عروض سياحية تبيع الوهم
مندوبوها ينتشرون في الأسواق
الجمعة / 22 / رجب / 1429 هـ الجمعة 25 يوليو 2008 02:27
عبدالرحمن الختارش - جدة, هاني اللحياني - مكة المكرمة, محمد سعيد الزهراني - الطائف, عارف الاحمري - خميس مشيط, عارف العضيلة - القصيم, رشيد الجار الله - حائل تصوير: ملفي الشهري
في احد المراكز التجارية الكبرى بمكة المكرمة استوقف شخص في هندام انيق المواطن فهد الزهراني الذي كان وقتها يتسوق برفقة عائلته مخاطباً اياه: هناك ثلاثة اسئلة اذا تمكنت من الاجابة عليها ستربح معنا هدايا فورية وتذاكر سفر واقامة في احد المنتجعات العربية الشهيرة. تفاجأ فهد بهذا العرض المغري خاصة في وجود خيارات وتلميحات بالاجابات الصحيحة وما ان اجاب على اسئلته السهلة حتى اعلن المسوق العربي باحتفالية لا تخلو من فرحة لاحظها كل من في السوق «فزت معنا بالجائزة» وبينما كان فهد ينتظر هديته الفورية ابلغه المسوق العربي:»لقد فزت معنا باكبر من الهدية الفورية بتذاكر السفر والاقامة في المنتجع الشهير» لم يصدق فهد اذنيه وسرعان ما حدد له موعدا في احد المراكز التجارية الكبرى بجدة لتسليمه «الجائزة الكبرى» مع التأكيد على حضور العائلة فرح فهد وعائلته بهذا العرض وتوقعوا ان يقضوا اجازة لم يقضوا مثلها من قبل فانطلق الى الموعد المحدد وهناك في المركز التجاري الكبير قدموا له اكواب العصير وبدا المكان مزدحما بالعائلات حتى ظهر المسوق وبدأ في اللعب على اوتار العروض التي تسيل لعاب الحاضرين وبعد حديث امتد لاكثر من ساعة طلب من فهد 50 ريالا مقابل عرض خاص بكبار الشخصيات الا ان فهد الذي بدأت تساوره الشكوك رفض دفع المبلغ بل طالب المسوق بجائزته الفورية التي وعده بها فقدم له سبيكة ذهبية, وما ان خرج من السوق حتى توجه الى اقرب محل لبيع الذهب والمجوهرات وعندما عرضها لم يتجاوز سعرها 11 ريالا لتنكشف امامه حيل النصب والاحتيال التي مارسها عليه وعلى كافة المتسوقين ذلك المسوق السياحي والغريب كما يقول فهد ان تلك العروض ما زالت تقدم على قدم وساق في مختلف «المولات» والمراكز التجارية ووكالات السفر والسياحة وسط حضور واقبال شديدين والادهى انها تحمل ختم الغرفة التجارية لاكسابها المصداقية التي تفتقر اليها.
عروض وهمية
هذه الواقعة التي يرويها فهد الزهراني وغيرها كثير مما سنطالعه خلال عرضنا لهذه القضية تلخص بجلاء تحايل بعض وكالات السفر والسياحة وعروض ما يسمى بـ»التايم شير» أي المشاركة بالوقت على عملائها المسافرين والسياحة بل ان هذا التحايل والتضليل العلني يصل مداه عندما تنظم هذه الوكالات حملاتها الدعائية الضخمة للترويج لعروضها الوهمية بين جمهور المتسوقين في الاسواق والمراكز التجارية ومكاتبها المنتشرة في كل مكان وعبر الصحف ومختلف وسائل الاعلام ولا احد يستطيع ان يمنع هذه الاعلانات من الناحية القانونية البحتة من الوصول الى الجمهور المستهدف فتمعن وكالات السفر والسياحة مع بداية الصيف وانطلاقة العائلات للخارج في تقديم عروضها الوهمية للقيام برحلات خارجية باسعار مخفضة تشمل الاقامة في اضخم الفنادق والوجبات والاستقبال في المطار ووسيلة النقل بالمجان وغيرها من الخدمات السياحية الاضافية وتروج لذلك في المراكز التجارية والشاليهات والمطاعم والفنادق والمدن الترفيهية وفي أي مكان يمكن ان تصل من خلاله للناس.
