أخبار

الحسيني: الموقف الإسلامي من «الهولوکوست».. جريمة مدانة ضد الإنسانية

خلال زيارته لمعتقل أوشفيتز في بولندا

«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

أفاد أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان محمد علي الحسيني بأن الأصل الذي وضع للإنسان مساراً وخياراً حياتياً لابد منه هو مسار وخيار الخير والسلام والوئام، وأن جريمة قتل قابيل لهابيل التي رافقها ندم شديد وإحساس بالألم والاضطراب النفسي والروحي، کان دليل إثبات أولياً على هذه الحقيقة وتأکيداً عملياً لها.

وأشار إلى أن جريمة القتل المقصودة هنا، هي التي ترتكب بغير وجه حق، إذ لا تعد جريمة إذا تعلق الأمر بالدفاع عن النفس والأرض والعرض والمال بوجه من يريد الشر، فذلك دفاع وقضية منطقية تٶيدها الأديان السماوية الثلاثة وتقرها القوانين الإنسانية في معظم دول العالم.

وأكد الحسيني خلال زيارة قام بها لـ«معتقل أوشفيتز» ببولندا أن قتل إنسان بغير حق، هي جريمة من أکبر وأفظع الجرائم برأي الإسلام، واعتبرها من أكبر الكبائر ومن الموبقات، منبها إلى عدم وجود مسوغ ووجه حق لإضفاء الشرعية على جرائم مروعة ومهولة ارتکبها الإنسان أينما کان، بل لابد من تسمية الأشياء بأسمائها ووضع النقاط على الأحرف بکل وضوح.

وأضاف الحسيني: «في الوقت الذي نشجب وندين ونستنکر الجرائم الفظيعة التي ترتکب بحق المسلمين في بورما ونطالب بأن تتم ملاحقة المتسببين فيها، فإننا خلال زيارتنا للمعرض الدائم لتوثيق الجرائم النازية الهولوکوست في معتقل أوشفيتز، لا نرى أمامنا سوى جريمة مرتکبة بحق الإنسانية جمعاء، ضد أناس خلقهم الله ووهبهم الأرواح ليعيشوا ما قدر لهم، وإن قتلهم لمجرد کونهم أتباع الديانة اليهودية جريمة بالمعنى الحرفي للکلمة».

وشدد الحسيني على أن «مسألة شجب واستنكار جريمة الهولوکوست، تأتي أساسا من العمق والأصل الإنساني - الهابيلي، فليس هناك أي مسوغ أو مبرر لقتل وإبادة الملايين من الأرواح لمجرد أنهم يهود، فهکذا منطق مرفوض جملة وتفصيلا ولا يمکن أن يکون أو يصبح شرعة ومنهاجا لأنه مناقض للأصل الإنساني المبني على الخير وبمثابة تحد ليس للسماء فقط، بل لنا نحن کبشر، فکل جريمة قتل ترتکب في أية بقعة من بقاع الأرض بغير وجه حق، هي جريمة مرتکبة بحقنا جميعا وإننا معنيون بالانتصار للمقتول والوقوف بوجه القاتل والتصدي له».

وختم الحسيني حديثه بالقول: «اليوم نقف هنا لهذا السبب الذي سيدفعنا للوقوف مرات ومرات أخرى في أماکن مختلفة من العالم والانتصار لأصلنا الإنساني ورفض الشر والتصدي له، وتمسکنا بهذا النهج، سيدفعنا للمزيد والمزيد من التواصل والتآلف والتعايش السلمي والقبول بالآخر وسيادة نهج التسامح والانفتاح الإنساني، وهو ما سيجعل الحياة أکثر أمنا واطمئنانا للبشرية جمعاء».