كتاب ومقالات

دماء في المزاد

اسعد

أسعد عبدالكريم الفريح

قتل سليماني سفير الموت المتنقل المخلوق المجرم من رأسه إلى أخمص قدميه، لم أقل الإنسان؛ لأنه لا يستحق، فهو مخلوق مجرد من الرجولة والإنسانية بمعانيها، خصوصاً بمفهومها الأدبي والأخلاقي، ضجت وسائل الإعلام بالتعليقات وبالذات المنقولة عن مسؤولين من إيران أو من وكلائها يهددون العالم الذي أصلاً ثلثه أعمى، وهو الذي لا يسمع لومة لائم في حب وخدمة دولة المؤامرات إيران وثلثه أعور وهو الذي يعلم بسيئاتها ويصمت والساكت عن الحق شيطان أخرس.

والثلث الأخير هو المبصر، والذي تقوده مملكة الخير. وقد قام الثلث الأعمى والذي يموت في دباديب إيران بالتصريح بالويل والثبور والتهديد بالنيل من أمريكا ومصالحها، وهم يلمحون إلى دول احترمت إرادتها، وقالت بكل صراحة ودون مواربة رأيها في إيران وزبانيتها حزب الله والحوثيين. قتل المذكور وهو دون ريب في مهمة شريرة وليس في نزهة أو زيارة ودية بل يتنقل بكل أريحية من محطة إلى أخرى، لا يشغل باله إلا من سيقتل وكيف يقتل من الأبرياء بدم بارد، وقلب ميت فيداه وأيدي أعوانه ملطخة بدماء الأبرياء العراقيين وغيرهم. لقد أقامت له حماس سرادق عزاء ووصف هنية المجرم بشهيد القدس، فماذا قدم هو وإيران للقضية الفلسطينية؟! لكنه الحب الأعمى، سابقاً قلت البركة جفت وبانت ضفادعها، فلنلقن الضفادع درساً لا ينسونه، فلا مال ولا مواقف لناكري الجميل، ها نحن سايرنا الأمم المتحيزة وقمنا بخفض التصعيد على الحوثيين فهل احترموا ذلك، إنهم يهددون بالثأر لسليماني وهم لا يرون عدواً إلا جارتهم المملكة، إنهم في حاجة إلى ضربة لا تبقي ولا تذر وتستهدف مقراتهم وقادتهم، ودعوا العالم ومراعاة خاطرهم فلينددوا ويشجبوا فمن يده في الماء ليس كمن يده في النار، نعم قادتنا حريصون على أرواح المدنيين ولكنَّ الحوثيين فاهمون صبر المملكة خطأ، فليذوقوا المر وأقوى أنواع التأديب، فهذا ما جنته أيديهم ولا سلام على الظالمين، وأخيراً هل دم سليماني فاخر ودم العراقيين زهيد.