يروي خالد الشمري الذي تعرض لموقف مماثل فيقول: ذهبت في احد الايام بصحبة عائلتي الى احد المجمعات التجارية وهناك اعترضني عند بوابة الدخول مندوب لاحدى الشركات السياحية وقام باستعراض ما لديهم من خدمات وعروض للمسافرين رحلة باسعار لا تنافس الى تلك الدولة مع توفير السكن ووسيلة الانتقال وبعد ان نجح في اقناعي اعطاني استمارة قمت بتعبئتها ثم طلب مني ان احضر الى مكتبه صباحا بعد ان وصف لي موقعهم وبعد ان دفعت لهم مبلغ عشرة الاف ريال لي ولعائلتي ووصلت الى هناك تفاجأت بان جميع العروض التي اخبروني بها خلاف الواقع فاصبحنا نتبادل اللوم انا وزوجتي وابنائي فلا الفندق هو المستوى الموعود ولا استقبال في المطار ولا توصيل مما اضطرنا للانتقال الى فندق آخر واستئجار سيارة لتنقلاتنا وعند عودتنا الى ارض الوطن قمت بمراجعة مكتب الشركة وتقدمت بشكوى اليهم الا انني لم اجد نتيجة لشكواي حتى الآن.
يقول المواطن تعليقاً على هذا (المقلب) الذي شربه «ان أي شركة تحترم نفسها وتحترم عملاءها يجب الا تقحم نفسها في مثل هذه العروض الوهمية والتي اصبح الجميع يدرك انها ما هي الا تحايل وتدليس وضحك على الدقون.
50 ريالا
ويروي عبدالعزيز العنزي ان احد اقاربه تعرض لعملية نصب بطلها احد مندوبي شركة سياحية كان يتصيد الناس في مدخل مركز تجاري شهير فما ان دخل الى هناك حتى بدأ مندوب الشركة بتقديم عروضه الوهمية وكلامه المعسول فقرر صاحبنا خوض التجربة وقام بتسجيل بياناته الاسم وجهة العمل والدخل بعد ان دفع مبلغ 50 ريالا ضمانا للحضور مع زوجته وعندما حضرا في المكان والزمان المحددين وجدا الابواب مغلقة فاقنعته زوجته بنسيان الخمسين ريالا.
النصب «الناعم»
وقريباً من هذه الواقعة يروي عواد محمد الشمري عن اتصال فتاة عليه من احدى الدول العربية لتبلغه بفوزه بجائزة عن طريق السحب على اسماء نزلاء الفندق الذي يستضيفه.
الفتاة امعانا في النصب اتصلت عليه في رقم غرفته وبادرته بذكر اسمه الصريح والصحيح.
كما وجد العديد من الجمهور في ردهة الفندق فطلبت منه دفع مبلغ بسيط قبل ان يتم تسليمه الجائزة في حفل رسمي يقام غدا في نفس المكان الا ان شيئاً من ذلك لم يحدث.
بدلات اضافية
ويذكر يوسف المشعل ان ملاك الشقق المفروشة والفنادق والشاليهات والمنتجعات السياحية الاخرى اصبحوا يمارسون نفس الدور الذي تمارسه وكالات السفر والسياحة فهي تعلن عن اسعار حقيقية مخفضة للاقامة ولكن ما ان تقوم بالدفع حتى تتفاجأ بدفع خدمات اضافية لم تكن في الحسبان كبدل تكييف وخدمة المسبح الصيفي وبدل خدمة الانترنت وبدل وسائل ترفيه وتسلية.
