الطيار يصدر مذكراته في كتاب «سيرة ومسيرة»
الثلاثاء / 12 / جمادى الأولى / 1441 هـ الثلاثاء 07 يناير 2020 02:46
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@
في انعطافة تاريخية شديدة الأهمية للمملكة العربية السعودية قرر المحامي السعودي البارز الدكتور صالح بكر الطيار كتابة سيرته الذاتية. في لحظة فارقة ما بين وطن يبحث عن تنفيذ مشروعه نحو مزيد من التطور والتقدم، ويقتحم الصعاب ويوظف الحداثة والعلم، وشخص يريد للأجيال الجديدة أن تعرف كفاح جيل الآباء والأجداد لإرساء القواعد، وكيف خط طريقه وسط التحديات العاصفة التي واجهته.. مستهدفاً وجود جسور للوعي والتواصل والخبرة بين أجيال في بلده، وأجيال عاشت ما قبل طفرة النفط، ثم الطفرة، وأخيراً التحديث، في مذكرات استلهمت «اليقين» في سد الثغرات التي يمكن أن تجد أسئلة بلا إجابات.
ويعود المؤلف في كتابه «سيرة ومسيرة» الصادر أخيراً عن الدار المصرية اللبنانية إلى أيام جذوره في المدينة المنورة، سيدة المدن، التي عرفته طفلاً وصبياً منذ النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي.. يعود إلى بيته الذي أصبح الآن جزءاً من الحرم النبوي الشريف، بعد سلسلة التوسعات التي قام بها قادة المملكة للحرمين الشريفين.. كما يعود إلى أيام كان الفقر فيها سائداً، لكنه كان ممتزجاً بروحانيات المدينة، ومختلطاً بأناس طيبين وديعين بسطاء ومتواضعين، أكثر من ذلك خدومين لكل ضيوف الحرم النبوي، والمؤلف لم يكن سوى ابن بكر لأحد خدام ضيوف المسجد الطاهر.
وبينما حفلت السيرة بالمواقف والصعاب وربما الأزمات والحروب التي تعرض لها المؤلف، مما لم تتمكن الذاكرة من نسيانه، إلا أنه اتسم بالتسامح والمودة تجاه الذين ناصبوه العداء، ولكنه كان مدفوعاً خلال السرد، لتقديم الخبرات والعبرات، وطوال المذكرات، لا يستنكف عن ذكر أيام الحرمان والمعاناة والمرض، ومواقف الصبر والتشبث بالأمل، مع إيمان راسخ بفضل الله سبحانه وتعالى، ودعوات أمه التي يعتبرها نبراس حياته، والتي كانت في الصدارة من إهداء الكتاب.
ويعترف المؤلف بأنه حكى قدر ما يستطيع وليس قدر ما يريد، في إطار سعيه إلى تقديم خلاصة خبراته، آملاً في أن يستخلص القارئ المبادئ العامة التي يجب أن يتصف بها الإنسان، خصوصاً الذي أجبرته الظروف على المثابرة والجهاد في سبيل تحصيل العلم، وتبوؤ مكانة في مجتمعه.. ومن السهل أن يلحظ القارئ بالفعل البساطة والصدق والحكي من دون ترتيب في الكتاب، من دون خجل من الذكريات المؤلمة وكذلك السعيدة، وأن المؤلف بعد تجاوز عتبة الستين، ورغم أن مراحل حياته تبدو منفصلة، إلاّ أن الانفصال هو في التفاصيل والجزئيات، لكن حياته تظهر ككتلة واحدة لا انفصام فيها، وتعبر في جوهرها الأساسي عن أحلام جيل وتطلعات وطن، وتستهدف تقديم خلاصات ومبادئ للأجيال الجديدة لكي يأخذوا بها، ويستندوا عليها، أو يديرون لها الظهر، المهم أن تصل إليهم، ليعروفوا أنهم لم يأتوا من عدم، ولا يستندون على بئر فارغة. يروي الدكتور صالح سنوات طفولته وصباه ثم شبابه في المدينة المنورة، حيث تربى وتلقى تعليمه الأولي، ثم سفره إلى القاهرة حيث جذور والدته، والتحاقه بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، ومن ثم التوجه إلى فرنسا لاستكمال دراساته العليا، وحصوله على الماجستير عام 1983، ثم الدكتوراه عام 1987، في موضوع «العقود الدولية لنقل التكنولوجيا» وبتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
