت النظر سيدي...
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@