ضحايا وارباح
ويروي عبدالعزيز عبدالله الغامدي: العام الماضي كنت في رحلة خارجية انا وافراد اسرتي وسافرنا عن طريق وكالة سياحية بعد ان قدموا لنا عرضا مغريا سواء على صعيد اسعار التذاكر او الاقامة والمواصلات ولكن لم اكن اتوقع ان الفندق بهذا السوء ورداءة الخدمات المقدمة فحاولت ان اتصل بالوكالة التي اقنعتني بهذا العرض ولكن كل واحد منهم يتنصل من المسؤولية حتى اكتشفت انها مجرد عروض وهمية الهدف الاساسي منها الربح لا غير.
ولوجدي حسن آل موسى (موظف) قصة اخرى مع العروض الوهمية التي تهدف الى اصطياد الكثير من راغبي السفر ببرامج سياحية مغرية يقول عن الخداع الذي تعرض له لقد خدعت فعلا وانجرفت لانني كنت ابحث عن وسيلة سهلة وبرنامج يكون معقولا لكي اصطاف في احدى الدول العربية كان اللقاء بيننا صدفة في احد المجمعات التجارية تقدم نحوي رجل قائلاً: تفضل هل تريد قضاء احلى صيف واحلى اجازة في برنامج مميز وبدون ان تدفع الكثير.. قلت له: ارني ما لديك فاخذ يعرض عليّ من هذا الكلام.. الى ان قمت بتعبئة استمارة خاصة بالشركة وطلب مني الحضور في صالة وصف لي عنوانها وحدد موعد الحضور ووعدوني برحلة سياحية فارهة والسكن في ارقى الفنادق ولكن مع الاسف لم اكتشف زيف وخداع هؤلاء الا بعد ان وصلت الى تلك الدولة وكانت الحقيقة التي اصطدمت بها حيث لا خصومات ولا مزايا ولا شيء مما ذكر لي.
والآن بعد استعراضنا لهذه الوقائع, ماذا يقول المسؤولون عن هذا الذي يحدث ويتكرر في كل صيف او اجازة؟
لجنة وكلاء السفر تحذر
لجنة وكلاء السفر والسياحة بغرفة جدة تحذر كافة المسافرين للخارج بتوخي الحذر وعدم الوقوع في فخ برامج بعض المكاتب من اعلاناتها الوهمية مشددة على ضرورة رصد هذه الاعلانات من قبل هيئة الطيران المدني ومعاقبة أصحابها ووضع آلية لوقفها.
التأكد من المصداقية
وفي هذا السياق قال رضوان عبدالله رضوان (مدير وكالة سفر) أنه يجب على كل مسافر التأكد أولا من مصداقية الوكالة المعلنة بأن يكون لها ترخيص رسمي لمزاولة هذا النشاط حتى يمكن الرجوع إليه في حالة حدوث مشكلة في تنفيذ البرنامج السياحي المتفق عليه كذلك توخي الحذر من الجهة التي تقوم بالحجز وتجنب حجز الفنادق والرحلات السياحية عن طريق الانترنت حيث ان العديد من هذه المواقع وهمية تقوم بعرض أسعار مغرية بهدف الحصول على رقم بطاقة الائتمان لسحب المبلغ من رصيد العميل وعدم التعامل مع وسطاء أو مكاتب ليست لديها صفة رسمية في حجز الفنادق أو البرامج السياحية حيث هناك بعض المكاتب ليست هي وكالات سياحية أصلاً وانما تدعي ذلك فقط.
ملاحقة قضائية
رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالطائف يؤكد بدوره على أهمية التأكد من محتوى تلك البرامج قبل التصديق عليها من مختلف الإدارات التنفيذية بالغرف التجارية.
وقال انهم سيلاحقون جميع الشركات الوهمية التي تستغل ختم الغرفة لتسويق برامجها الزائفة أمام الجهات النظامية محذراً في الوقت نفسه من عروض مثل هذه الشركات التي عادة ما تجد رواجاً في المنتزهات والأسواق والمراكز التجارية.
