رياضة

تصوير «المعسرين» لفتة حانية أم انقلاب على المعاني الإنسانية؟

د. عبدالعزيز الخالد

أميرة المولد (الطائف) amerhalmwlad@

فيما يرى البعض أنها لفتة حانية، يصفها البعض الآخر بالتحدي السافر والانقلاب على المعاني الإنسانية باستغلال ظروف اللاعبين، وغيابهم عن المشهد الرياضي لتسليط الضوء على أوضاعهم بدافع الشهرة وحصد المتابعات والإعجاب.

«عكاظ» تفتح ملف تصويراللاعبين للتعرف على الرأي الاجتماعي والقانوني حول هذه الظاهرة، خاصة أن قبول الشخص بالتصوير لا تترتب عليه الموافقة على النشر.

في البداية عزا الكابتن عبدالهادي الحداد حارس مرمى النادي الأهلي والمنتخب سابقا، مسببات استغلال ظروف اللاعبين إلى صغر سن صاحب الحساب أو جهله بما يترتب على ما يقوم به من أذى نفسي للاعب وعائلته من إهانه لكرامته، أو يكون صاحب الحساب يعمل بحسن نية لخدمة اللاعب وهو في الواقع يضر به دون قصد وفي الحالتين لابد من التوعية والإرشاد وإيضاح الموضوع له حتى لا يتكرر.

وقال: «الفئة الأهم المتسلقون على أحزان الناس بقصد كسب المتابعين أو الظهور بأي وسيلة وهذا النوع السيئ تجب ملاحقته قانونيا ومعاقبته لأنه يسيء عمدا للاعب ولكرامته وأهله وهذا غير مرضٍ سواء دينيا أو قانونيا، وأتوقع القضاء على هذه المشكلة بالتوعية أولا ثم بنبذ من يقوم بهذا السلوك المشين وتفعيل الجانب القانوني للمشكلة، وكذلك أرى وجوب وقوف الأندية وهيئة الرياضة مع اللاعبين المعسرين والقضاء على هذه الإشكالية وعدم دفع اللاعبين المحتاجين لمد اليد وطلب المساعدة من أهل الخير فهم كانوا نجوما سابقين وأجبرتهم ظروف الزمن على العوز والحاجة، ولهم كل الحق بالوقوف معهم ومساعدتهم ليعيشوا حياتهم بكل كرامة وعزة».

فيما قال رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية الرياضيين بمنطقة مكة المكرمة نصار الظاهري: «تم طرح هذا الموضوع في أحد اجتماعات مجلس الإدارة وفعلاً يوجد أشخاص للأسف يستغلون ظروف بعض اللاعبين للتربح ووجدنا الحل أن نحذر اللاعبين من التصوير مع أي شخص غريب. نحن في الجمعية نعمل بسرية تامة ولا نفصح عن أسماء اللاعبين المعسرين، وتوجد لجنة هي الوحيدة المطلعة على ملفاتهم، ونتطلع لتعاون الشارع الرياضي كاملا مع الجمعية وتحويل أي لاعب يمر بظروف صعبة إلى الجمعية والامتناع عن الدعم إلا من خلال الجمعية التي ترعى (57) لاعبا من مختلف الألعاب».

ويضيف المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد: «لا شك أن استغلال ظروف الرياضيين من قبل بعض مشاهير الميديا وقنوات التواصل الاجتماعي ممارسة غير شريفة، وتدل على وجود نية سيئة واستغلال لظروفهم للحصول على مزيد من الشهرة والانتشار بعيدا عن توجيهات الإسلام التي تحترم خصوصيات الناس، وعن أخلاقيات المهنة الإعلامية، وتتضاعف الخطورة عندما يعمد لتصوير الرياضي وعائلته ومسكنه والدخول في خصوصياته بشكل غير جيد البتة، واعتقد أنه من الواجب أن يكون هناك نظام مقنن بإشراف هيئة الرياضة بالتعاون مع هيئة الإعلام، وبالتالي تقنين هذا الانفلات والاستغلال، ومن المهم إنشاء مكتب للرياضيين القدامى ومن خدموا الرياضة في أي مجال يكون هو صلة الربط مع الهيئة للوقوف على كامل التفاصيل والظروف، وعدم ترك الموضوع لأصحاب وعشاق الشهرة على حساب الجوانب الإنسانية».

رأي قانوني

أوضح لـ«عكاظ» المحامي الدكتور خالد الحابوط أنه في حال تم تصوير الشخص وأخذ الإذن منه بالنشر في مواقع التواصل الاجتماعي فلا يعتبر ذلك تجاوزا أو تعديا على خصوصيته.

أما إذا تم تصويره ونشر المحتوى دون إذن بالنشر فإن المصور يقع تحت طائلة القانون، ومن حق الشخص المتضرر اتخاذ الإجراءات القانونية، ورفع دعوى أمام القضاء كون نشر المحتوى دون إذن يعتبر مخالفة صريحة حتى لو كان الهدف نبيلا.

وأضاف: «لو سلمنا أن اللاعب يحتاج للمساعدة فإنها تكون من خلال الجهات المرخصة، ومن هنا لا بد من إذكاء الوعي لدى الفرد والمجتمع في أن كلمة (المساعدة) شاملة وعامة، وجمع المساعدات المادية والعينية لا بد أن يكون بشكل رسمي، ومن يخالف التعاميم واللوائح من الممكن أن يقع تحت طائلة المساءلة».