جاكم «النَمنَم» !
الأربعاء / 04 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الأربعاء 29 يناير 2020 01:30
ريهام زامكه
هل تذكرون (النَمنَم) أو قد صادفتموه يوماً ما؟! أعتقد أن الغالبية يعرفونه وكانوا مصدقين به وربما ما زالوا يخافون منه، فهذا الكائن الأسطوري يعيش في وجدان كل طفل (حجازي) بالتحديد. وجاء هذا التعنيف النفسي والتخويف من هذا الوحش من قبل الأهالي بسبب خوفهم على أبنائهم، لذا اخترعوا (كذبة النمنم) هذه ورسخوها في عقولهم حتى يجعلوهم يخافون من الغرباء أو من الخروج بمفردهم من المنزل.
وقد نجحت خطة الطيبين، فالنمنم قد ألزم الأطفال بيوتهم وأصابهم بالرعب لظنهم أن هذا الكائن الغريب كان يطرق الأبواب بشكلٍ مفاجئ ليبحث عن وجبة آدمية دسمة (يمزمز) عليها.
وكانوا يزعمون أنه يتشكل على هيئة إنسان، ولكن لديه ذيلا طويلا وعينا واحدة وأنفا (مكعبر) قد ينتفخ ويكبر حجمه إذا أنقض على فريسته والتهمها.
وبعض الناس كانوا يعتقدون أنه جنّي متنكر يظهر بهيئة إنسي ولكن برجل حمار أو حصان أو ماعز ويلحق بأول من يصادفه في الشارع ويؤذيه.
لا شك أن النمنم خرافة شغلت الناس لفترة معينة وماتت مع الوقت، لكن حتى وإن كانت الوسيلة المستخدمة في زمن الطيبين خاطئة فغايتهم كانت نبيلة لحرصهم على أبنائهم.
وفي زمن التقنية والانفتاح على العالم وتعدد وسائل الاتصال أنصحكم بالبحث عن (النمنم) في غرف أبنائكم وعلاقاتهم المشبوهة وأصدقائهم، فالدواعش والإرهابيون والتكفيريّون وأعداء الحياة قد كانوا في يومٍ من الأيام مجرد أطفال أبرياء إلى أن عبث النمنم الحقيقي في عقولهم وأجرها واستخدمها.
وعلى الطاري، وبحسب إحدى (الخرابيط) المحكية بين الناس حكتْ لي إنسانة كذابة (بنمرة واستمارة) عن قصة أو كذبة قديمة متداولة ومعروفة نقلاً عن الفنانة الكبيرة (توحة) الله لا يصبحها ولا يمسيها إلا بالخير.
وتقول: «في أحد الأعراس في مدينة جدة عام 1981، وأثناء تأدية الفنانة أحد مقاطعها الغنائية، دخلت امرأة وشرعت في الرقص ولا أستبعد على أغنية «تدلع يا حلو يا حالي»، المهم لاحظت الفنانة أن المرأة ترقص بشكلٍ غريب، فأمعنت النظر فيها فإذا بقدمي المرأة يشبهان قدم الحمار، وقد ظنّت توحة أن المرأة مصابة بمرض ما شوّه قدمها، غير أن القاعة سرعان ما امتلأت بالنساء الراقصات على أرجل الحمير، فهرعت الفنانة خارج القاعة ووجدت أمامها (تاكسي أصفر) فأوقفته وقالت له: «استحلفك بالله ما تسيبني خالي»، وركبت معه ثم قصّت على السائق قصة الأرجل وما حدث، فأخرج السائق رجله وكانت رجل حمار أيضاً، وسألها: يعني زي دي؟.
نسبوا هذه القصة (الخربوطية) وحكوها على لسان الفنانة القديرة توحة، ومن لا يعرف فنانة الحجاز الأولى فعليه مراجعة ذائقته وحساباته الفنية، وبعد مراجعتها عليه سماع أغنية واحدة من أغانيها (كفارة) قبل أن يخلد إلى النوم، وإذا لم تفعل فاعلم أن الشيطان قد منعك وسوف يأتيك نمنم في منامك ولكن (ببندانه) فنحن في 2020.
* كاتبة سعودية
Rehamzamkah@yahoo.com
وقد نجحت خطة الطيبين، فالنمنم قد ألزم الأطفال بيوتهم وأصابهم بالرعب لظنهم أن هذا الكائن الغريب كان يطرق الأبواب بشكلٍ مفاجئ ليبحث عن وجبة آدمية دسمة (يمزمز) عليها.
وكانوا يزعمون أنه يتشكل على هيئة إنسان، ولكن لديه ذيلا طويلا وعينا واحدة وأنفا (مكعبر) قد ينتفخ ويكبر حجمه إذا أنقض على فريسته والتهمها.
وبعض الناس كانوا يعتقدون أنه جنّي متنكر يظهر بهيئة إنسي ولكن برجل حمار أو حصان أو ماعز ويلحق بأول من يصادفه في الشارع ويؤذيه.
لا شك أن النمنم خرافة شغلت الناس لفترة معينة وماتت مع الوقت، لكن حتى وإن كانت الوسيلة المستخدمة في زمن الطيبين خاطئة فغايتهم كانت نبيلة لحرصهم على أبنائهم.
وفي زمن التقنية والانفتاح على العالم وتعدد وسائل الاتصال أنصحكم بالبحث عن (النمنم) في غرف أبنائكم وعلاقاتهم المشبوهة وأصدقائهم، فالدواعش والإرهابيون والتكفيريّون وأعداء الحياة قد كانوا في يومٍ من الأيام مجرد أطفال أبرياء إلى أن عبث النمنم الحقيقي في عقولهم وأجرها واستخدمها.
وعلى الطاري، وبحسب إحدى (الخرابيط) المحكية بين الناس حكتْ لي إنسانة كذابة (بنمرة واستمارة) عن قصة أو كذبة قديمة متداولة ومعروفة نقلاً عن الفنانة الكبيرة (توحة) الله لا يصبحها ولا يمسيها إلا بالخير.
وتقول: «في أحد الأعراس في مدينة جدة عام 1981، وأثناء تأدية الفنانة أحد مقاطعها الغنائية، دخلت امرأة وشرعت في الرقص ولا أستبعد على أغنية «تدلع يا حلو يا حالي»، المهم لاحظت الفنانة أن المرأة ترقص بشكلٍ غريب، فأمعنت النظر فيها فإذا بقدمي المرأة يشبهان قدم الحمار، وقد ظنّت توحة أن المرأة مصابة بمرض ما شوّه قدمها، غير أن القاعة سرعان ما امتلأت بالنساء الراقصات على أرجل الحمير، فهرعت الفنانة خارج القاعة ووجدت أمامها (تاكسي أصفر) فأوقفته وقالت له: «استحلفك بالله ما تسيبني خالي»، وركبت معه ثم قصّت على السائق قصة الأرجل وما حدث، فأخرج السائق رجله وكانت رجل حمار أيضاً، وسألها: يعني زي دي؟.
نسبوا هذه القصة (الخربوطية) وحكوها على لسان الفنانة القديرة توحة، ومن لا يعرف فنانة الحجاز الأولى فعليه مراجعة ذائقته وحساباته الفنية، وبعد مراجعتها عليه سماع أغنية واحدة من أغانيها (كفارة) قبل أن يخلد إلى النوم، وإذا لم تفعل فاعلم أن الشيطان قد منعك وسوف يأتيك نمنم في منامك ولكن (ببندانه) فنحن في 2020.
* كاتبة سعودية
Rehamzamkah@yahoo.com