ويروي كيف أعادته المصادفات إلى فرنسا وبالتحديد إلى باريس ليعيش ويعمل مع عائلته الصغيرة، زوجته وأولاده بكر وشهد وأحمد، ليفتح مكتباً في الشانزليزيه في مجال الاستشارات القانونية. ثم قادته الأحداث الساخنة بعد غزو العراق للكويت إلى الانخراط في الحياة الفكرية والسياسية في باريس، وتأسيسه مركز الدراسات العربي الأوروبي في العاصمة الفرنسية. وسرد باستفاضة تفاصيل تأسيس المركز ومن ثم نشاطه ورموزه وإصداراته. وكان نشاط المركز مناسبة ليلتقي القادة السياسيون الأوروبيون والعرب ورموز الفكر على الجانبين، إذ عمل وسطهم بكفاءة في سبيل نصرة القضايا العربية. وقراءة «سيرة ومسيرة» تعد مشاهدة حية لأحداث ما لا يقل عن نصف قرن من تاريخ السعودية والأحداث فيها وحولها وتثير العديد من الأفكار حول جذور المشكلات والتحديات التي ما زلنا نواجهها وسبل إدارتها. وإذا كان الدكتور صالح يفخر بكونه مواطناً سعودياً فإنه يملأ أشرعة الكتاب بإيمانه بالإسلام والعروبة في ما يخص مصر بالوطن الثاني الحقيقي له، حيث نصف جذوره، وتعليمه الجامعي، وأساتذته، وفيض أحلامه لها بالتقدم والإشراق
الكتاب من تقديم الدكتور مفيد شهاب الذي قدم له بأسلوبه العلمي الدقيق ويتذكر تلميذه صالح الطيار في مدرجات كلية الحقوق جامعة القاهرة، الطالب المجتهد المثابر الوفي لجامعته العريقة، وكيف شهد خلال إقامته بالعاصمة المصرية أحداثاً مهمة، كما شارك في أنشطة متعددة، وترسخت قناعته بقدر مصر ومكانتها ودورها المحوري، وأيقن وقتها بضرورة استمرار تدفق المياه في نهر العلاقات المصرية السعودية.
ويعود المؤلف في كتابه «سيرة ومسيرة» الصادر أخيراً عن الدار المصرية اللبنانية إلى أيام جذوره في المدينة المنورة، سيدة المدن، التي عرفته طفلاً وصبياً منذ النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي.. يعود إلى بيته الذي أصبح الآن جزءاً من الحرم النبوي الشريف، بعد سلسلة التوسعات التي قام بها قادة المملكة للحرمين الشريفين.. كما يعود إلى أيام كان الفقر فيها سائداً، لكنه كان ممتزجاً بروحانيات المدينة، ومختلطاً بأناس طيبين وديعين بسطاء ومتواضعين، أكثر من ذلك خدومين لكل ضيوف الحرم النبوي، والمؤلف لم يكن سوى ابن بكر لأحد خدام ضيوف المسجد الطاهر.
وبينما حفلت السيرة بالمواقف والصعاب وربما الأزمات والحروب التي تعرض لها المؤلف، مما لم تتمكن الذاكرة من نسيانه، إلا أنه اتسم بالتسامح والمودة تجاه الذين ناصبوه العداء، ولكنه كان مدفوعاً خلال السرد، لتقديم الخبرات والعبرات، وطوال المذكرات، لا يستنكف عن ذكر أيام الحرمان والمعاناة والمرض، ومواقف الصبر والتشبث بالأمل، مع إيمان راسخ بفضل الله سبحانه وتعالى، ودعوات أمه التي يعتبرها نبراس حياته، والتي كانت في الصدارة من إهداء الكتاب.
