5 جيوش قضت في عملية سليماني !
الخميس / 21 / جمادى الأولى / 1441 هـ الخميس 16 يناير 2020 01:04
محمد الساعد
خلال العقدين الماضيين توسعت جيوش قاسم سليماني الرجل الغامض في النظام الإيراني ممتدة من حدود أفغانستان إلى حدود مصر مع غزة، مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، وقافزاً إلى صعدة وسط اليمن، حتى أضحى «سليماني» يقود إلى قبل مقتله بلحظات خمسة جيوش في المنطقة: «عزالدين القسام التابع لحماس، مليشيا حزب الله، مليشيا الحوثيين، مليشيا الحشد الشعبي في العراق، والحرس الثوري الإيراني».
لم يكن قاسم سليماني جنرالاً إيرانياً فحسب، بل كان إمبراطوراً غير متوج في بغداد ودمشق وبيروت وغزة، ويرأس فعلياً بشار الأسد وحسن نصرالله والحوثي وإسماعيل هنية وكثيراً من سياسيي العراق.
سليماني استفاد من سيولة شديدة شهدتها المنطقة أدت إلى دخول دول التخوم «تركيا - إيران» إلى الإقليم العربي، ولم يكن ليحدث ذلك لولا الهزات العنيفة -المقصودة- التي نفذت خلال العقود الأربعة الماضية.
يبرز سؤال دائم: لماذا لا تنظر إيران للعالم من خلال أفغانستان وهي دولة حدودية وتتشارك معها في جزء من أصولها العرقية وامتداد جغرافي وسكاني حقيقي بدلا من العراق، ولماذا لا تنظر تركيا هي أيضا إلى العالم من خلال أوروبا أو من خلال البسفور شمالاً نحو الجهوريات الجرجانية والطورانية بدلاً من سوريا.
الطموح الإيراني «الإمبراطوري» هو المحدد الأساس في علاقة إيران بالمنطقة، ويخطئ من يعتقد أن التشيع السياسي وتصدير الثورة هما مشروعا طهران الحقيقيان، هما ليسا سوى وسيلتين للوصول إلى الحلم التاريخي باستعادة إمبراطورية «كسرى» بكل حدودها الجغرافية التي تضم إيران اليوم والعراق والكويت وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين ومصر واليمن، ولذلك فإن النظرة نحو عرب الجزيرة العربية وخصوصاً ورثتهم «السعوديين» هي نظرة عداء وانتقام؛ لأن أجدادهم تسببوا في إسقاط الإمبراطورية الفارسية.
لا شك أن موت سليماني خلّف أيتاما بالجملة في المنطقة، لم يستوعبها الإيرانيون أنفسهم فما بالنا بحماس وحزب الله والحشد والحوثيين، لقد أسس سليماني جيوشه الخمسة تحت عقيدة دينية متطرفة وصارمة، فهو يعي أن أي مشروع «سياسي عسكري» لا بد أن يحمله على كتفيه مشروع ديني يستطيع أن يؤجج المشاعر ويلهبها ويعدها بالنعيم والجنان في حال الموت من أجل القضية «الفارسية»، هذه الرسالة لم تكن موجهة للمنخرطين في الحروب فقط، بل للحواضن الشعبية التي تتجمع في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة.
السؤال الكبير كيف سيكون سلوك هذه الجيوش أو المليشيات التي كانت تتحرك ضمن منظومة واحدة وتؤدي أدواراً مركبة ومعقدة لخدمة قضايا طهران، فعند إرسال الصواريخ للحوثيين على سبيل المثال، كان لا بد أن تتحرك عبر خمسة جيوش، ويمر الصاروخ أو الأسلحة المهربة من طهران عابراً العراق وسوريا إلى لبنان، دولة فدولة في عمليات لوجستية حتى يصل إلى مرافئ حزب الله السرية حيث يتم تجميعه وتمويهه وإرساله إلى صعدة في اليمن.
في حرب سليماني على السعودية -العدو رقم واحد له- لم تكن مهام مليشياته عسكرية فقط، بل امتدت إلى محاور عدة.
الأول: الحرب الإعلامية والاغتيال المعنوي عبر تسخير عشرات الآلاف من اتباع مليشيا الحشد وحماس مع مساندة في سوريا ولبنان لإغراق المملكة بملايين الرسائل والشائعات السلبية لزعزعة الثقة وبناء مناخ من الخوف والإحباط.
الثاني: لم تنحصر مسؤوليات سليماني وجيوشه الخمسة في إثارة الاضطرابات والعمليات الإرهابية وتدريب الخونة وتهريب الأسلحة، بل تضمنها تهريب عشرات الملايين من المواد المخدرة والمسكرة إلى السعودية، هل تتذكرون أطنان حبوب الهلوسة والحشيش التي حاولوا تهريبها من أفغانستان وسوريا ولبنان والعراق إلى المملكة؟ لقد كانت أحد أوجه الحرب على السعوديين.
