تحت حد الكفاف !
يحمون الملايين بـ 3000 ريال
الأحد / 01 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الاحد 26 يناير 2020 03:49
خضر الخيرات (جازان) khdr09@
لم يتوقع محمد جابري، الذي تعدّى عمره 36 سنة، أن عائد عمله لـ8 ساعات يومياً على فترتين صباحاً ومساء، لن يوفر لابنتيه احتياجاتهما البسيطة، رغم اجتهاده طيلة يومه، ليسأل نفسه في نهاية المطاف، لماذا أعمل؟!
يراجع جابري نفسه يومياً قبل أن يخلد للنوم، وفي بعض الأحيان ينوي عدم الذهاب إلى عمله الذي يبدأ في الثامنة صباحاً، قبل أن يتوقف مؤقتاً في الواحدة ظهراً، ثم يستأنف عمله في الرابعة عصراً حتى السابعة مساء، لكنه كلما رأى ابنتيه تنتظران ما يطلبه أي طفل من والديه يمني نفسه: «ربما يأتي الفرج غداً».
يعيش جابري حياته في عراك مع الزمن، ويعرف أن مهنة حارس الأمن التي يتوشح بثيابها باتت وسيلة يغطي به عطالته، فهو مسجل براتب لا يتعدى 3000 ريال شهرياً، يأخذ منها فعلياً 2700 ريال، بخصم 300 ريال تأميناً، ويصرف منها 400 ريال شهرياً على المواصلات، ليبقى من راتبه 2300 ريال، لا يعرف كيف يحل بها لوغاريتم تكاليف المعيشة.
حال الجابري يمثل معاناة آلاف حراس الأمن الذين باتوا ضحية شركات تتولى الكثير من المهمات والمسؤوليات، فتجدهم في الأسواق وكافة المواقع يحرسون ربما مباني مهمة جداً، من بينها محلات ذهب ومجوهرات وربما سيارات فارهة، ومع ذلك تلك الفئة لا تنعم بأبسط مقومات الحياة الكريمة للعمل في أجواء مثالية تمكنهم من الحفاظ على حقوق الآخرين.
ربما ينقذ جابري أن مسكنه في منزل والديه، لذا لا يحتاج أن يصرف من راتبه على الإيجار، لكن يسأل نفسه دوماً «أين هو الراتب؟!»
يشرح لـ «عكاظ» تفاصيل معاناته اليومية، إذ إنه -حسب قوله- «في أيام عدة لا أملك تكلفة المواصلات التي تقلني إلى عملي، لأن الـ2700 ريال، لا تكفي مصاريف الطفلتين؛ الكبرى تبلغ من العمر 5 سنوات وتذهب يومياً للروضة ولها احتياجات كأي طفلة، فيما الصغرى تبلغ عامين وتبحث عن الحلوي يومياً».
لا يتحسر جابري على السنوات الـ5 التي قضاها في تلك المهنة بعد تخرجه بالشهادة الثانوية، وهو يعمل بلا حوافز أو ترقيات، لأنه خرج بتجربة مفادها أن حارس أمن مهنة لا تصلح للحياة -على حد تعبيره-، لكنه يتحسر في حالة حدوث عارض صحي له، إذ يتم تهديده بالفصل، ويخصم من راتبه.
يرغب جابري أن يعيش مثل الآخرين، ويقول: «لا أملك سيارة وإلا لعملت بها، أو على الأقل ذهبت إلى حلقة الخضار لأجمع قوت يومي، وأبيع الخضراوات»، لكن ما باليد حيلة.
ويقاسم زميله في ذات المهنة محمد حسن عداوي، الظروف نفسها والمعاناة، وإن كان الاختلاف فيمن يعول، إذ إن لديه طفلاً وحيداً، لكنه يعيش في منزل والد زوجته، ربما السبب في تخلصه من معاناة الإيجار، ليعيش مرارة كيفية المعيشة.
يؤمن عداوي أن عمله أمانة، ويقول لـ«عكاظ» صحيح أننا نرهق في العمل، ولا نجد ما يكفينا، لكننا مع ذلك مؤتمنون على هذه المدرسة التي أحرسها، ولا يمكن أن أفرط في هذه الأمانة بأي حال.
