ثقافة وفن

«ثرثرة خلف المحراب».. تدفق طبيعي للسرد الصادق

غلاف المجموعة

«عكاظ» (جدة)okaz_online@

صدر عن «الانتشار الأدبي» و«النادي الأدبي الثقافي بالحدود الشمالية» مجموعة قصصية جديدة بعنوان «ثرثرة خلف المحراب» للأديب القاص «حسين السنونة». تقع المجموعة في 105 صفحات من القطع المتوسط، واحتوت المجموعة على 20 قصة قصيرة، ومقدمة قصيرة بعنوان «على سبيل التقديم: البوح الصادق والتدفق التلقائي» للشاعر والناقد السوري يوسف إسماعيل شغري.

ويذكر أن هذه هي المجموعة الثانية للسنونة الذي استغرقته الكتابة الصحفية دون أن تأخذه نهائياً من عالم الأدب والقصة القصيرة تحديداً. يقول الناقد شغري: «البوح الصادق والبسيط هو ما يقدمه حسين السنونة، إذ يكتب ببساطة وتلقائية ما يعتمل في روحه وتجاه وطنه والبشر الذين يعيشون فيه، بل يكتب عن الإنسان في كل مكان». وعن أسلوبه، يقول شغري: «يكتب كأنه يحدث نفسه ويعلن مواقفه من كل شيء منتقداً الواقع الاجتماعي الراكد الذي لا يتغير بالنسبة إليه، بل لم يتغير من أيام والده!». يضيف الناقد شغري: «وهذا ما يدفعه أحياناً كثيرة إلى طرح أفكاره مباشرة دون مداورة».

وعن المواضيع التي تشغل السنونة، يقول: «ينتقد الكاتب البيروقراطية المنتشرة بين الموظفين والتعصب الديني وسيطرة الإثراء وتبذير النعمة، ويعلن موقفه المعادي للحروب بأنواعها، كما ينتقد بعض رجال الدين الفاسدين، ويدهشه أن هناك عالماً مختلفاً خلف حدود الوطن، فهناك المدن المعولمة التي تفقد فيها الهوية، والعلاقة مع المرأة خارج التعصب القائم في وطنه، وكهمِّ إنساني عام يتأمل السنونة في مسألة الموت وموقفه منه والكاتب ينتصر دائماً للحياة!».

يعتني السنونة أيضاً بالتفاصيل ويستخدم ضمير المتكلم الذي يسرد مشاعره ويصف العالم من حوله، معتنياً بالتفاصيل، ومحتفياً بالمكان وتجليات أرواح البشر الذين يشغلون هذا المكان. كما يعتني بالتراث المحلي العريق والتأكيد على ذاكرة الناس وقيمها الأخلاقية التي توارثوها عن أجدادهم! ويعتني السنونة بتقديم لغة شعرية تعتمد التقطيع السينمائي للمشاهد: فنرى ما يصفه كأنه لوحات مرسومة لوحة بعد أخرى. ويترك السنونة للقارئ لحظات ليتأمل المشاهد المتدفقة التي يقدمها لوحة بعد لوحة، معتمداً على التدفق الطبيعي لما تفيض به روحه وإحساسه المرهف.