كتاب ومقالات

رمزية سليماني في حضوره وغيابه!

الجهات الخمس

خالد السليمان

قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إن إيران تكتفي بالرد على مقتل قاسم سليماني بالضربة الصاروخية التي وجهتها للقاعدتين الأمريكيتين في العراق، في الحقيقة لا شيء تفعله إيران يكفي للرد على خسارتها لسليماني، فهو شخص غير قابل للتعويض، مثّل وجوده مشروع هيمنتها على المنطقة، وسيمثّل غيابه انتكاسة هذا المشروع.

الضربة الرمزية التي لم تسبب أضراراً تذكر للأمريكيين في العراق كانت في واقع الأمر موجهة لجمهور خطابها الثوري، ومسارعة الوزير الإيراني لإعلان الاكتفاء بها رداً على مقتل سليماني كان استجداءً للأمريكيين أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد حققت أمريكا هدفها من قتل أهم شخصية إيرانية بعد خامنئي، ويمكن لإيران أن تحفظ ماء وجهها أمام جمهور شعاراتها بضربتها الصاروخية الاستعراضية!

هناك حقيقة أعاد ترمب تأكيدها وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمى الأكثر تأثيراً في العالم، والأطول ذراعاً وقدرة على الوصول إلى أي هدف متى ما أرادت ذلك، البعض نسي ذلك مع وجود إدارة أوباما، لكن ترمب أعاد تذكير العالم به وليس الإيرانيون وحدهم.

الإيرانيون ومعهم جميع المرتهنين لمشروع فرض الهيمنة وخلق الفوضى سيعيدون حساباتهم في لعبة استعراض القوة في المنطقة، فقتل سليماني دفع الجميع لإعادة حساباتهم، أما حسابات ترمب فلن تتوقف عند قتل سليماني، فهناك على ما يبدو عزم على تحجيم إيران والحد من تهديداتها، وإيقاظها من حلمها النووي.