في حقيقة الأمر وبعد أسبوعين من مقتل سليماني لا أحد يستطيع أن يجزم ماذا سيكون مصير أكثر من مليون «مرتزق» كانوا يتبعونه في خمس دول، وكيف يمكن لخليفته إدارة هذه التركيبة المعقدة المليئة بالأسرار التي بناها سليماني في أربعين سنة وقضت في ثوانٍ قليلة.
لم يكن قاسم سليماني جنرالاً إيرانياً فحسب، بل كان إمبراطوراً غير متوج في بغداد ودمشق وبيروت وغزة، ويرأس فعلياً بشار الأسد وحسن نصرالله والحوثي وإسماعيل هنية وكثيراً من سياسيي العراق.
سليماني استفاد من سيولة شديدة شهدتها المنطقة أدت إلى دخول دول التخوم «تركيا - إيران» إلى الإقليم العربي، ولم يكن ليحدث ذلك لولا الهزات العنيفة -المقصودة- التي نفذت خلال العقود الأربعة الماضية.
يبرز سؤال دائم: لماذا لا تنظر إيران للعالم من خلال أفغانستان وهي دولة حدودية وتتشارك معها في جزء من أصولها العرقية وامتداد جغرافي وسكاني حقيقي بدلا من العراق، ولماذا لا تنظر تركيا هي أيضا إلى العالم من خلال أوروبا أو من خلال البسفور شمالاً نحو الجهوريات الجرجانية والطورانية بدلاً من سوريا.
الطموح الإيراني «الإمبراطوري» هو المحدد الأساس في علاقة إيران بالمنطقة، ويخطئ من يعتقد أن التشيع السياسي وتصدير الثورة هما مشروعا طهران الحقيقيان، هما ليسا سوى وسيلتين للوصول إلى الحلم التاريخي باستعادة إمبراطورية «كسرى» بكل حدودها الجغرافية التي تضم إيران اليوم والعراق والكويت وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين ومصر واليمن، ولذلك فإن النظرة نحو عرب الجزيرة العربية وخصوصاً ورثتهم «السعوديين» هي نظرة عداء وانتقام؛ لأن أجدادهم تسببوا في إسقاط الإمبراطورية الفارسية.
لا شك أن موت سليماني خلّف أيتاما بالجملة في المنطقة، لم يستوعبها الإيرانيون أنفسهم فما بالنا بحماس وحزب الله والحشد والحوثيين، لقد أسس سليماني جيوشه الخمسة تحت عقيدة دينية متطرفة وصارمة، فهو يعي أن أي مشروع «سياسي عسكري» لا بد أن يحمله على كتفيه مشروع ديني يستطيع أن يؤجج المشاعر ويلهبها ويعدها بالنعيم والجنان في حال الموت من أجل القضية «الفارسية»، هذه الرسالة لم تكن موجهة للمنخرطين في الحروب فقط، بل للحواضن الشعبية التي تتجمع في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة.
السؤال الكبير كيف سيكون سلوك هذه الجيوش أو المليشيات التي كانت تتحرك ضمن منظومة واحدة وتؤدي أدواراً مركبة ومعقدة لخدمة قضايا طهران، فعند إرسال الصواريخ للحوثيين على سبيل المثال، كان لا بد أن تتحرك عبر خمسة جيوش، ويمر الصاروخ أو الأسلحة المهربة من طهران عابراً العراق وسوريا إلى لبنان، دولة فدولة في عمليات لوجستية حتى يصل إلى مرافئ حزب الله السرية حيث يتم تجميعه وتمويهه وإرساله إلى صعدة في اليمن.
في حرب سليماني على السعودية -العدو رقم واحد له- لم تكن مهام مليشياته عسكرية فقط، بل امتدت إلى محاور عدة.
الأول: الحرب الإعلامية والاغتيال المعنوي عبر تسخير عشرات الآلاف من اتباع مليشيا الحشد وحماس مع مساندة في سوريا ولبنان لإغراق المملكة بملايين الرسائل والشائعات السلبية لزعزعة الثقة وبناء مناخ من الخوف والإحباط.
الثاني: لم تنحصر مسؤوليات سليماني وجيوشه الخمسة في إثارة الاضطرابات والعمليات الإرهابية وتدريب الخونة وتهريب الأسلحة، بل تضمنها تهريب عشرات الملايين من المواد المخدرة والمسكرة إلى السعودية، هل تتذكرون أطنان حبوب الهلوسة والحشيش التي حاولوا تهريبها من أفغانستان وسوريا ولبنان والعراق إلى المملكة؟ لقد كانت أحد أوجه الحرب على السعوديين.
في حقيقة الأمر وبعد أسبوعين من مقتل سليماني لا أحد يستطيع أن يجزم ماذا سيكون مصير أكثر من مليون «مرتزق» كانوا يتبعونه في خمس دول، وكيف يمكن لخليفته إدارة هذه التركيبة المعقدة المليئة بالأسرار التي بناها سليماني في أربعين سنة وقضت في ثوانٍ قليلة.