ثمة أصوات لا تعرف أصحابها، لكن لا تنفك سماعها بين حين وآخر، وبعضها لا يكاد يمر يوم دون أن تسمعه، حتى أنه قد يزاحم في مسامعك أصوات أقرب الناس إليك، دون أن تلقي بالاً لهوية أصحابها وما إذا كانوا أحياء أم أمواتاً، من بين أشهر هذه الأسماء التي نسمعها صوت الدكتور محمد صبيحي الذي يتسجع المسافرون بابتهالاته في كل رحلاتهم، ينصتون له بجلاء وهو يقرأ دعاء السفر عبر رحلات خطوط «طيران السعودية» ووسائل النقل التابعة لها، مُرسخاً في دواخلهم علاقة وثيقة بين صوته وسفرهم. ويأتي صوت الراحل محمد السقا بصفته أحد أشهر الأصوات التي نسمعها بشكل متكرر، عبر العديد من أصوات الرد الآلي لبنوك شهيرة، أو عبارته الأشهر في التلفون الثابت «إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به، يرجى محاولة الاتصال في وقت لاحق»، فيما رسخ صوت المذيع رائد الجرباء في المسامع بعبارته الأشهر على الهاتف المحمول «عزيزي المتصل إن الجوال المطلوب مغلق.. الرجاء الاتصال في وقت لاحق». ولا يكاد يمر يوم دون أن تستعين بخدمات الصوت البارز وائل حبال عبر التطبيق الأشهر «قوقل ماب»، وتستجيب له تارة يميناً ويساراً وأخرى «دوران للخلف، والطريق المنحدرة».

أما عالمياً فيحضر صوت سوزان بينيت بقوة عبر تطبيقات آبل أشهر «سيري».

هذه الأصوات الخمسة ليست إلا عينة من أصوات تمر على أسماعنا كل يوم، دون أن تثير فضول الكثيرين عن هوية أصحابها، بعد أن أصبحوا ألسنة للتقنية والآلات الصماء لترد علينا وتجيب!