كتاب ومقالات

تعجيل النهاية

مي خالد

في الشرق الأوسط اليوم خمس قوى إقليمية مازالت قوية وتملك جيشها وسلاحها ونستطيع أن نقول إن اقتصادها لا بأس به. هي من الجانب العربي السعودية ومصر ومن القوميات الأخرى تركيا وإيران.. الخامسة والأخيرة إسرائيل التي تجلس في ركن قصي مكين وآمن تنتظر نهاية الصراع.

الله وحده المتحكم وليس أمريكا ولا روسيا ولا النظام العالمي الجديد. كما يحلو لعشاق نظرية المؤامرة.

ما يوحي بتعجيل نهاية هذا الصراع في تدبير إلهي عجيب هو جنون العظمة الذي أصاب أردوغان وسار به في طريق الوهم حتى وصل أطراف أفريقيا وأعلن مطلع هذا الأسبوع أن ليبيا تركة عثمانية!

من الجانب الآخر نشاهد الصلف والإجرام الإيراني يزداد بوتيرة غير منتظمة ولا يمكن قبولها أو استيعابها وظنها أنها ستبقى بعيدة عن المحاسبة إن استمرت في انكار مسؤولياتها عن جرائمها: تخطف سفناً وطائرات، تقصف مصافي النفط وتغتال، وتمد أذرعها ومليشياتها في دولة فتعم فيها الفوضى.

ولأني عند حسن ظني بالله سبحانه وتعالى فأنا أعرف أن هذا وقت سيئ قصير وسنعبره نحن ومصر بسلام. وليس هذا عائد لرغبتي الشخصية أو ميولي، بل لأني أعرف قاعدة ذهبية اكتشفتها بنفسي ولا أعرف إن كان أحد قبلي تأملها وعرفها، من سنة الله في الناس والدول أن الفشل في المشاريع الخارجية مرتهن بالفشل في الداخل. لذا لمن يريد أن ينجح في عمله ومشاريعه عليه أن ينجح أولاً على المستوى الشخصي، وبالنسبة للدول التي تسعى لكسب معاركها في الخارج عليها أن تنهي هزائمها الداخلية. وهذا ما تحاول السعودية ومصر منذ سنوات عمله.. تنخرط الدولتان في بناء مشاريع محلية ناجحة وتصلحان اقتصاديهما بينما حكومتا تركيا وإيران تتفاقم هزائمهما الداخلية وعوضاً عن الإصلاح يسول لهما الشيطان أن المكاسب في المعارك الخارجية ستُنجح سياستيهما الداخليتين وهذا عكس حكمة الله وسننه وقوانينه الكونية.

لذا أجزم أننا لا نقف على أعتاب حرب عالمية ثالثة برغم تخرصات المحللين والسياسيين. وأؤمن أن هذا وقت سيئ قصير علينا مواهجته بشجاعة وبالدعاء والتوكل على الله، وسينتهي لصالحنا إن شاء الله.