التايم شير
وإلى ذلك أوضح مدير قطاع الشؤون التجارية بالغرفة التجارية في مكة المكرمة سامي طيب ان هذه العروض تسمى بما يعرف بـ «التايم شير» المشاركة بالوقت وهو نظام أشبه ما يكون ببيع الوحدات السكنية بنظام طويل الأجل (يمتد لأكثر من 25 عاماً) وهو نظام عالمي معروف له ميزات جيدة إذ يمنح السائح خاصة الذي يتردد على بلد بعينه فرصة السكن طويل الأجل بسعر رمزي كما يوفر له السكن في منتجعات سياحية أخرى في بلدان غير البلد الذي تعاقد مع الشركة عليه من خلال آلية تمكنه من تبادل المواقع مشيرا الى ان الغرفة كانت قد أبلغت الهيئة العليا للسياحة ببعض ما يتعرض له المواطنون من خداع من قبل هذه الشركات ومواجهة الهيئة بمندوبي شركات (التايم شير) موضحاً ان بعض هذه الشركات يعمل بلا تصاريح مما يستوجب على المواطن ان يطلب التصريح الخاص بها بهدف التأكد من أنها تعمل بصفة رسمية.
مرجعية «الأياتا»
ومن جهته أوضح مصدر باللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة ان أكثر المشكلات التي تواجه هذه الشركات تكون في الاعتراض على جودة الخدمة المقترحة منها للعميل.
فما ان يصل المسافر إلى وجهته حتى تبدأ المشاكل في غياب العروض والخدمات الاضافية المتفق عليها فالفندق أقل من المستوى المطلوب والاستقبال في المطار ووسائل المواصلات لا وجود لهما ولكن مثل هذه المشكلات يوضح المصدر لا تحدث مع المتعاملين مع الوكالات الكبيرة لأنه يهمها في المقام الأول مصداقيتها وسمعتها في السوق.. الذي يحدث هو أن بعض الوكالات السياحية الصغيرة تصلها عروض مضللة من الخارج فتنساق وراءها دون ان تتأكد من مصداقيتها وتبدأ في تسويقها خاصة اذا كان هامش الربح جيدا حتى اذا جاء على حساب المصداقية.
والنقطة المهمة التي أشار المصدر إلى ضرورة التنبه لها هي السؤال ما إذا كانت الوكالة تحمل تصريحاً من (الاياتا) ذلك ان الوكالة التي تحمل تصريحا من (الاياتا) لها القدرة على التحقيق في المخالفة ورفع الضرر عن العميل.
أما الرأي القانوني حول هذه القضية فيوضحه المحامي علي العسيري قائلا ان تأمين خدمات السفر من بعض المكاتب يدخل في بند الايجاب ويعتبر عقداً يلزم التعويض ويحق للمتضرر اقامة دعوى حسب حجم الضرر الذي تعرض له، مؤكدا انه لا يمكن إيقاف الاعلانات عن السفر لأن السوق في المملكة سوق اقتصادي حر، كما ان هناك شركات ومؤسسات سياحية لديها القدرة على تنفيذ برامجها واعلاناتها.
وفي المقابل هناك فئة من المتلاعبين لا يمكن الحد من وجودهم إلا بالرقابة عبر وزارة التجارة.
واذا كانت متابعة مثل هذه القضايا في المحاكم لا تتم بالسرعة المطلوبة وتسير ببطء فإن مثل هذه المشكلات تحتاج إلى حسم فوري حتى يتم إيقاف مثل هذا الاحتيال.
