النوم السيئ يساعد على الإصابة بهذا المرض
الجمعة / 15 / جمادى الأولى / 1441 هـ الجمعة 10 يناير 2020 13:37
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)
تحذر أبحاث أعدت أخيراً، من أن الصحة العامة لجسم الإنسان يمكن أن تتأثر بليلة واحدة من الأرق، حيث تبين أن ذلك يؤدي إلى ارتفاع مستويات بروتين التاو، المسبب لمرض الزهايمر، في الدماغ.
ودائما ينصح الأطباء بالحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم يوميا، وكثيرا ما يحذرون من العلاقة بين قلة النوم وتراكم مستوى بروتين التاو في الدماغ، وهو العلامة الرئيسية للزهايمر، لكن دراسة أجريت أخيراً على رجال أصحاء في العشرينات من العمر أثبتت أن فقدان ليلة واحدة من النوم يرفع من مستويات بروتين التاو بنسبة الخمس تقريبا.
وأصيب الباحثون السويديون الذين أجروا هذه الدراسة بالصدمة، حينما توصلوا لنتائج الدراسة، التي تحدد الضرر الذي يقع للإنسان من الأرق لمدة ليلة واحدة، لكنهم يؤكدون أن تلك القضية لا زالت في بدايتها، وتحتاج إلى مزيد من التجارب لتأكيد الارتباط، حيث لم يتم التأكد بعد مما إذا كانت مستويات التاو قد عادت لطبيعتها بعد عودة المشاركين في التجربة إلى نمط نومهم المعتاد.
ويبتلع الجسم لويحات البروتين في المخ أثناء النوم، وتقول المؤسسات البحثية إنها لا تعرف حتى الآن ما إذا كان ارتفاع مستوى التاو لفترات قصيرة، يمكن أن يدفع نحو تراكم البروتين، قبل عقود من ظهور أعراض مرض الزهايمر.
وتعيق لويحات وكتل بروتين التاو عمل خلايا المخ، وهو ما يمكن أن يسبب فقدانا للذاكرة، ويتسبب في الزهايمر، حتى يقتل تلك الخلايا في النهاية.
ويعاني من مرض الزهايمر أكثر من مليون شخص في بريطانيا، و5.7 مليون أمريكي، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد مع ارتفاع معدلات الأعمار.
وفي أحدث الدراسات بهذا الصدد، فحص باحثون من جامعة أوبسالا في السويد 15 رجلا، بمتوسط عمر 22 عاما، حصلوا جميعا على نوم جيد لمدة 7-9 ساعات في الليلة الأولى، وحدد لهم جدول زمني دقيق للوجبات والأنشطة الحيوية في عيادة تحت المراقبة ليومين وليلتين.
وأخذت عينات الدم من هؤلاء الأشخاص في المساء والصباح، ثم سمح لنصفهم فقط بالنوم في الليلة الثانية، بينما أجبر الآخرون على البقاء مستيقظين طوال الليل، يلعبون ألعاب الفيديو، أو يشاهدون الأفلام، أو يتحدثون.
ووجد الباحثون ارتفاعا ملحوظا في مستويات بروتين التاو في الأشخاص الذين لم يناموا بنسبة 17%، مقارنة بنسبة 2% في الأشخاص الذين ناموا.
وقال المشرف العام على الدراسة الدكتور جوناثان سيدرنيس: «يعاني كثير منا من الأرق في بعض مراحل الحياة، ربما بسبب اختلاف التوقيت في الرحلات، أو السهر على مشروع ما، أو القيام بنوبات والعمل ليلا. تشير دراستنا الاستكشافية إلى أن فقدان نوم ليلة واحدة فقط يزيد من مستوى التاو في الدم بالنسبة للأشخاص الأصحاء، وهو ما قد يؤثر على المدى البعيد في الإصابة بالخرف أو الزهايمر».
وبحسب ما نقله موقع «RT»، أكد سيديرنيس أنه يتعين إجراء دراسات مستقبلية لمعرفة المدة التي تستغرقها مستويات التاو المرتفعة لتؤدي في النهاية إلى مستويات الزهايمر، وأضاف: «توفر مثل هذه الدراسات نظرة أساسية ثاقبة حول ما إذا كان التدخل العلاجي في مراحل مبكرة للحصول على نوم جيد يقلل من خطر إصابة شخص ما بالزهايمر».