كتاب ومقالات

حتوحشونا!

هيلة المشوح

انتهى موسم الرياض تاركاً صدىً عالمياً واسعاً، وقناعة لدى كل سعودي بأن المستقبل جميل وأنه لم يعد هناك ضرورة بعد اليوم لشد الرحال بحثاً عن سويعات قليلة من الترفيه بتكلفة كثيرة وأثمان باهضة.

بداية نحمد الله على سلامة أيقونة الموسم معالي المستشار تركي آل الشيخ، الذي مر بوعكة صحية استدعت غيابه خارج الوطن لنفتقد طرافته ومشاغباته وأكشناته، ما عدا عمله الدؤوب الذي لم يثنه المرض عن متابعته والإشراف عليه، فكان الموسم يسير بدقة وتنظيم وأثر وأصداء كبيرة جذبت الكثير من السائحين الباحثين عن المتعة والتميز في وطن متميز حقاً بعد أن انكشف وجهه الجميل بفضل طموح ورؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

كل مظاهر الترفيه حول العالم اجتمعت على رقعة كانت بالأمس صامتة، فأصبحت أرضها صاخبة، وسماؤها تتفجر بالألوان والفرح، فتغير نمط وروتين الرياض وجلبت لها الملاهي العالمية والمطاعم الشهيرة والعروض من شتى دول العالم، وصدح فنانون عرب وعالميون على مسارحها وأقيمت عدة مسرحيات وعروض وأوبرا، واكتست ليالي الدرعية بجمال أخاذ آسر، وبهر كل قادم بما رآه وحمل كل زائر انطباعا جميلا عن بلد جميل وشعب كريم مضياف وصورة رائعة تلغي أي انطباع سابق نُقل عن وطننا.

لكل نجاح ضريبة، وموسم الرياض لم يكن نجاحاً اعتيادياً لمدينة الرياض فحسب بل كان نجاحاً للمملكة كلها في مدة وجيزة خرجت فيها من حياة إلى أخرى، فباتت المملكة كلها وفي كل شبر منها مواسم من النماء والازدهار والنهضة في شتى المجالات، لذلك هوجمت المملكة العربية السعودية من بعض الحاقدين المتربصين الذين أصبحت يومياتنا محط أنظارهم وترقبهم وانتقادهم مرة باسم الدين ومرة باسم التقاليد، بينما تغص بلدانهم بالمراقص وأشكال الفساد، ولأولئك ولكل من بث أحقاده في محاولات لعرقلة وتشويه الموسم من مؤججين وأصحاب أجندات وبلهاء نقول لهم حتى يحين الموسم القادم... حتوحشونا!