الناس

ذوو الهمم.. تقبلوا اعتذاري

دلال كمال راضي

دلال كمال راضي

يا كاتبَ الحرفِ ماذا أنتَ تنتظرُ

آن الأوانُ لكي تأتي وتعتذرُ

فكم نسيتَ معاقاً رغم محنتهِ

ولستَ تهتمُ إنْ أودى بهِ الخطرُ

فما كتبتْ سطوراً عن حكايتهِ

وفي حكايتهِ لاحتْ لنا عِبَرُ

إلى المعاقِ كتبتُ الآن قافيتي

والوجدُ في القلبِ لا يُبقي ولا يذرُ

هذا اعتذاري، وما يُجديك معتذرٌ

فإنْ خذلتُكَ فأعلمْ أننا بشَرُ

لكنّ من شيمةِ الفرسانِ أنهمُ

إذا أتى مذنبٌ في حقهمْ غفروا

في زحمة الحياة، وتسارع الأحداث، وتوالي السنين التي تنسل من أعمارنا ونحن في غمرة سهونا وغفلتنا عن الكثير من التفاصيل حولنا تتراكم متاعبنا، وبين اليوم والغد تتمدد التفاصيل لتصبح مشاغلنا بلا حدود ولا حد، وبين مد المشاعر وجزرها تلوح في لحظة منسية بارقة ذكرى تقرع أجراس الضمير لينبض لوماً للنفس، يولّد ندماً يفضي إلى اعتذار نسطره بمداد القلوب تكفيرا عما اقترفنا من ذنوب، وعما أحدثنا من عيوب رغم نوايانا التي يعلم صفاءها علام الغيوب.

وها أنا أنثر اعتذاراتي لذي الهمة العالية..

أعتذر بصفتي إنسانة مقصرة في حقك شأنها شأن الكثيرين.

وأعتذر بصفتي معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة عن أي تقصير بدر مني في عملي ومعاملتي.

وأعتذر لأني لم أستطع أن أسخر قلمي في الكتابة عنك، رغم أن الكتابة يجب أن تكون حالة إنسانية خالصة تلامس معاناة أمثالك بالدرجة الأولى.

وأعتذر لأني خضت تجربة إنسانية جميلة ما زالت ذكرياتها محفورة في وجداني أثناء عملي معلمة ولكني لم أعطِ هذه التجربة حقها في الكتابة.

أخيراً أعتذر إن خانني حرفي فلم أكتب اعتذارا يليق بك، ويوضح ما اقترفت بحقك. أرجو أن تقبل اعتذاري.