فيلم «ثورتي المسروقة».. يفضح سوءات ملالي طهران
الخميس / 21 / جمادى الأولى / 1441 هـ الخميس 16 يناير 2020 04:00
علا الشيخ - ناقدة سينمائية ola_k_alshekh@
فصل السياسة عن الفن وتحديداً في السينما لا ينجح كثيراً، وخير مثال على ذلك السينما الإيرانية المعارضة، والتي تسير بخطى الخوف، وتصر على إيصال معاناة الشعب الذي يقبع تحت سيطرة نظام مستبد طائفي، وأصدق وصف لهذا، هو المقعد الخالي الذي كان حاضرا في الدورة 65 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، والمكتوب باسم المخرج الإيراني جعفر بناهي، وهو المحكوم بالإقامة الجبرية، ما منعه من الحضور لمشاهدة فيلمه «تاكسي» الفائز حينها بجائزة الدب الذهبي.
ومع المحاولات الدؤوبة للشعب الإيراني حاليا في الثورة على نظام الملالي، لا ضير من العودة بالذاكرة السينمائية إلى الفيلم الوثائقي (ثورتي المسروقة) للمخرجة الإيرانية ناهد برسون، وهو من الأفلام التي تتمنى أن يشاهدها كل العالم، لكمية التفاصيل التي يحملها ولا يتصورها عقل، لحكاية 5 معتقلات إيرانيات سابقات وسادستهن المخرجة، حلمن يوما بإيران أجمل، فجاءتهم صفعة الخميني التي أودت بهن في السجون الإيرانية في مدة راوحت بين 10 إلى 15 عاماً وبعد 30 عاماً من فرارهن، قررت المخرجة أن تبحث عنهن، فلديها معهن قصة، فهي التي استطاعت أن تهرب هي وابنتها الرضيعة إلى السويد قبل أن يعتقلها نظام الخميني، فاعتقل شقيقها بدلاً عنها، وأعدمه وهو لم يتجاوز الـ17 من عمره، لتنقل حكايتهن جميعا والمليئة بالأسى لنماذج فتيات ذقن معنى المرارة من أناس اعتقدوا يوماً أنهم يحلمون مثلهم ببلد أجمل، غير أنهن اكتشفن أنهن ركبوا نجاح ثورة أطاحت بالشاه ليصعدوا هم إلى السلطة ويبدأن بتعذيب كل من يفكر مثل (بارفانيه، ونازليه، وسودابيه، ومنيريه، وأزار) هذه أسماؤهن التي من الممكن أن تشبه أسماء كثيرة لم يسعفهن ضوء كاميرا ليلتقط معاناتهن، واستطعن بكل جرأة أن يروين حكاياتهن، التي تشبه بعضها إلى حد كبير، فالقصص بالفعل تتشابه، إذ كانت طريقة التعذيب واحدة.
أصعب المشاهد في الفيلم عندما يعدن بذاكرتهن إلى حكايات اغتصابهن، تقول إحداهن «كنت أقاوم كل أساليب التعذيب، وأعود إلى الغرفة ألتصق برفيقاتي وأنام جالسة، إلا في يوم اقتدت معصوبة العينين، وتم اغتصابي، هنا بدأ الخوف». ومن أساليب التعذيب أيضا ما يسمى بالقبور المفتوحة أو التابوت، تقول إحداهن «يتم عصب عيوننا، وربط أيادينا وأرجلنا، ورمينا في حفرة بالكاد تتسع لحجم أجسامنا، ولا يجوز أن نتحرك، فنحن أموات.. كل يوم يأتي ويوهمنا أننا في البرزخ وعلينا التوبة» فيما تقول أخرى: «أتذكر صوت الإعدام، كان يحدث مرتين بالأسبوع».
ومع تلك النماذج من القصص، يتكرر مشهدان طوال رحلة الذكريات هذه؛ المشهد الأول حين استطاعت إحداهن أن تحتفظ بالعصبة التي كانت تغطي عينيها، رغما عنها قبل أي نوع من التعذيب، والمشهد الثاني خاص بمجسم من الصلصال صنعته إحداهن، يجسد شكل المعتقل، والغرفة التي كان ينام فيها أكثر من 100 امرأة.
ومع المحاولات الدؤوبة للشعب الإيراني حاليا في الثورة على نظام الملالي، لا ضير من العودة بالذاكرة السينمائية إلى الفيلم الوثائقي (ثورتي المسروقة) للمخرجة الإيرانية ناهد برسون، وهو من الأفلام التي تتمنى أن يشاهدها كل العالم، لكمية التفاصيل التي يحملها ولا يتصورها عقل، لحكاية 5 معتقلات إيرانيات سابقات وسادستهن المخرجة، حلمن يوما بإيران أجمل، فجاءتهم صفعة الخميني التي أودت بهن في السجون الإيرانية في مدة راوحت بين 10 إلى 15 عاماً وبعد 30 عاماً من فرارهن، قررت المخرجة أن تبحث عنهن، فلديها معهن قصة، فهي التي استطاعت أن تهرب هي وابنتها الرضيعة إلى السويد قبل أن يعتقلها نظام الخميني، فاعتقل شقيقها بدلاً عنها، وأعدمه وهو لم يتجاوز الـ17 من عمره، لتنقل حكايتهن جميعا والمليئة بالأسى لنماذج فتيات ذقن معنى المرارة من أناس اعتقدوا يوماً أنهم يحلمون مثلهم ببلد أجمل، غير أنهن اكتشفن أنهن ركبوا نجاح ثورة أطاحت بالشاه ليصعدوا هم إلى السلطة ويبدأن بتعذيب كل من يفكر مثل (بارفانيه، ونازليه، وسودابيه، ومنيريه، وأزار) هذه أسماؤهن التي من الممكن أن تشبه أسماء كثيرة لم يسعفهن ضوء كاميرا ليلتقط معاناتهن، واستطعن بكل جرأة أن يروين حكاياتهن، التي تشبه بعضها إلى حد كبير، فالقصص بالفعل تتشابه، إذ كانت طريقة التعذيب واحدة.
أصعب المشاهد في الفيلم عندما يعدن بذاكرتهن إلى حكايات اغتصابهن، تقول إحداهن «كنت أقاوم كل أساليب التعذيب، وأعود إلى الغرفة ألتصق برفيقاتي وأنام جالسة، إلا في يوم اقتدت معصوبة العينين، وتم اغتصابي، هنا بدأ الخوف». ومن أساليب التعذيب أيضا ما يسمى بالقبور المفتوحة أو التابوت، تقول إحداهن «يتم عصب عيوننا، وربط أيادينا وأرجلنا، ورمينا في حفرة بالكاد تتسع لحجم أجسامنا، ولا يجوز أن نتحرك، فنحن أموات.. كل يوم يأتي ويوهمنا أننا في البرزخ وعلينا التوبة» فيما تقول أخرى: «أتذكر صوت الإعدام، كان يحدث مرتين بالأسبوع».
ومع تلك النماذج من القصص، يتكرر مشهدان طوال رحلة الذكريات هذه؛ المشهد الأول حين استطاعت إحداهن أن تحتفظ بالعصبة التي كانت تغطي عينيها، رغما عنها قبل أي نوع من التعذيب، والمشهد الثاني خاص بمجسم من الصلصال صنعته إحداهن، يجسد شكل المعتقل، والغرفة التي كان ينام فيها أكثر من 100 امرأة.