كتاب ومقالات

المرأة تستطيع

علياء

أ. د. علياء عبدالله الجندي* aajindi@

الماضي والحاضر يشهدان بمواقف المرأة العظيمة في جل الأزمات الاجتماعية وغيرها، رُغم كل ما تعرضت له من تقييد لأفكارها وكبح جماح لإبداعاتها، فقط هى تحتاج لمناخ عادل ومنصف يعطيها القدر الكافي للعمل بعيداً عن ضغوط المعارضين لها، مناخ يتيح لها العمل بعيدا عن المنافسة غير الشريفة أو المقارنة غير العادلة بينها وبين الرجل مهما كثُرت أخطاؤه وفشلت تجاربه، أُتيحت له ألف فرصة لتكرار المحاولة والتمسوا له 70 عذراً.

هي تستطيع.. وآن الأوان أن يقف الرجل بجانب المرأة كما فعلت هى من قَبل لسنوات عديدة مضت، وأن يقف مشجعاً ومحفزاً لها، مؤمناً بقدراتها على كسب احترام الجميع وتقديم لون جديد من ألوان الإبداع والتقدم والرقى للوطن بل وللعالم كله.

هي تستطيع.. واستطاعتها غير محدودة فقدراتها وسقف طموحاتها يعلو بعلو السموات وأهدافها سلسلة لا متناهية من الطموحات، فكلما أتمّتْ هدفاً وحققت نجاحاً انطلقت نحو هدفٍ آخر لتُتممه.

هي تستطيع، فالطبيعة النفسية للمرأة تختلف لا شك عن طبيعة الرجل، لكنّ الذي يروج عنها منذ مئات السنين هو أنها عاطفية، وغير حكيمة في أفعالها، وأن قدراتها المهنية محدودة بحدود جدران المنزل، وهذا ما يخالف العقل والعرف والمنطق، بل ويخالف الحقيقة النفسية للمرأة، التي يؤكدها العديد من الدراسات النفسية، أنها وكمثال على ذلك؛ تستطيع العمل تحت ضغط عال، وتستطيع القيام بعملين أو أكثر في آن واحد، كما أن قوتها تتسم بالديمومة، وللمرأة ذاكرة فائقة وهذا ما يجعلها تربط الأشياء بالمواقف أو الأماكن فتتذكرها بطريقة أسهل، وهناك الكثير من المزايا التي تجعل للمرأة قدرة مختلفة تقوم بتوظيفها وقت العمل والإبداع فتنتج لنا نتائج مجتمعية ومهنية تختلف وتتميز بها.

* أستاذ الاتصال التربوي وتكنولوجيا التعليم - جامعة الملك عبدالعزيز