عروض وهمية
هذه الواقعة التي يرويها فهد الزهراني وغيرها كثير مما سنطالعه خلال عرضنا لهذه القضية تلخص بجلاء تحايل بعض وكالات السفر والسياحة وعروض ما يسمى بـ»التايم شير» أي المشاركة بالوقت على عملائها المسافرين والسياحة بل ان هذا التحايل والتضليل العلني يصل مداه عندما تنظم هذه الوكالات حملاتها الدعائية الضخمة للترويج لعروضها الوهمية بين جمهور المتسوقين في الاسواق والمراكز التجارية ومكاتبها المنتشرة في كل مكان وعبر الصحف ومختلف وسائل الاعلام ولا احد يستطيع ان يمنع هذه الاعلانات من الناحية القانونية البحتة من الوصول الى الجمهور المستهدف فتمعن وكالات السفر والسياحة مع بداية الصيف وانطلاقة العائلات للخارج في تقديم عروضها الوهمية للقيام برحلات خارجية باسعار مخفضة تشمل الاقامة في اضخم الفنادق والوجبات والاستقبال في المطار ووسيلة النقل بالمجان وغيرها من الخدمات السياحية الاضافية وتروج لذلك في المراكز التجارية والشاليهات والمطاعم والفنادق والمدن الترفيهية وفي أي مكان يمكن ان تصل من خلاله للناس.
يروي خالد الشمري الذي تعرض لموقف مماثل فيقول: ذهبت في احد الايام بصحبة عائلتي الى احد المجمعات التجارية وهناك اعترضني عند بوابة الدخول مندوب لاحدى الشركات السياحية وقام باستعراض ما لديهم من خدمات وعروض للمسافرين رحلة باسعار لا تنافس الى تلك الدولة مع توفير السكن ووسيلة الانتقال وبعد ان نجح في اقناعي اعطاني استمارة قمت بتعبئتها ثم طلب مني ان احضر الى مكتبه صباحا بعد ان وصف لي موقعهم وبعد ان دفعت لهم مبلغ عشرة الاف ريال لي ولعائلتي ووصلت الى هناك تفاجأت بان جميع العروض التي اخبروني بها خلاف الواقع فاصبحنا نتبادل اللوم انا وزوجتي وابنائي فلا الفندق هو المستوى الموعود ولا استقبال في المطار ولا توصيل مما اضطرنا للانتقال الى فندق آخر واستئجار سيارة لتنقلاتنا وعند عودتنا الى ارض الوطن قمت بمراجعة مكتب الشركة وتقدمت بشكوى اليهم الا انني لم اجد نتيجة لشكواي حتى الآن.
يقول المواطن تعليقاً على هذا (المقلب) الذي شربه «ان أي شركة تحترم نفسها وتحترم عملاءها يجب الا تقحم نفسها في مثل هذه العروض الوهمية والتي اصبح الجميع يدرك انها ما هي الا تحايل وتدليس وضحك على الدقون.
50 ريالا
ويروي عبدالعزيز العنزي ان احد اقاربه تعرض لعملية نصب بطلها احد مندوبي شركة سياحية كان يتصيد الناس في مدخل مركز تجاري شهير فما ان دخل الى هناك حتى بدأ مندوب الشركة بتقديم عروضه الوهمية وكلامه المعسول فقرر صاحبنا خوض التجربة وقام بتسجيل بياناته الاسم وجهة العمل والدخل بعد ان دفع مبلغ 50 ريالا ضمانا للحضور مع زوجته وعندما حضرا في المكان والزمان المحددين وجدا الابواب مغلقة فاقنعته زوجته بنسيان الخمسين ريالا.
النصب «الناعم»
وقريباً من هذه الواقعة يروي عواد محمد الشمري عن اتصال فتاة عليه من احدى الدول العربية لتبلغه بفوزه بجائزة عن طريق السحب على اسماء نزلاء الفندق الذي يستضيفه.
الفتاة امعانا في النصب اتصلت عليه في رقم غرفته وبادرته بذكر اسمه الصريح والصحيح.
كما وجد العديد من الجمهور في ردهة الفندق فطلبت منه دفع مبلغ بسيط قبل ان يتم تسليمه الجائزة في حفل رسمي يقام غدا في نفس المكان الا ان شيئاً من ذلك لم يحدث.