ويعترف المؤلف بأنه حكى قدر ما يستطيع وليس قدر ما يريد، في إطار سعيه إلى تقديم خلاصة خبراته، آملاً في أن يستخلص القارئ المبادئ العامة التي يجب أن يتصف بها الإنسان، خصوصاً الذي أجبرته الظروف على المثابرة والجهاد في سبيل تحصيل العلم، وتبوؤ مكانة في مجتمعه.. ومن السهل أن يلحظ القارئ بالفعل البساطة والصدق والحكي من دون ترتيب في الكتاب، من دون خجل من الذكريات المؤلمة وكذلك السعيدة، وأن المؤلف بعد تجاوز عتبة الستين، ورغم أن مراحل حياته تبدو منفصلة، إلاّ أن الانفصال هو في التفاصيل والجزئيات، لكن حياته تظهر ككتلة واحدة لا انفصام فيها، وتعبر في جوهرها الأساسي عن أحلام جيل وتطلعات وطن، وتستهدف تقديم خلاصات ومبادئ للأجيال الجديدة لكي يأخذوا بها، ويستندوا عليها، أو يديرون لها الظهر، المهم أن تصل إليهم، ليعروفوا أنهم لم يأتوا من عدم، ولا يستندون على بئر فارغة. يروي الدكتور صالح سنوات طفولته وصباه ثم شبابه في المدينة المنورة، حيث تربى وتلقى تعليمه الأولي، ثم سفره إلى القاهرة حيث جذور والدته، والتحاقه بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، ومن ثم التوجه إلى فرنسا لاستكمال دراساته العليا، وحصوله على الماجستير عام 1983، ثم الدكتوراه عام 1987، في موضوع «العقود الدولية لنقل التكنولوجيا» وبتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
ويروي كيف أعادته المصادفات إلى فرنسا وبالتحديد إلى باريس ليعيش ويعمل مع عائلته الصغيرة، زوجته وأولاده بكر وشهد وأحمد، ليفتح مكتباً في الشانزليزيه في مجال الاستشارات القانونية. ثم قادته الأحداث الساخنة بعد غزو العراق للكويت إلى الانخراط في الحياة الفكرية والسياسية في باريس، وتأسيسه مركز الدراسات العربي الأوروبي في العاصمة الفرنسية. وسرد باستفاضة تفاصيل تأسيس المركز ومن ثم نشاطه ورموزه وإصداراته. وكان نشاط المركز مناسبة ليلتقي القادة السياسيون الأوروبيون والعرب ورموز الفكر على الجانبين، إذ عمل وسطهم بكفاءة في سبيل نصرة القضايا العربية. وقراءة «سيرة ومسيرة» تعد مشاهدة حية لأحداث ما لا يقل عن نصف قرن من تاريخ السعودية والأحداث فيها وحولها وتثير العديد من الأفكار حول جذور المشكلات والتحديات التي ما زلنا نواجهها وسبل إدارتها. وإذا كان الدكتور صالح يفخر بكونه مواطناً سعودياً فإنه يملأ أشرعة الكتاب بإيمانه بالإسلام والعروبة في ما يخص مصر بالوطن الثاني الحقيقي له، حيث نصف جذوره، وتعليمه الجامعي، وأساتذته، وفيض أحلامه لها بالتقدم والإشراق
الكتاب من تقديم الدكتور مفيد شهاب الذي قدم له بأسلوبه العلمي الدقيق ويتذكر تلميذه صالح الطيار في مدرجات كلية الحقوق جامعة القاهرة، الطالب المجتهد المثابر الوفي لجامعته العريقة، وكيف شهد خلال إقامته بالعاصمة المصرية أحداثاً مهمة، كما شارك في أنشطة متعددة، وترسخت قناعته بقدر مصر ومكانتها ودورها المحوري، وأيقن وقتها بضرورة استمرار تدفق المياه في نهر العلاقات المصرية السعودية.