الأمل الوحيد الذي يعيشه عداوي أو كل من يعمل حارس أمن، أن تشدد الرقابة على شركات الحراسة الأمنية، فيتم إنصافهم، واسترداد حقوقهم، مثل أي وظيفة أخرى، ما دامت تلك الشركات تربح فمن حق موظفيها أن يعيشوا، لا أن يبقوا على حد الكفاف.
يراجع جابري نفسه يومياً قبل أن يخلد للنوم، وفي بعض الأحيان ينوي عدم الذهاب إلى عمله الذي يبدأ في الثامنة صباحاً، قبل أن يتوقف مؤقتاً في الواحدة ظهراً، ثم يستأنف عمله في الرابعة عصراً حتى السابعة مساء، لكنه كلما رأى ابنتيه تنتظران ما يطلبه أي طفل من والديه يمني نفسه: «ربما يأتي الفرج غداً».
يعيش جابري حياته في عراك مع الزمن، ويعرف أن مهنة حارس الأمن التي يتوشح بثيابها باتت وسيلة يغطي به عطالته، فهو مسجل براتب لا يتعدى 3000 ريال شهرياً، يأخذ منها فعلياً 2700 ريال، بخصم 300 ريال تأميناً، ويصرف منها 400 ريال شهرياً على المواصلات، ليبقى من راتبه 2300 ريال، لا يعرف كيف يحل بها لوغاريتم تكاليف المعيشة.
حال الجابري يمثل معاناة آلاف حراس الأمن الذين باتوا ضحية شركات تتولى الكثير من المهمات والمسؤوليات، فتجدهم في الأسواق وكافة المواقع يحرسون ربما مباني مهمة جداً، من بينها محلات ذهب ومجوهرات وربما سيارات فارهة، ومع ذلك تلك الفئة لا تنعم بأبسط مقومات الحياة الكريمة للعمل في أجواء مثالية تمكنهم من الحفاظ على حقوق الآخرين.
ربما ينقذ جابري أن مسكنه في منزل والديه، لذا لا يحتاج أن يصرف من راتبه على الإيجار، لكن يسأل نفسه دوماً «أين هو الراتب؟!»
يشرح لـ «عكاظ» تفاصيل معاناته اليومية، إذ إنه -حسب قوله- «في أيام عدة لا أملك تكلفة المواصلات التي تقلني إلى عملي، لأن الـ2700 ريال، لا تكفي مصاريف الطفلتين؛ الكبرى تبلغ من العمر 5 سنوات وتذهب يومياً للروضة ولها احتياجات كأي طفلة، فيما الصغرى تبلغ عامين وتبحث عن الحلوي يومياً».
لا يتحسر جابري على السنوات الـ5 التي قضاها في تلك المهنة بعد تخرجه بالشهادة الثانوية، وهو يعمل بلا حوافز أو ترقيات، لأنه خرج بتجربة مفادها أن حارس أمن مهنة لا تصلح للحياة -على حد تعبيره-، لكنه يتحسر في حالة حدوث عارض صحي له، إذ يتم تهديده بالفصل، ويخصم من راتبه.
يرغب جابري أن يعيش مثل الآخرين، ويقول: «لا أملك سيارة وإلا لعملت بها، أو على الأقل ذهبت إلى حلقة الخضار لأجمع قوت يومي، وأبيع الخضراوات»، لكن ما باليد حيلة.
ويقاسم زميله في ذات المهنة محمد حسن عداوي، الظروف نفسها والمعاناة، وإن كان الاختلاف فيمن يعول، إذ إن لديه طفلاً وحيداً، لكنه يعيش في منزل والد زوجته، ربما السبب في تخلصه من معاناة الإيجار، ليعيش مرارة كيفية المعيشة.
يؤمن عداوي أن عمله أمانة، ويقول لـ«عكاظ» صحيح أننا نرهق في العمل، ولا نجد ما يكفينا، لكننا مع ذلك مؤتمنون على هذه المدرسة التي أحرسها، ولا يمكن أن أفرط في هذه الأمانة بأي حال.
الأمل الوحيد الذي يعيشه عداوي أو كل من يعمل حارس أمن، أن تشدد الرقابة على شركات الحراسة الأمنية، فيتم إنصافهم، واسترداد حقوقهم، مثل أي وظيفة أخرى، ما دامت تلك الشركات تربح فمن حق موظفيها أن يعيشوا، لا أن يبقوا على حد الكفاف.