ثقافة وفن

«يهودية» تفجر خلافاً واتهامات بالسرقة بين كاتبتين سعوديتين

علي فايع (أبها) alma3e@

نفت الروائية الشابة رجاء بندر، صاحبة رواية «غربة يهودية»، التي دار حولها لغط كبير في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أيّة علاقة سابقة لها بالروائية سالمة الموشي التي اتهمتها بسرقة عنوان ومضمون روايتها «يهودية مخلّصة». وأكدت رجاء لـ«عكاظ» أنها لم تكن تعرف من هي سالمة الموشي إلاّ عندما بحثت عن «غربة يهودية» في مواقع التواصل حتى ترى ردات الفعل عليها، لكنها وجدت أثناء البحث اسم سالمة الموشي وتغريدة قديمة نوعا ما تحمل صورة لروايتها «يهودية مخلّصة»، ومع البحث عمن تكون وجدت لها مقالاً في جريدة الوطن كانت تتحدث فيه عن النقد، فاندفعت لمراسلتها بحسن نية وسؤالها عن طريقة تهدي لها نسخة من روايتها لتطلع عليها وتستفيد من رأيها؛ كونها أكبر سناً منها وقديمة في مجال الكتابة.

وأكدت رجاء بندر أنها توقعت ترحيب الموشي بها كما فعلت الشاعرة فوزية أبو خالد، وكما رحب بها عدد من الكتاب الشباب والكبار عندما قدمت لهم روايتها كهدية أو قرأوا عنها في مواقع التواصل، كأحمد أبو ودهمان، وعبدالله ثابت والكثير ممن قرأت انطباعاتهم وانتقاداتهم بشغف كبير سواء كان النقد انطباعيا أو موضوعيا.

وعن علاقة ما كتبت برواية الموشي، أكدت رجاء بندر أنها لم تقرأ رواية سالمة الموشي حتى تعرف الرابط، ولكن «غربة يهودية» تخصها بكل تفاصيلها وأخطائها اللغوية والسردية، وهي وليدتها بعيوبها وجمالياتها، كتبتها بقلبها قبل أيّ شيء آخر ومن المستحيل على سالمة الموشي أو غيرها أن تشعر كما تشعر رجاء بندر، لأن الظروف تختلف والأماكن والأحداث، مؤكدة أنّ رواية «غربة يهودية» هي من روح رجاء فكيف لسالمة الموشي أن تشابه روحها؟!

وكانت الروائية والكاتبة سالمة الموشي قد اتهمت في تدوينة على حسابها في الـ(فيسبوك) الروائية الشابة رجاء بندر بسرقة عنوان ومضمون روايتها «اليهودية المخلّصة»، وقطعت الموشي في منشورها الذي حذفته في وقت لاحق بأنّ «خال» الروائية الشابة وهو الشاعر إبراهيم زولي قد قرأ روايتها تماماً ونسخ الحبكة الروائية لابنة أخته التي كما قالت ما زالت طالبة جامعية، وتمنت الموشي على خال الروائية الشابة أن يكون أكثر حكمة في التعاطي مع أمر كهذا، كما اتهمت الموشي الأدباء والكتاب الذين كتبوا عن عمل الروائية الشابة بأنهم طابور طويل كانوا في انتظار الروائية الشابة وأنهم جاهزون لنقد روايتها لاعتبارات مناطقية وقبلية وعائلية لا تمت للنقد بصلة.

الشاعر علي الأمير الذي كانت الحلقات النقدية التي أضاء بها عمل رجاء بندر الشرارة الأولى لهذا الاتهام، أكد لـ«عكاظ» أنّ أحد أعضاء مجلس الإدارة في نادي جازان الأدبي جلب له رواية جديدة اسمها «غربة يهودية»، مكتوب أعلى العنوان «رجاء بندر»، اسم صاحبة الرواية، وذكر له أن هذه الرواية من آخر إصدارات النادي، وأنّ الفضول دفعه أكثر من أيّ شيء آخر للاطلاع على ما ستكتبه طالبة في عمرٍ كهذا على أنّه رواية، لكنه تفاجأ من الصفحة الأولى بأنه أمام كاتبة تكتب بوعي وإدراك تام لآليات الكتابة الروائية، وكلما توغل في القراءة ازداد إعجابا بذكائها في بنائها شخصياتها، وبالمهارة العالية التي تدير بها خيوط حبكتها. وأضاف أنّ دافع الفضول لديه تلاشى وحلّت محلّه دوافع أخرى أكثر إغراء، لازمته إلى آخر كلمة في الرواية، ما دفعه لاحقا لكتابة قراءة طويلة لهذا العمل الأدبي في حلقات وقرر نشرها في الـ(فيسبوك)، وبمجرّد نزول الحلقة الأولى المتضمنة المقدمة فقط فاجأته الكاتبة سالمة الموشي بتعليق تقول فيه: قرأت هنا حديثاً طويلاً عن فن النقد ولم أجد في النهاية غير خاتمة تمتدح فيها الكاتبة التي من منطقتك!

وأكد الأمير أنه أخبر الموشي في ردّه على تعليقها، أنّ القراءة النقدية لم تنشر بعد حتى تحكم عليها، وأن ما قرأته هو المقدمة فقط. فعلقت ثانية بقولها: «يمكنك الاطلاع على صفحتي.. وهدّي وخفف من حشر كل هذي المصطلحات النقدية.. هذا ليس نقداً!». وأضاف الأمير أنّه ردّ عليها بقوله: «حاضر أشوف صفحتك.. لكن عليك أن تنتظري حتى تري القراءة ومن ثم احكمي بعدها».

الأمير أكد لـ«عكاظ» أنه فتح صفحة الموشي فوجدها قد كتبت عليها منشورا طويلا (مرفق صورة منه) استهزأت فيه بالكاتبة وبالكتّاب الذين كتبوا عن روايتها بمن فيهم الأمير نفسه، إذ وصفته بأنه ضمن الطابور الـ5 وطعنت في مصداقية قلمه.

وأضاف الأمير أنه نبّه الكاتبة الموشي إلى خطورة الاتهام الذي وجهته للروائية الشابة وخالها الشاعر إبراهيم زولي، فأكدت أنّها تقول الحقيقة وليس مجرد اتهام.

بدوره، طالب الشاعر إبراهيم زولي الكاتبة سالمة الموشي بإثبات ما ادعته في منشورها المحذوف، لأنّ البينة هنا على من ادعى، وإلاّ فكل ثرثرتها زيف وبهتان، وقذف للناس بغير وجه حق. وأضاف أنه وبكل فخر لم يقرأ رواية الموشي، ولو كان يود السطو على عمل لاختار من الأدب العالمي ولن يذهب لرواية لا ذكر لها في مشهدنا الثقافي المحلي، فضلا عن العربي والعالمي!

ولفت زولي إلى أنّ نخبة من المثقفين السعوديين على الـ(فيسبوك) و(تويتر) طالبوا الموشي بنشر ما يؤكد كلامها ولو بنصف صفحة، لكنها لم تفعل، «ولا أظنها ستفعل!».

«عكاظ» بدورها، تواصلت مع الكاتبة والروائية سالمة الموشي لمعرفة رأيها بشكل أدق، إلا أنها امتنعت عن الحديث بحجة أنها المتضررة وليست الجريدة مكانا للتحاكم، ونصحتنا بعدم الدخول في هذا الأمر، لأن نشر أي خبر في الصحيفة سيكون فيه مقاضاة للجريدة ولمن نشره!