مقال (خُورافي)!
الأربعاء / 20 / جمادى الأولى / 1441 هـ الأربعاء 15 يناير 2020 01:37
ريهام زامكه
الكثير من الناس يؤمنون بالخرافات والأوهام إلى درجة أنها قد أصبحت لديهم حقائق ومُسلمات مطلقة ومن الصعب عليك أن تقنعهم بعدم صحتها وأنها مجرد أكاذيب اخترعوها ثم آمنوا بها في عقولهم وصدقوها.
فعدم القدرة على التفكير، والتمييز بين الجهل والمعرفة، والخطأ والصواب لدى البعض مُتعب جداً، لذلك قبولهم بتفسير خارق للعقل وللمنطق وللطبيعة هو أسهل من محاولتهم لفهمه.
وعلى مر العصور والأزمان توارث الأجيال الأساطير، والحكايات، والخزعبلات، والخُرافات، وفي طفولتنا كانت الخُرافة بالذات حاضرة فتربينا على تصديقها والإيمان بها مجبرين لا مخيرين على الإطلاق، ربما (لهبلِنا) أو لأن الإنسان (بشحمه ولحمه) هو كومة من الخرافات أيضاً!
وعلى سبيل (الخُرافة) الحكة في باطن اليد اليمنى تعني أنك على موعد سلام وتسامح ومصافحة مع شخص غائب أو بعيد لم تره منذ مدة، وأما لو كانت في اليد اليسرى فأنت على وشك تسلُم أو صرف مبلغ مالي!
واعترف أنني قد (تبرجلت) فالآن تحديداً أكتب لكم وكلتا يديَّ تحكانني بالإضافة إلى (طبلة) أذني (المعطوبة) ولا أدري ما تفسير ذلك ولكن للاحتياط اللهم اجعله خيراً.
وهناك خرافة أخرى تُحدد من وضعية حذائك، فإن وجدت حذاء فوق الآخر وقد أصبح باتجاه معين وواضح فبالتأكيد تنتظرك رحلة سفر لتلك الجهة، وللأسف أكتب وأنا حافية القدمين.
والخُرافة الأكثر انتشاراً هي رفة العين، فمن شدة التوتر أو الإرهاق أحيانا قد تصاب عضلات الجفن بحركات سريعة ولا إرادية متتالية، إلا أن البعض يفسرها بأنه قد قرُب لقاؤك بشخص تُحبه وعزيز على قلبك، وسوف أُصادق على هذه الخُرافة تحديداً وأنا أغني (عيني ترف وبشرتني بغالي) ثم أنام إلى أن تقترب الساعة ويحين اللقاء.
والخُرافة العُنصرية والمُصدقة كثيراً حتى يومنا هذا عند الغالبية هي أن القطة السوداء ليست قطة بل هو جنّي، لاعتقادهم أنها شريرة وتجلب الشؤم والحظ السيئ، وأنا أرى أن القطط بريئة من هذه التهمة وأن بعض البشر هُم الجّن والله.
وهناك خُرافة منتشرة بين النساء في دلق القهوة أو انسكابها على إحداهن بأنها فأل خير بكل تأكيد، واذكر في يوم كنت حاضرة في مناسبة وكما يقولون على (سنقة عشرة)، وجلست إلى جانبي صديقة مرجوجة وشبه مهبولة انتفضت وكأنما تلبسها جنّي ما أن سمعت (الطقاقة) تقول: (أشرلي بالمنديل ياهووو) فسكبت عليّ القهوة، لكني ما انتظرت الخير ولا أعطيتها فرصة لترقص بمنديلها وتُأشر به قبل أن ألعن (سنسفيلها) لأنها قد أفسدت (كشختي).
والنقر على الخشب أيضاً خُرافة من أكثر الخرافات انتشاراً وتداولاً بيننا، لأنها من المعتقدات التي تمنع عنا العين والحسد.
