حتى لا نلعن الظلام
تهويم
الخميس / 05 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الخميس 30 يناير 2020 01:26
منى العتيبي
وقعت بين يدي دراسة ثمينة عن وظائف المستقبل، نشرها منتدى الرياض الاقتصادي. وتكشف هذه الدراسة عن أهم وظائف ومهارات المستقبل حسب الدراسة المكتبية وفي المقابل أهم الوظائف المهددة بالاندثار والمهارات المطلوبة والمهددة حسب الدراسات، كما خرجت الدراسة بنسبة غير مبشرة وأراها محبطة ولا تحاكي التقدم السريع الذي يمر به العالم عموماً وتمر به دولتنا الحبيبة خصوصاً؛ حيث بلغت نسبة الوظائف غير الموجودة الآن 65% بينما بلغت نسبة الوظائف في السعودية المهددة بالاستبدال 41%.
هذه الأرقام في ظل ما نشهده من تنمية اقتصادية لا تحقق المأمول، ويبدو أن هناك فجوةً بين نتائج الدراسات وبين المؤسسات التعليمية والمهنية، وكل منهم يسير بمعزل تام عن الحاجات المستقبلية؛ لذلك نجد استمرارية الكثير من المشكلات المزعجة كمشكلة البطالة والتخصصات التعليمية والمهنية غير المطلوبة في سوق العمل وغيرها.
ومن الطبيعي جدًا استمرار هذه المشكلات طالما مركز البحث العلمي والدراسات لا يشتغل على واقع حاجات سوق العمل والتطلعات العلمية والعملية المستقبلية.. فمن المفترض تقوم مراكز البحوث والدراسات بشكل دوري في إعداد الدراسات والتقارير القارئة للواقع والتنسيق مع الجهات المعنية في تطوير التخصصات المطلوبة والتقليص من التخصصات المهددة من الاندثار خصوصاً أن الدراسة التي نشرها منتدى الرياض الاقتصادي تؤكد أنه قد صرح 84 % من التنفيذيين أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بخلق وظائف عديدة ووارفة المجالات، فهل استعدت مؤسساتنا التعليمية والمهنية ومراكز البحوث والدراسات العلمية لاستقبالها بإعداد أبنائنا لها؟!
في تصوري أن المهام والأدوار التي حددها التقرير الدراسي عن وظائف المستقبل خلال التقييم والتي أوكلها كلها للتعليم والتدريب غير كافية لتحقيق الموازنة بين الواقع والمأمول تجاه الوظائف المستقبلية. التعليم والتدريب لن يستطيعا تحقيق المعادلة المطلوبة ما لم تكن هناك جهات تساندهما في قراءة الواقع بالتقارير والدراسات الإحصائية.. وما لم تكن هناك مراكز بحثية علمية متخصصة في دراسة حاجات سوق العمل والمستقبل وتقوم بإعطاء النتائج الواقعية والتقييم المطلوب والتشخيص الدقيق بما يحقق الانسجام بين التعليم والتدريب وحاجات المستقبل، بحيث يسير الجميع نحو الطريق الصحيح وفي مركب واحد.
مراكزنا العلمية البحثية شبه المغيبة عن واقعنا تحتاج إلى إعادة نظر واقعية في أدوارها ومهامها والتوسع في إنشائها وتخصصاتها حتى لا نلعن الظلام مستقبلاً.
monaotib@
Mona.Mz.Al@Gmail.Com
هذه الأرقام في ظل ما نشهده من تنمية اقتصادية لا تحقق المأمول، ويبدو أن هناك فجوةً بين نتائج الدراسات وبين المؤسسات التعليمية والمهنية، وكل منهم يسير بمعزل تام عن الحاجات المستقبلية؛ لذلك نجد استمرارية الكثير من المشكلات المزعجة كمشكلة البطالة والتخصصات التعليمية والمهنية غير المطلوبة في سوق العمل وغيرها.
ومن الطبيعي جدًا استمرار هذه المشكلات طالما مركز البحث العلمي والدراسات لا يشتغل على واقع حاجات سوق العمل والتطلعات العلمية والعملية المستقبلية.. فمن المفترض تقوم مراكز البحوث والدراسات بشكل دوري في إعداد الدراسات والتقارير القارئة للواقع والتنسيق مع الجهات المعنية في تطوير التخصصات المطلوبة والتقليص من التخصصات المهددة من الاندثار خصوصاً أن الدراسة التي نشرها منتدى الرياض الاقتصادي تؤكد أنه قد صرح 84 % من التنفيذيين أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بخلق وظائف عديدة ووارفة المجالات، فهل استعدت مؤسساتنا التعليمية والمهنية ومراكز البحوث والدراسات العلمية لاستقبالها بإعداد أبنائنا لها؟!
في تصوري أن المهام والأدوار التي حددها التقرير الدراسي عن وظائف المستقبل خلال التقييم والتي أوكلها كلها للتعليم والتدريب غير كافية لتحقيق الموازنة بين الواقع والمأمول تجاه الوظائف المستقبلية. التعليم والتدريب لن يستطيعا تحقيق المعادلة المطلوبة ما لم تكن هناك جهات تساندهما في قراءة الواقع بالتقارير والدراسات الإحصائية.. وما لم تكن هناك مراكز بحثية علمية متخصصة في دراسة حاجات سوق العمل والمستقبل وتقوم بإعطاء النتائج الواقعية والتقييم المطلوب والتشخيص الدقيق بما يحقق الانسجام بين التعليم والتدريب وحاجات المستقبل، بحيث يسير الجميع نحو الطريق الصحيح وفي مركب واحد.
مراكزنا العلمية البحثية شبه المغيبة عن واقعنا تحتاج إلى إعادة نظر واقعية في أدوارها ومهامها والتوسع في إنشائها وتخصصاتها حتى لا نلعن الظلام مستقبلاً.
monaotib@
Mona.Mz.Al@Gmail.Com