بدلات اضافية
ويذكر يوسف المشعل ان ملاك الشقق المفروشة والفنادق والشاليهات والمنتجعات السياحية الاخرى اصبحوا يمارسون نفس الدور الذي تمارسه وكالات السفر والسياحة فهي تعلن عن اسعار حقيقية مخفضة للاقامة ولكن ما ان تقوم بالدفع حتى تتفاجأ بدفع خدمات اضافية لم تكن في الحسبان كبدل تكييف وخدمة المسبح الصيفي وبدل خدمة الانترنت وبدل وسائل ترفيه وتسلية.
ضحايا وارباح
ويروي عبدالعزيز عبدالله الغامدي: العام الماضي كنت في رحلة خارجية انا وافراد اسرتي وسافرنا عن طريق وكالة سياحية بعد ان قدموا لنا عرضا مغريا سواء على صعيد اسعار التذاكر او الاقامة والمواصلات ولكن لم اكن اتوقع ان الفندق بهذا السوء ورداءة الخدمات المقدمة فحاولت ان اتصل بالوكالة التي اقنعتني بهذا العرض ولكن كل واحد منهم يتنصل من المسؤولية حتى اكتشفت انها مجرد عروض وهمية الهدف الاساسي منها الربح لا غير.
ولوجدي حسن آل موسى (موظف) قصة اخرى مع العروض الوهمية التي تهدف الى اصطياد الكثير من راغبي السفر ببرامج سياحية مغرية يقول عن الخداع الذي تعرض له لقد خدعت فعلا وانجرفت لانني كنت ابحث عن وسيلة سهلة وبرنامج يكون معقولا لكي اصطاف في احدى الدول العربية كان اللقاء بيننا صدفة في احد المجمعات التجارية تقدم نحوي رجل قائلاً: تفضل هل تريد قضاء احلى صيف واحلى اجازة في برنامج مميز وبدون ان تدفع الكثير.. قلت له: ارني ما لديك فاخذ يعرض عليّ من هذا الكلام.. الى ان قمت بتعبئة استمارة خاصة بالشركة وطلب مني الحضور في صالة وصف لي عنوانها وحدد موعد الحضور ووعدوني برحلة سياحية فارهة والسكن في ارقى الفنادق ولكن مع الاسف لم اكتشف زيف وخداع هؤلاء الا بعد ان وصلت الى تلك الدولة وكانت الحقيقة التي اصطدمت بها حيث لا خصومات ولا مزايا ولا شيء مما ذكر لي.
والآن بعد استعراضنا لهذه الوقائع, ماذا يقول المسؤولون عن هذا الذي يحدث ويتكرر في كل صيف او اجازة؟
لجنة وكلاء السفر تحذر
لجنة وكلاء السفر والسياحة بغرفة جدة تحذر كافة المسافرين للخارج بتوخي الحذر وعدم الوقوع في فخ برامج بعض المكاتب من اعلاناتها الوهمية مشددة على ضرورة رصد هذه الاعلانات من قبل هيئة الطيران المدني ومعاقبة أصحابها ووضع آلية لوقفها.
التأكد من المصداقية
وفي هذا السياق قال رضوان عبدالله رضوان (مدير وكالة سفر) أنه يجب على كل مسافر التأكد أولا من مصداقية الوكالة المعلنة بأن يكون لها ترخيص رسمي لمزاولة هذا النشاط حتى يمكن الرجوع إليه في حالة حدوث مشكلة في تنفيذ البرنامج السياحي المتفق عليه كذلك توخي الحذر من الجهة التي تقوم بالحجز وتجنب حجز الفنادق والرحلات السياحية عن طريق الانترنت حيث ان العديد من هذه المواقع وهمية تقوم بعرض أسعار مغرية بهدف الحصول على رقم بطاقة الائتمان لسحب المبلغ من رصيد العميل وعدم التعامل مع وسطاء أو مكاتب ليست لديها صفة رسمية في حجز الفنادق أو البرامج السياحية حيث هناك بعض المكاتب ليست هي وكالات سياحية أصلاً وانما تدعي ذلك فقط.