لذا لو تكرمتم؛ بعدما تنتهون من قراءة هذا المقال (الخُورافي) انقروا على الخشب، لا أدري لماذا ولكن من خاف سِلم فالواحد اللي فيه مكفيه، رجاءً يعني.
* كاتبة سعودية
Rehamzamkah@yahoo.com
فعدم القدرة على التفكير، والتمييز بين الجهل والمعرفة، والخطأ والصواب لدى البعض مُتعب جداً، لذلك قبولهم بتفسير خارق للعقل وللمنطق وللطبيعة هو أسهل من محاولتهم لفهمه.
وعلى مر العصور والأزمان توارث الأجيال الأساطير، والحكايات، والخزعبلات، والخُرافات، وفي طفولتنا كانت الخُرافة بالذات حاضرة فتربينا على تصديقها والإيمان بها مجبرين لا مخيرين على الإطلاق، ربما (لهبلِنا) أو لأن الإنسان (بشحمه ولحمه) هو كومة من الخرافات أيضاً!
وعلى سبيل (الخُرافة) الحكة في باطن اليد اليمنى تعني أنك على موعد سلام وتسامح ومصافحة مع شخص غائب أو بعيد لم تره منذ مدة، وأما لو كانت في اليد اليسرى فأنت على وشك تسلُم أو صرف مبلغ مالي!
واعترف أنني قد (تبرجلت) فالآن تحديداً أكتب لكم وكلتا يديَّ تحكانني بالإضافة إلى (طبلة) أذني (المعطوبة) ولا أدري ما تفسير ذلك ولكن للاحتياط اللهم اجعله خيراً.
وهناك خرافة أخرى تُحدد من وضعية حذائك، فإن وجدت حذاء فوق الآخر وقد أصبح باتجاه معين وواضح فبالتأكيد تنتظرك رحلة سفر لتلك الجهة، وللأسف أكتب وأنا حافية القدمين.
والخُرافة الأكثر انتشاراً هي رفة العين، فمن شدة التوتر أو الإرهاق أحيانا قد تصاب عضلات الجفن بحركات سريعة ولا إرادية متتالية، إلا أن البعض يفسرها بأنه قد قرُب لقاؤك بشخص تُحبه وعزيز على قلبك، وسوف أُصادق على هذه الخُرافة تحديداً وأنا أغني (عيني ترف وبشرتني بغالي) ثم أنام إلى أن تقترب الساعة ويحين اللقاء.
والخُرافة العُنصرية والمُصدقة كثيراً حتى يومنا هذا عند الغالبية هي أن القطة السوداء ليست قطة بل هو جنّي، لاعتقادهم أنها شريرة وتجلب الشؤم والحظ السيئ، وأنا أرى أن القطط بريئة من هذه التهمة وأن بعض البشر هُم الجّن والله.
وهناك خُرافة منتشرة بين النساء في دلق القهوة أو انسكابها على إحداهن بأنها فأل خير بكل تأكيد، واذكر في يوم كنت حاضرة في مناسبة وكما يقولون على (سنقة عشرة)، وجلست إلى جانبي صديقة مرجوجة وشبه مهبولة انتفضت وكأنما تلبسها جنّي ما أن سمعت (الطقاقة) تقول: (أشرلي بالمنديل ياهووو) فسكبت عليّ القهوة، لكني ما انتظرت الخير ولا أعطيتها فرصة لترقص بمنديلها وتُأشر به قبل أن ألعن (سنسفيلها) لأنها قد أفسدت (كشختي).
والنقر على الخشب أيضاً خُرافة من أكثر الخرافات انتشاراً وتداولاً بيننا، لأنها من المعتقدات التي تمنع عنا العين والحسد.
لذا لو تكرمتم؛ بعدما تنتهون من قراءة هذا المقال (الخُورافي) انقروا على الخشب، لا أدري لماذا ولكن من خاف سِلم فالواحد اللي فيه مكفيه، رجاءً يعني.
* كاتبة سعودية
Rehamzamkah@yahoo.com