ملاحقة قضائية
رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالطائف يؤكد بدوره على أهمية التأكد من محتوى تلك البرامج قبل التصديق عليها من مختلف الإدارات التنفيذية بالغرف التجارية.
وقال انهم سيلاحقون جميع الشركات الوهمية التي تستغل ختم الغرفة لتسويق برامجها الزائفة أمام الجهات النظامية محذراً في الوقت نفسه من عروض مثل هذه الشركات التي عادة ما تجد رواجاً في المنتزهات والأسواق والمراكز التجارية.
التايم شير
وإلى ذلك أوضح مدير قطاع الشؤون التجارية بالغرفة التجارية في مكة المكرمة سامي طيب ان هذه العروض تسمى بما يعرف بـ «التايم شير» المشاركة بالوقت وهو نظام أشبه ما يكون ببيع الوحدات السكنية بنظام طويل الأجل (يمتد لأكثر من 25 عاماً) وهو نظام عالمي معروف له ميزات جيدة إذ يمنح السائح خاصة الذي يتردد على بلد بعينه فرصة السكن طويل الأجل بسعر رمزي كما يوفر له السكن في منتجعات سياحية أخرى في بلدان غير البلد الذي تعاقد مع الشركة عليه من خلال آلية تمكنه من تبادل المواقع مشيرا الى ان الغرفة كانت قد أبلغت الهيئة العليا للسياحة ببعض ما يتعرض له المواطنون من خداع من قبل هذه الشركات ومواجهة الهيئة بمندوبي شركات (التايم شير) موضحاً ان بعض هذه الشركات يعمل بلا تصاريح مما يستوجب على المواطن ان يطلب التصريح الخاص بها بهدف التأكد من أنها تعمل بصفة رسمية.
مرجعية «الأياتا»
ومن جهته أوضح مصدر باللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة ان أكثر المشكلات التي تواجه هذه الشركات تكون في الاعتراض على جودة الخدمة المقترحة منها للعميل.
فما ان يصل المسافر إلى وجهته حتى تبدأ المشاكل في غياب العروض والخدمات الاضافية المتفق عليها فالفندق أقل من المستوى المطلوب والاستقبال في المطار ووسائل المواصلات لا وجود لهما ولكن مثل هذه المشكلات يوضح المصدر لا تحدث مع المتعاملين مع الوكالات الكبيرة لأنه يهمها في المقام الأول مصداقيتها وسمعتها في السوق.. الذي يحدث هو أن بعض الوكالات السياحية الصغيرة تصلها عروض مضللة من الخارج فتنساق وراءها دون ان تتأكد من مصداقيتها وتبدأ في تسويقها خاصة اذا كان هامش الربح جيدا حتى اذا جاء على حساب المصداقية.
والنقطة المهمة التي أشار المصدر إلى ضرورة التنبه لها هي السؤال ما إذا كانت الوكالة تحمل تصريحاً من (الاياتا) ذلك ان الوكالة التي تحمل تصريحا من (الاياتا) لها القدرة على التحقيق في المخالفة ورفع الضرر عن العميل.
أما الرأي القانوني حول هذه القضية فيوضحه المحامي علي العسيري قائلا ان تأمين خدمات السفر من بعض المكاتب يدخل في بند الايجاب ويعتبر عقداً يلزم التعويض ويحق للمتضرر اقامة دعوى حسب حجم الضرر الذي تعرض له، مؤكدا انه لا يمكن إيقاف الاعلانات عن السفر لأن السوق في المملكة سوق اقتصادي حر، كما ان هناك شركات ومؤسسات سياحية لديها القدرة على تنفيذ برامجها واعلاناتها.
وفي المقابل هناك فئة من المتلاعبين لا يمكن الحد من وجودهم إلا بالرقابة عبر وزارة التجارة.
واذا كانت متابعة مثل هذه القضايا في المحاكم لا تتم بالسرعة المطلوبة وتسير ببطء فإن مثل هذه المشكلات تحتاج إلى حسم فوري حتى يتم إيقاف مثل هذا الاحتيال.